النجاح الإخباري - في روايته الجديدة بعنوان "ضارب الطبل"، يقدم الروائي المصري أشرف الخمايسي تصورا فلسفيا جديدا لصراع الإنسان مع القدر يقوم على طرح غير مألوف "ماذا لو عرف الإنسان موعد وفاته؟"، وتبعات ذلك على تفكيره وسلوكه وتعامله مع الآخرين.

تبدأ الأحداث في إحدى قرى القرنة بمحافظة الأقصر (جنوبي مصر) في وقت أصبح كل إنسان يعرف موعد وفاته عبر جهاز "الفاحص العمري"، الذي اخترعته إحدى الدول الأوروبية ثم أخذته باقي دول العالم وطبقته على شعوبها.

ويسوق الخمايسي سيلا من قصص وحكايات أهل القرية، ويغوص في أعماقهم كاشفا بعض الجوانب النفسية التي لم تكن لتظهر لولا أن علمت كل نفس منتهاها فباتت الحياة مزيجا غريبا بين الفرح والحزن.

تنوعت الحكايات واختلفت الطبائع، لكن المدهش هو أن جميع شخوص الرواية تقريبا تشغلهم الدنيا وما فيها رغم معرفتهم أنهم مفارقوها.

تعج الرواية بتأملات وتساؤلات كثيرة في أوضاع اجتماعية وحياتية ألفها الناس حتى أصبحت لديهم من المسلّمات، وتساؤلات أكثر عن الكون وخالقه والحكمة من وجود الإنسان ومصيره واختياراته.

لكن يبقى أكثر ما يميز رواية "ضارب الطبل" هو جرس الخطر الذي يدقه الخمايسي عندما يلمّح في أكثر من موضع إلى أن وجود اختراع مثل الفاحص العمري أو ما يشبهه ربما لم يعد أمرا بعيدا سواء كان حقيقة أم وهما.