نابلس - النجاح الإخباري - ناقش المختص بالشأن الإسرائيلي خالد معالي في حديث خاص لـ"النجاح الإخباري"، التطورات الأخيرة المرتبطة باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه مساء أمس الأربعاء. وأوضح أن إعلان وقف إطلاق النار قوبل بفرحة عارمة في قطاع غزة، لكنه جاء بعد ليلة دامية شهدت استهدافات وارتقاء شهداء ومصابين.

وأشار معالي إلى أن التصريحات المتبادلة بين مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحركة حماس تعكس مأزقًا سياسيًا كبيرًا يواجهه نتنياهو. فبينما ادعى مكتب نتنياهو أن حماس تنسحب من التفاهمات، سارعت الحركة إلى نفي ذلك، مما يؤكد قوة موقف المقاومة ووعيها بما وصفه بـ"ألاعيب الاحتلال".

وأضاف معالي أن هذا المأزق السياسي يعود لعدة أسباب، أبرزها المعارضة الداخلية التي يواجهها نتنياهو من بعض أعضاء حكومته، مثل بن غفير، بالإضافة إلى المشاهد التي صدمت الاحتلال، كاحتفالات سكان غزة بالنصر رغم التضحيات الجسيمة. وأكد أن شروط اتفاق الصفقة تشير إلى فشل تحقيق أهداف الحرب التي وعد بها نتنياهو، مما زاد الضغط عليه داخليًا.

وتطرق معالي إلى دور الولايات المتحدة في الضغط على نتنياهو لتنفيذ الاتفاق، مشيرًا إلى أن المقاومة الفلسطينية صامدة رغم محاولات الاحتلال المماطلة والتلاعب. وأوضح أن إسرائيل تواجه استنزافًا عسكريًا واقتصاديًا جعل من الصعب تحقيق أهدافها العسكرية في غزة.

كما استعرض معالي التداعيات المستقبلية لاتفاق وقف إطلاق النار على المشهد السياسي الإسرائيلي. وقال إن هذا الاتفاق قد يؤدي إلى تفكك العقد الاجتماعي داخل كيان الاحتلال نتيجة فقدان الثقة بين الحكومة والشعب. وأكد أن سياسة نتنياهو، التي اعتمدت على الأكاذيب والوعود الزائفة، أثرت سلبًا على مكانته السياسية وحزبه الحاكم.

وفي ختام حديثه، شدد معالي على أن المقاومة تدرك تمامًا محاولات الاحتلال الالتفاف على مطالبها، سواء عبر المفاوضات أو الضغوط الاقتصادية. وأكد أن الشعب الفلسطيني يتمتع بخبرة طويلة في التعامل مع ألاعيب الاحتلال، ما يجعل محاولات نتنياهو للمراوغة بلا جدوى.