النجاح الإخباري - اجتاز الحل السياسي للأزمة السورية مسارات عدة، فانطلق مع مفاوضات جنيف وبعدها محادثات أستانة، وصولا إلى دعوة موسكو لعقد مفاوضات سوتشي.

ولا تزال مخرجات التباحث السوري محدودة حتى اليوم، بحسب متابعين، فأبرز ما توصلت إليه لا يتجاوز إبرام اتفاق السلال الأربع وإنشاء أربع مناطق لتخفيف التصعيد.

وعقدت 8 نسخ من مفاوضات جنيف، برعاية الأمم المتحدة وبحضور وفدي النظام والمعارضة، وانطلقت في نهاية يونيو 2012 النسخة الأولى من جنيف.

وتنلقت مسارات الحل بين جنيف، وأستانة، وسوتشي، لكن النتيجة كانت شبه تعادل سلبي، بحسب متابعين، مع بعض الانفراجات، تحديدا على الجانب العسكري.

وعلى مدى 5 سنوات لم تسجل هذه المفاوضات خرقا يذكر في السياق السياسي لحل الأزمة السورية، باستثناء ما تمخضت عنه الجولة الرابعة، التي خرجت باتفاق السلال الأربع.

وعلى خط مواز لمفاوضات جنيف، دعت موسكو وطهران وأنقرة إلى عقد محادثات ذات بعد عسكري في أستانة، شهدت حضور إيران للمرة الأولى على طاولة التفاوض بصفتها طرفا في الأزمة، وجرى التسويق لها بمثابة جزء من الحل.

وانطلقت الجولة الأولى مطلع هذا العام، وعلى مدى 7 جولات، وسجل خرق واحد في الجولة الرابعة واتفق فيه على إنشاء 4 مناطق لتخفيض التصعيد، ولمدة 6 أشهر، قابلة للتجديد برضا الجميع.

وأدى نجاح أستانة في تسجيل بعض الخروق في جدار الأزمة، إلى تحريك مطامع روسيا وشجعها لمحاولة سحب البساط من تحت جنيف، وإحكام قبضتها على مسار الحل السوري.

وأعلنت موسكو قبل نحو شهر، عقدها مؤتمر سوتشي لحل الأزمة السورية، تحت عنوان إطلاق حوار وطني شامل، ووجدت المطامع الروسية من يشجعها، في قمة ثلاثية ضمت إليها أنقرة وطهران، لكنها حوصرت بضغوط أميركية.

وتأجلت سوتشي، أمام تمسك المعارضة والمعنيين الدوليين بضرورة خروج الحل من تحت العباءة الدولية، وليس الوصاية الروسية.