النجاح الإخباري - يروى الطالب أمجد دحلان تفاصيل معاناة عاشها وأسرته في قطاع غزة، تفاصيل أصعب من أن تروى، يقول: "قبيل الحرب على غزة كنت أواصل دراستي الجامعية بشكل طبيعي رغم الحصار وكانت الامور متاحة من توفر للإنترنت والكهرباء والاتصالات ، لكن كل الأحلام تبددت وتحطمت عندما استيقظت على حرب مدمرة في غزة .

 وتوقف التعليم بشكل نهائي مع بدء الحرب لأدخل في دوامة الصمود لمدة ما يقارب الشهرين تحت القصف المتواصل الى أن تعرضت مدينه خانيونس للاجتياح البري وتعرض الحي الذي اسكن فيه الى دمار شامل.

 انا وعائلتي وجميع سكان الحي بدأنا بالهروب و النزوح  لمنطقة المواصي تحت القصف الشديد  أتذكر جيداُ وقت النزوح كان هناك إطلاق نار كثيف استشهد بعض أفراد عائلتي اتذكر أني حملتهم مقطعين بين يدي ، عدا عن انقطاع كل وسائل التواصل، الامر الذي ادخلني في صراع جديد بين البقاء مع عائلتي في الخيام  ، ورحلة المعاناه للحصول على المياه والكهرباء، والاتصالات والتفكير في السفر والخروج من غزة لاستكمال التعليم لكن المحاولات كلها باءت بالفشل ، وفقدت الأمل في استكمال حلمي في مواصلة تعليمي إلا أن المفاجأة كانت بوجود مبادرة من جامعة النجاح الوطنية لاستقبال طلاب غزة لاستكمال تعليمهم الجامعي.

وكان هذا القرار بمثابة طوق النجاة لمواصلة دراستي وهنا بدأت بمعاناة جديدة وهي كيفية التسجيل والحصول على إنترنت يساعد على التواصل مع الكادر التعليمي في ظل الاجتياح المتواصل لخانيونس وانقطاع الانترنت والاتصالات ما يقارب ال 4 شهور ، الا أنني جازفت وخاطرت بنفسي رغم الخطر والقصف للذهاب الى مدينه دير البلح التي تبعد حوالي 6 كيلومتر عن مكان نزوحي للحصول على الانترنت حيث استطعت أخيرا وبعد عدة محاولات من تسجيل المواد والتواصل مع الكادر التعليمي وكنت في كل مرة أتواصل بها اضطر للذهاب مرة او مرتين لمدينه دير البلح للتسجيل والخطر المستمر والقصف المتواصل في كل مكان ومعاناتي من عدم توفر الشحن المستمر لهاتفي الخاص الذي تعرض للكسر في اثناء نزوحي من بيتنا ، حيث كانت مجازفة كبيرة لتقديم الاختبارات النهائية بسبب ضعف النت وهاتف نصفة مهشم  .

 ورغم كل ذلك حصلت على درجة الامتياز وكل ذلك بفضل الله اولاً ومن ثم للدعم اللامتناهي من قبل عائلتي والكادر التعليمي مشكورا لدعمه لي وتواصله معي ومساعدته لي على الاستمرار والصمود والتحدي .

إلا أن بدأت في معاناة جديدة حينما أقدمت على التسجيل الدراسي في شهر يوليو/ 2024 وتعرض جوالي للكسر التام بسبب قصف للمنطقة التي نزحنا إليها الأمر الذي دفعنا للنزوح مرة اخرى لمكان جديد يفتقر لوسائل التواصل ولكن رغم ذلك أصريت على استكمال دراستي رغم شح الامكانيات ، ومع كل التسهيلات التي قدمتها جامعة النجاح مشكورة لمواصلة التعليم ، إلا انه كان هناك عائق امام طموحي في استكمال دراستي وهو في تسجيل المساقات العملية ولكن الأمر لم ينجح والسبب يعود أن هذه المساقات تحتاج لمكاتب هندسية لانجازها وجميع المكاتب الهندسية في غزة تم تدميرها وهذا عائق لا يسمح لي بأن اكون خريج وتحدي جديد أمامي للحفر بالصخر وتحدي الصعب لمواصلة تعليمي رغم كل ما اتعرض له من منعطفات خطرة في مسيرتي التعليمية .