غزة - خاص - النجاح الإخباري - أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، مخاوف من عودة سيناريو التهجير القسري، في وقت يشهد فيه القطاع واحدة من أشد الأزمات السياسية والعسكرية في تاريخه.

ويبرر ترامب مقترحه بأن نقل السكان سيوفر لهم "ملاذا آمنا"، إلا أن الدولتين العربيتين شددتا على موقفهما الثابت برفض أي شكل من أشكال التهجير القسري.

وكشف مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الرهائن، آدم مولر، أن واشنطن تتعامل بجدية مع مقترح ترامب لترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة، مطالبا مصر والأردن باقتراح "حلول بديلة".

فهل ينجح ترامب في تهجير أهالي القطاع؟

ووفقاً لرئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية سمير غطاس، فإن مقترح ترامب غير مكتمل وغير كامل، مشيراً إلى أن سياسة ترامب تجاه غزة تقوم على رؤية اقتصادية عقارية أكثر من كونها مشروعا سياسيا لحل النزاع.

وقال غطاس خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري"، إن "هناك رفض من مصر حول اجراء التنمية في قطاع غزة في ظل مقترح التهجير الذي اعلنه ترامب".

وأضاف: لا أحد يعلم هل هناك ضمانات لعودة سكان قطاع غزة بعد ترحيلهم لمصر والأردن، متسائلاً في ذات الوقت هل التهجير يقتصر على مصر والأردن فقط؟ أم عدة دول أخرى كإندونيسيا التي طرحها مؤخرا؟

وتابع غطاس "لا يمكن اعتبار مقترح ترامب بأنه قدر وتصور نهائي".

والموقف العربي كان حاسمًا، إذ رفض العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أي مشروع يهدف إلى تغيير التركيبة السكانية للقطاع، معتبرين أن الحل الحقيقي يكمن في تثبيت الفلسطينيين على أرضهم وفق مبدأ حل الدولتين.

يبقى موقف القاهرة وعمان الرافض لتهجير الفلسطينيين عنصرا حاسما في مواجهة هذه الطروحات، بينما يعزز الفلسطينيون صمودهم على أرضهم.

وبينما تواصل واشنطن إعادة طرح رؤى غير تقليدية لحل القضية الفلسطينية، تبقى الحقائق على الأرض هي العامل الأساسي الذي يحسم مصير أي خطة أو مقترح في هذا الإطار.

وقوبلت تصريحات ترامب برفض قاطع من قبل سكان غزة، الذين أكدوا تشبثهم بأرضهم رغم الدمار الذي لحق بها. وفي تصريحات لوسائل الإعلام، شدد عدد من الفلسطينيين على أنهم "لن يغادروا غزة حتى لو تحولت إلى أنقاض"، معتبرين أن "التهجير مرفوض تمامًا، مهما كانت المغريات".

"خطة فاشلة"

ورفض المواطن رائد أبو مطر أن يغادر قطاع غزة بأي شكل من الأشكال، مضيفاً "أنه لن يتزحزح من غزة هو وأبنائه".

وقال لـ"النجاح": إن "رؤية ترامب بترحيلنا إلى مصر والأردن خطة فاشلة ولن تؤدي إلى حلول، بل ستزيد الطين بلة".

الحاج أبو خالد وافق سابقه في الرأي بأن خطة ترامب تهجير أهالي غزة ستبوء بالفشل، مؤكداً رفضه القاطع مغادرة غزة .

من جانبها اعتبرت حركة فتح أن هذا المخطط يُشكل امتدادا لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية، مشددةً على أن "الشعب الفلسطيني يرفض أي محاولة لترحيله من أرضه، وهو متمسك بحقوقه المشروعة رغم كل الضغوط".

وأشادت حركة حماس بالموقف المصري والأردني في رفض مخطط التهجير، مؤكدة على ثباتها على هذه الأرض وعدم الرحيل منها.

رغم رفض المجتمع الدولي والعربي لسياسة تهجير سكان غزة، إلا أن واشنطن لا تزال تبحث عن سيناريوهات بديلة قد تكون أقل صدامًا، لكنها تخدم الهدف ذاته.

فبينما تسعى مصر والأردن للحفاظ على التوازن الإقليمي، تبدو غزة عالقة بين مشاريع ترامب ومخططات نتنياهو، ما يجعل مستقبلها مفتوحًا على احتمالات خطيرة.