النجاح الإخباري -

أعلن المستشار النمساوي زباستيان كورتس أمس الخميس، عزم بلاده وألمانيا إغلاق طرق البحر المتوسط التي يسلكها اللاجئون بالتعاون مع إيطاليا، فيما بدا الخلاف واضحاً بين أنجيلا ميركل وفيكتور أوربان حول مسألة الهجرة، عندما دافعت المستشارة الألمانية عن واجب «إنساني» في الوقت الذي تتعرض فيه لاتهامات بالتنازل أمام المتشددين في أوروبا.

وقال كورتس أمس بعد لقاء مع وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر بالعاصمة النمساوية فيينا، إنه من المقرر أن يكون هناك لقاء الأسبوع القادم لوزراء داخلية الدول الثلاث في مدينة إنسبروك النمساوية لمناقشة هذا الأمر.

ومن جانبه، أوضح زيهوفر أن الحل التوافقي الذي تم التوصل إليه في سياسة اللجوء بين طرفي الاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ليس من شأنه أن يؤدي إلى سلبيات بالنسبة للنمسا.

وقال الوزير الألماني: «إننا لن نحمّل النمسا الآن، ولا في المستقبل مسؤولية اللاجئين، الأمر الذي هي ليست مسؤولة عنه».

وصرحت ميركل أمام صحفيين عند استقبالها لنظيرها المجري «سندافع عن حدودنا الخارجية» في الاتحاد الأوروبي لكن «ليس بهدف الانعزال والحديث عن حصن»، مشيرة إلى «اختلافات في الرأي معه» حول الموضوع.

وأضافت: إن «الإنسانية هي روح أوروبا ونريد الحفاظ على هذه الروح... وأوروبا لا يمكنها أن تنصرف بكل بساطة عن المعاناة والآلام» بأن تنعزل داخل «حصن».
وكانت ميركل تخاطب أوربان الواقف إلى جانبها والذي غالباً ما اختلفت معه حول الهجرة منذ 2015، وفي الوقت نفسه من يتهمونها اليوم بالعدول نهائياً عن سياسة الاستقبال السخي التي أطلقتها إزاء اللاجئين وبأنها رضخت للضغوط وتلتزم نهج التشدد في أوروبا، إلاّ أن أوربان رد بالقول: «نعتقد أننا نساعد بشكل إنساني، عندما لا نقوم بدعوة المهاجرين إلى الحضور».

وأكد أن «الحل الوحيد» برأيه هو «إغلاق الحدود» و«عدم السماح بدخول الذين يأتون بالشر» إلى أوروبا، مضيفاً «لا نريد استيراد المشاكل»، متوجهاً إلى المستشارة.

ودعا أوربان برلين إلى إبداء امتنان أكبر إزاء المجر التي تفرض رقابة مشددة على حدودها الجنوبية مع كرواتيا وصربيا وإلاّ «فإن 4 إلى 5 آلاف مهاجر سيصلون إلى ألمانيا كل يوم»، مضيفاً «هذا هو التضامن».

في الوقت نفسه، اضطرت ميركل إلى العدول نهائياً عن مشروع حصص توزيع طالبي اللجوء في الاتحاد الأوروبي، خصوصاً أمام معارضة دول أوروبا الوسطى والشرقية، وكتبت أسبوعية «در شبيجل» الألمانية مؤخراً: إن أوربان «هو الذي يملي شروطه» على المستشارة حول سياستها للهجرة.

وتخلت ميركل نهائياً هذا الأسبوع عن سياسة الاستقبال السخي التي أطلقتها في 2015، بضغط من الجناح اليميني في ائتلافها الحكومي، ووافقت على أن يتم نقل مهاجرين مسجلين في دول أخرى من الاتحاد الأوروبي إلى مراكز عبور على الحدود الألمانية ثم ترحيلهم إلى بلد الدخول إلى التكتل.

1