نابلس - متابعة خاصة - النجاح الإخباري - مع استمرار الأحزاب الإسرائيلية في الاستعداد للانتخابات العامة التي ستجرى في 17 أيلول/ سبتمبر المقبل. عاد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى تسخين المشهد محاولا الخروج من أزماته السياسية عبر مواصلة التحريض لاستهداف غزة في عدوان اخر.

وقال نتنياهو خلال كلمة ألقاها في افتتاحية الجلسة الأسبوعية لحكومته اليمينية المتطرفة :" إن حكومته قد تضطر للذهاب نحو عملية عسكرية جديدة في قطاع غزة حال استمرار التدهور الأمني".

وأضاف نتنياهو أنه "يفهم ضائقة سكان غلاف غزة"، مشيرًا إلى "إمكانية القيام بعملية عسكرية في القطاع وفقًا للتطورات".

جاءت أقوال نتنياهو قبل وقت قريب من التئام الكابينت لاجتماع ظهر اليوم لتدارس التوتر في الجنوب.

وجاء على لسان نتنياهو ما نصه: "نفهم ضائقة سكان الغلاف. في الأسبوع الماضي فرضنا عقوبات قاسية على حماس بما في ذلك وقف الوقود، وإذا ما احتجنا فسنمارس ضغوطًا كبيرة عليهم".

تسخين انتخابي

فيهذا الإطار،رأى الكاتب والباحث المختص حسام شاكر إن تصريحات نتنياهو تأتي في إطار محاولة تسخين الموقف والهروب الى الأمام من ملفات الفساد التي تطال رقبته الى جانب فشله الكبير في تشكيل حكومة بعد الانتخابات الأخيرة.

مشددا على أن نتنياهو يحاول جاهدا خلال الفترة القادمة، اللعب على وتر التصعيد في قطاع غزة وذلك في إطار المناكفات الانتخابية والهروب الى الأمام من أزماته.

لافتا الى أن اليمين الاسرائيلي هو المتحكم في السياسة الاسرائيلية، ولا يوجد يسار بالمعنى الواقعي.

على المقلب الاخر،أكد شاكر أنه من السابق لأوانه الحديث عن اندلاع جولة تصعيد جديدة، خصوصا أنه حتى اللحظة ما زالت التفاهمات تسير بحدها الادنى.

وقبل أيام دخل  اتفاق جديد حيز التنفيذ بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة برعاية أممية ومصرية، يتضمن وقف إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة وغيره من الأدوات الخشنة، مقابل إلغاء اجراءات الحصار على غزة.

ودفع تلكؤ الاحتلال في تنفيذ التفاهمات الفترة الماضية ومن أهمها ادخال بعض المواد المتفق على إدخالها، إلى جانب تضييق مساحات الصيد ووقف ادخال الوقود لمحطة التوليد إلى تأزم الأوضاع في القطاع.

وتشير التقديرات أن الأوضاع في قطاع غزة تتجه إلى تصعيد جديد في ظل مماطلة الاحتلال في تنفيذ التفاهمات ومحاولته كسب الوقت، ما دفع الفصائل بغزة إلى إعادة تفعيل المواد الخشنة مثل البالونات الحارقة ودراسة إعادة الارباك الليلي، حيث تؤكد الفصائل ان حالة الهدوء او المواجهة مرتبطة بالتزام الاحتلال بالتفاهمات.

وما زال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو ينتهج السياسة ذاتها اتجاه قطاع غزة والتي تعتمد على التلكؤ والتملص من تنفيذ الاتفاقات وعدم السماح للفصائل والسكان في غزة بالشعور بالراحة والانجاز وفي ذات الوقت نزع فتيل الانفجار في كل مرة تتدهور فيها الأوضاع وتتجه نحو تصعيد كبير.

وحرص في العام الأخير وفي جولات التصعيد الثلاثة عشر ألا تنزلق الأمور نحو مواجهة كبيرة لا يرغب بها في ظل التقديرات التي تشير أن أي حرب واسعة ضد غزة ستنتهي من حيث بدأت ولن يكون لها قدرة على تغيير الأمر الواقع في قطاع غزة، ما يعني أن الوضع في القطاع سيبقى على ما هو عليه خلال الفترة المقبلة.

وتأتي تصريحات نتنياهو اليوم في الوقت الذي أشارت مصادر صحافية الى وصول الوفد الأمني المصري منتصف الأسبوع الجاري إلى القطاع ، وذلك لبحث سبل تثبيت "تفاهمات التهدئة" بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل، كما سيبحث الوفد مع قيادة الفصائل ملف المصالحة.

وسيجتمع الوفد المصري بالفصائل لمناقشة تثبيت تفاهمات التهدئة، التي تم التوصل إليها برعاية مصرية قطرية أممية، بالإضافة لعرض الجديد في ملف المصالحة.

وقال عضو الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، طلال أبو ظريفة، إن الوفد الأمني المصري سيصل قطاع غزة منتصف الأسبوع الجاري، لبحث الالتزام بتفاهمات التهدئة، ومناقشة قضايا أخرى بينها ملف المصالحة الداخلية.

وذكر أبو ظريفة في تصريح منشور له أن "تقدما حدث بشأن ملف تثبيت تفاهمات التهدئة بعد استعداد الاحتلال الإسرائيلي للالتزام بما اتفقنا عليه".