وكالات - النجاح الإخباري - أصدر الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، بيانا في الذكرى الـ 41 على رحيل الشاعر الفلسطيني عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى" أحد أسماء فلسطين وأعلامها الخالدين.

وقال الاتحاد في بيان صدر عن أمانته العامة، إن "أكتوبر لا يذكرنا برحيل الكبار أولي العزم، ولا البحر بموجاته العاليات ينسينا إياهم على هضاب النائبات العاتية، ولكنه الحول إن دار على الذكرى يوقفنا لنقول كلمة استحقها هؤلاء العظماء".

وأضاف "اليوم أبو سلمى، أو عبدالكريم الكرمي، أو زيتونة فلسطين، يحط كطائر الجنة على قمة الجرمق ليظلل بجناحيه جباها تعرقت لتسقي شجيرات نبتت من بعده، وليس للعبارات مهما تزخرفت، أن تنقش نبضات تعرشت على جدران الشوق إليه، وهو الشاعر، والثائر، والبديع عالي المقام في وطن لا يزال يشرب من نهر شعره، معاني الصمود، والصبر، والبقاء".

وتابع "أبو سلمى لم يكن عابر حياة، ولا قاطع زمن، ولا سهما خاطفا ينساه البصر، بل كان جيلا مقيما، وجبلا أشما، ومدارا لا ينقطع في مجرة المخلصين، كان المعلم، والأستاذ، والمقاتل الشرس، الذي أسس مع رفاقه نهج الفداء والتضحية، وينضر رمل الطريق بيديه إن خطرت نسمة أو قبل آذان مئذنة، مثله عصي على النسيان، وخصيم مبين للجبناء، رأى الوطن حرا رغم احتلاله، ورأى الحياة موقف عز رغم غيلة الخذلان، لا يوافق هوى الروح فيه واهنٌ غبشت عيناه فانزاح عن الطريق القويم".

وقال الاتحاد في بيانه "لئن كثرت سنوات الفراق، وابتعدت أرقام السنين عن عيشه البديع، يبقى الثابت يقينا في سجل الفاعلين، ومليك احترام من عرفوه، وتعلموا منه، ووصلت إليهم أنواره في لجة الظلمة المدلهمة، وصواب الوقوف عند سيرته، بتصويب مسارات تعرجت تحت ضغوط كادت أن تضل، ولا تضل غير الرماديين، فطوبى لشاعر قال: يا فلسطين ولا أغلى ولا أحلى وأطهر، كلما حاربت من أجلك أحببتـك أكثر".

وأضاف "هذا ريع النبلاء إن فعلوا صدقوا، وإن أحبوا انتموا، وإن ثبتوا لم يرتابوا، بأرواحهم رسموا مهديات الأولين للآخرين، ولم ينسوا أن النصر غنيمة الصابرين، فطوبى لأبي سلمى، ولبلاد جرحت بنكد وملح مقيت، لا خلاص منه إلا بالفداء والبذل الكاشف لكل زيغ ورفس مشين، وأبو سلمى مثالا لطواحين الواهمين، ومنارة عالية من منارات الراشدين والمرشدين لخلاص تتجهز أجراسه، وتغتسل زغاريده مع كل إشراقة صباح على ربوع الوطن".

واختتم الاتحاد "رحم الله أبا سلمى، والوفاء لروحه وللرفاق السابقين الذين كتبوا الوصية بكلمتين وانصرفوا بخلود سرمدي: "لا تتراجعوا".