النجاح الإخباري - حذّرت دراسة أمريكية حديثة، من أن التدخين لا يضر الصحة العامة فقط، لكن أثره السلبي يسرع شيخوخة أجسام المدخنين بمعدل الضعف.
الدراسة أجراها باحثون بمؤسسة " إنسيليكو ميديسين" للأبحاث، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Scientific Reports) العلمية.
وأوضح الباحثون أنه ثبت منذ وقت طويل أن التدخين يؤثر سلبا على صحة الناس بشكل عام وبطرق متعددة.
وللوصول إلى نتائج الدراسة، استخدم فريق البحث الكيمياء الحيوية في الدم والتطورات الحديثة لتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد اختلافات العمر البيولوجي بين المدخنين وغير المدخنين.
وأجريت الدراسة استنادا إلى عينات الدم المأخوذة من 149 ألف شخص من البالغين المدخنين.
ومن خلال توظيف نماذج للتقدم في العمر طورها الفريق بواسطة تقنيات التعلم العميق في خوارزمات الذكاء الاصطناعي، حللت الدراسة عددا من الواسمات البيوكيميائية في الخلايا، بما في ذلك التدابير القائمة على الهيموجلوبين المنحل في الدم.
وفقا لنتائج الدراسة، أظهر المدخنون نسبة أعلى من الشيخوخة، وتوقعت الدراسة أن يكون المدخنون من الذكور والإناث أكثر بمرتين من عمرهم الزمني مقارنة مع غير المدخنين.
وأشارت نتائج أخرى إلى أن تحليل التعلم العميق لاختبارات الدم الروتينية يمكن أن يحل محل الطريقة الحالية غير الموثوق بها للإبلاغ الذاتي عن حالة التدخين وتقييم تأثير عوامل الحياة الأخرى والعوامل البيئية الأخرى على الشيخوخة.
وقالت الدكتورة بولينا ماموشينا، قائد فريق البحث: "يسعدني أن أكون جزءا من هذه الدراسة البحثية، التي تقدم دليلا علميا رائعا على أن التدخين من المرجح أن يعجل بالشيخوخة".
وأضافت أن "التدخين مشكلة حقيقية تدمر صحة الناس، وتسبب وفيات مبكرة، وغالبا ما تكون السبب في العديد من الأمراض الخطيرة، لكن الدراسة الجديدة أثبتت أن التدخين يزيد أيضا بشكل كبير من عمر المدخن البيولوجي".
وقالت منظمة الصحة العالمية، في أحدث تقاريرها إن التبغ يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنويا، بينهم أكثر من 5 ملايين متعاطون سابقون وحاليون للتبغ، وحوالي 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي.
وأضافت أن التدخين يعد أحد الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان، وأمراض الرئة، وأمراض القلب، والأوعية الدموية.