النجاح الإخباري - قبل أن تصبح الخصوصية موضوعا حساسا في فيسبوك بمدة طويلة، وتحديدا في 2004، وصف مارك زوكربيرغ ثقة المستخدمين الأوائل بموقع التواصل الذين منحوه بياناتهم الشخصية بأنه "غباء قاتل"، وذلك في حوار بينه وبين أحد أصدقائه كشف تفاصيله موقع "بيزنس إنسايدر".

وعلى الرغم من أن هذا الأمر كان قبل وقت طويل جدا، وعندما كان فيسبوك لا يزال يسمى "ذي فسيبوك"، وعمر زوكربيرغ 19 عاما، وقد يكون مزاحا، فإن تعليقه هذا يشير إلى موقفه "المتعجرف" تجاه خصوصية المستخدمين، ويعطي انطباعا بأن الشركة ربما بنت ثقافة لا تهتم فيها بالخصوصية وبيانات المستخدمين بتلك الأهمية.

وفي مقال في موقع ذي غارديان، تقول الكاتبة أوليفيا سولون إنه منذ أن كشفت صحيفة ذي أوبزيرفر عن "فضيحة" سرقة بيانات مستخدمي فيسبوك، بدأ يتضح أكثر أن الشبكة الاجتماعية كانت أكثر ليونة مع ممارسات مشاركة بياناتها مما أدركه كثير من المستخدمين.

وقالت إنه مع انتشار الفضيحة على مدى الأسبوع الماضي، أثارت استجابة فيسبوك الباهتة تحديا أساسيا للشركة، وهو كيف يمكنها إدانة الممارسة (مشاركة البيانات) التي يعتمد عليها نموذج أعمالها؟

ومنذ تعليق "غباء قاتل" لزوكربيرغ، قطعت فيسبوك شوطا طويلا لإقناع فئة من المجتمع بأن الأمر يتعلق "بربط الناس" بعضهم ببعض و"بناء مجتمع عالمي". وهذا الخطاب التسويقي "الزائف"، كما تسميه الكاتبة، أسهل كثيرا على الموظفين والمستخدمين أن يهضموه من مهمة "استخلاص البيانات الشخصية حتى نتمكن من استهدافك بالإعلانات".

وتقول الكاتبة إنه في أعقاب الكشف عن استغلال شركة كامبريدج أناليتكا للبيانات التي جمعها الدكتور أليكساندر كوغان تحت ستار البحث الأكاديمي، سارعت فيسبوك إلى لوم هذه الأطراف الخارجية "المارقة" في "إساءة استخدام المنصة". وقالت في بيان الثلاثاء الماضي إن "الشركة كلها غاضبة لشعورنا بأننا خُدعنا".

لكن في محاولة تسليط الضوء على الخداع الظاهر، اضطرت الشركة إلى تسليط الضوء على نموذج العمل الأساسي وسنوات من الممارسات اللامبالية في مشاركة البيانات.

بالطبع، فإن انتقال البيانات بين الباحثين وشركة كامبريدج أناليتكا مثّل انتهاكا واضحا لاتفاق كوغان مع فيسبوك، لكن كل شيء آخر كان بعلم فيسبوك، وفقا للكاتبة.

وتضيف أن كم البيانات التي حصلت عليها كامبريدج أناليتكا والتي استخدمت لتقديم إعلانات موجهة استنادا إلى أنواع الشخصية -بما في ذلك الأنشطة والاهتمامات والمواقع والصور والدين والسياسة وتفاصيل العلاقات الشخصية- لم تكن غير عادية على أقل تقدير، فقد كانت تلك التفاصيل ميزة في فيسبوك وليس ثغرة.