نابلس - النجاح الإخباري - أكد المحلل السياسي فتحي بوزيه في حديث خاص لـ"النجاح"، أن الشعب الفلسطيني حقق مكسبًا كبيرًا بوقف العدوان الإسرائيلي الذي أودى بحياة العشرات، حيث توقف شلال الدم لمدة 42 يومًا. وأكد أن صمود أهالي غزة، كان له دور حاسم في إرغام إسرائيل على قبول هذه الصفقة. وأبرز نقاط القوة في الاتفاقية هي إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وهو مكسب هام لشعب عانى طويلاً من القمع والاعتقال التعسفي.

على الجانب الآخر، أشار بوزيه إلى أن الاتفاقية كشفت عن ضعف واضح في الموقف الإسرائيلي، حيث تعرض رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لضغوط سياسية داخلية كبيرة، تمثلت في المعارضة المتزايدة داخل حكومته. وأكد أن نتنياهو اضطر للموافقة على هذه الصفقة تحت ضغط أمريكي مباشر من الرئيس ترامب، ما جعله يواجه انتقادات حادة من الأطراف السياسية الإسرائيلية، حيث بدأت الأصوات المعارضة تضغط عليه بشكل متزايد.

تطرق بوزيه إلى المشكلات التي أثارها نتنياهو في اللحظات الأخيرة، مثل محاولته إدخال تعديلات على أسماء الأسرى الفلسطينيين المشمولين بالاتفاقية. وأوضح أن هذه المحاولات تأتي في إطار محاولة نتنياهو تحسين موقفه السياسي الداخلي. ورغم تأجيل اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي، فإن بوزيه يعتقد أن الاتفاقية ستُنفذ بسبب الضغوط الأمريكية، خاصة أن نتنياهو لا يستطيع معارضة واشنطن في هذه المرحلة.

أما فيما يتعلق بالضمانات التي يقدمها الوسطاء، فقد أوضح بوزيه أن التجارب السابقة تظهر أن الضمانات الدولية قد تكون محدودة الفعالية في منع خروقات الاحتلال. ومع ذلك، فإن الاتفاقية تبدو قابلة للتنفيذ في هذه المرحلة، نظرًا للضغط الدولي القوي الذي يدفع باتجاه نجاحها.

وفي الختام يرى فتحي بوزيه أن هذه الاتفاقية تمثل مرحلة مهمة في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث أظهرت صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة في وجه العدوان الإسرائيلي. ومع ذلك، تبقى التحديات كبيرة، خاصة في ظل المناورات السياسية الإسرائيلية ومحاولات نتنياهو استغلال الموقف لصالحه، وأكد أن الأمل يبقى معقودًا على تحقيق مكاسب ملموسة للشعب الفلسطيني من خلال تنفيذ بنود الاتفاقية بدقة.