النجاح الإخباري - اعتبر قائد ذراع البرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوئيل ستريك، أن الرأي السائد في دولة الاحتلال حول تخوف الجيش من استخدام القوات البرية وتنفيذ اجتياح بري، ليس صحيحا، وذلك رغم الانتقادات الشديدة التي وُجهت في السنوات الماضية، وخاصة من خلال تقارير مفوض شكاوى الجنود، يتسحاق بريك.

وقال ستريك في مقابلة معه نشرتها صحيفة "هآرتس" اليوم، الجمعة، إنه "لا يمكنك اجتياح أراضي عدو كي تثبت قدراتك أو كي ترفع المعنويات القومية. وتنفذ اجتياحا عندما تكون ملزما بذلك. وفي نهاية الأمر هناك السياق الإستراتيجي لأي معركة. والمقرر في ذلك هو الرغبة في تحقيق الأهداف الإستراتيجية. ويحظر أن ينشأ وضع نرهن فيه الإستراتيجية لصالح التكتيك. وسننفذ اجتياحا عندما يخدم ذلك أهداف الحرب".

وتابع "لنفترض أن الدولة قررت أنه يجب القضاء على حماس في قطاع غزة بواسطة تدمير قوتها العسكرية. فهذا أمر لن يحدث من دون اجتياح. لكن عندما تتجه نحو معركة ردع، فإنك تركز على تجريد قدرات من العدو. وهذا ما فعلناه في العملية العسكرية الأخيرة ’حارس الأسوار’ في غزة" في أيار/مايو الماضي"، على حد قوله.

ونفى ستريك اتهامات وجهت لجيش الاحتلال الإسرائيلي حول عدم الثقة بقواته لتنفيذ اجتياح، وقال "أنا أعرف غزة جيدا. ولا حاجة للمبالغة. فلا يوجد لواء في الجيش الإسرائيلي لا يفكك منطقة معينة إلى أشلاء إذا أنزلته فيها". رغم ذلك عبر ستريك عن ارتداع إسرائيلي. "السؤال هو بأي ثمن وبأي مدة. ومفهومنا كله مفاده: مدة قصيرة، ثمن منخفض نسبيا، إنجاز كبير بقدر الإمكان".

وإدعى ستريك إن "الرواية التي تتعالى في وسائل الإعلام تدعي أنه لم تُنفذوا اجتياحا لأن بريك كان على حق، وأنتم تخافون من خسائر. لكن النقاش الدائر حول الاجتياح ليس مهنيا. وبُنيت قصة هنا على أساس نظرة أحادية الجانب. ومقولة أن بالإمكان الحسم بواسطة الاجتياح هو كلام سخيف. ليس صحيحا. سيحسم الحرب جميع الأمور معا. والمسألة هي متعددة الجوانب، وهذا ليس شعارا. وبحوزة الجيش الإسرائيلي صندوق أدوات: يستخدم مطرقة زنتها خمسة كيلوغرامات مرة، وكماشة مرة أخرى، ومفك صغير أحيانا. وهناك هدف إستراتيجي للمعركة. ويتم اختيار الأدوات وفقا لذلك".

 

وأشار إلى أنه "عندما تشن عملية عسكرية في غزة اليوم، عليك أن تفكر بتبعاته في الضفة الغربية، وفي لبنان وإيران، حيث وبإمكانهم أن يعرقلوا أداء دولة إسرائيل بشكل خطير، بواسطة استهداف مكثف للجبهة الداخلية، لكن باستثناء النووي الإيراني لا يوجد هنا تهديد وجودي محتمل على الدولة".".

وزعم ستريك أنه "ينبغي تنسيق التوقعات. ماذا سيحدث عندما يتقرر شن اجتياح داخل غزة؟ فالقضاء على حماس لن يكلف صفر إصابات. وإذا لم نكن مستعدين لدفع ثمن، لن يكون هناك إنجازات. ومطالب الجمهور منا لا تغضبني، لكنها تستوجب الإيضاح. وهناك صعوبة في تهيئة الرأي العام لمواجهة الواقع، وبضمن ذلك إمكانية إطلاق آلاف القذائف الصاروخية على الجبهة الداخلية".