غزة - النجاح الإخباري - يرى محللون وسياسيون أن حركة حماس تحاول تبرير قمعها للحراك الشبابي في قطاع غزة "بدنا نعيش"، بأنه مؤامرة من أطراف خارجية ومدبر من قبل السلطة الفلسطينية، لمحاولة صرف الأنظار عن هذا الحراك وشيطنته، بعد التجاوب الشعبي الكبير معه، ولتبرير قمعها العنيف له بالهروات والاعتقال.
وأكد المحللون في أحاديث لـ"النجاح الاخباري" أن هذا الحراك هو حراك اجتماعي بامتياز ويطالب بالحرية والكرامة في غزة، مشددين على أن هذا الحراك كان متوقعاً نتيجة سياسة حماس الخاطئة في فترة حكمها لغزة منذ عام 2007.
وكانت قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس، نشرت اليوم تقريراً حول الحراك الشعبي، حيث زعمت حسب مصادر أمنية حمساوية أن الحراك الشعبي مخطط تقوده السلطة يستهدف ضرب علاقة حماس بفصائل منظمة التحرير. وهو ما تهكم عليه المحللون والسياسيون.
حرف الحراك
المحلل السياسي، جهاد حرب يرى بأن حركة حماس تحاول بشتى الطرق والأساليب حرف الحراك الشبابي في قطاع غزة، لافتاً إلى أنها ستقوم بتبريرات لعمليات القمع التي مارستها خلال هذا الحراك.
وبحسب تحليل حرب لـ"النجاح الاخباري" فإن حماس لا تريد أن تعترف بأن هذا الحراك هو حراك من شباب ومواطنين جياع، بسبب سياساتها الخاطئة خلال سيطرتها على قطاع غزة منذ عام 2007.
وأضاف "هناك رفع ضرائب وغلاء معيشي في غزة وسيطرة بالقوة على المواطنين وعلى كل شيء".
وأوضح أن هذا الحراك هو الأوسع والأطول في قطاع غزة خاصة أنه يتعلق في ظروف حياتية ولا تتبناه الفصائل الفلسطينية السياسية بقدر ما هو حراك يواجه حركة حماس وسياساتها، مشيراً إلى أنه سيتسمر فترة على الأرض مع وجود قمع شديد من قبل حركة حماس.
حراك اجتماعي
في ذات السياق، قال المحلل السياسي، طلال عوكل إن " حركة حماس تحاول تبرير مواجهتها الواسعة والعنيفة لهذا الحراك بأنه مؤامرة من رام الله".
وأضاف عوكل لـ "النجاح الاخباري" أن حماس لا تعترف بأن الموضوع موضوع خارج عن السياسة وغير مرتبط بأهداف وفصائل ومخططات"، لافتاً إلى أن حماس تحاول تبرير فكرة الحراك بأنه مؤامرة من أطراف خارج قطاع غزة.
ووفق رأيه فإن الحراك الشبابي "بدنا نعيش" حراك اجتماعي من الطراز الأول، لافتاً إلى أن هذا الحراك كان متوقعاً، سواء داخل قطاع غزة أو خارجها.
وتابع المحلل عوكل "خارجيا انفجر في وجه "إسرائيل" من خلال مسيرات العودة، حيث لم تحقق هذه المسيرات كسر الحصار عن غزة، وبعدها خرج الجوعى في وجه حماس لأن الجوع كافر".
رفض هيمنة حماس
من جهته، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف أن الحراك الذي يجري في قطاع غزة من قبل أبناء شعبنا الفلسطيني بغزة يأتي في سياق رفضه لكافة أشكال الحصار والقمع في غزة.
وقال أبو يوسف لـ "النجاح الاخباري": لا يمكن القبول أن تبقى الأموال القطرية التي تشكل مزيد من تكريس الانقسام وخاصة ما صرح به نتنياهو بأنها محاولات الاحتلال تأتي في تكريس الانقسام وهذا هدف الاحتلال، بالإضافة إلى مراهنة حماس على إبقاء الوضع لما هو عليه".
وشدد على رفض كافة فصائل المنظمة لأشكال القمع التي تقوم بها حركة حماس لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة، مردفاً " فصائل منظمة التحرير أكدت أن حرية الرأي والتعبير مصانة ولا يمكن المساس والقبول بهذا القمع التي تقوده حماس في غزة".
واعتبر أبو يوسف أن حديث حماس بأن الحراك مؤامرة من السلطة الفلسطينية وغيرها ما هي إلا تبريرات من حماس لحالات القمع والضرب والعنف التي استخدمه لصد هذا الحراك، مؤكداً أن هذا الحراك يوجه رسالة واضحة برفض استمرار الحصار برفض استمرار هيمنة حركة حماس وما تقوم به من سياسة فرض ضرائب وغيرها في القطاع المحاصر.
وأضاف أن "الحل لكل القضايا في قطاع غزة وهو المدخل الرئيسي والاساسي عن طريق تحقيق الوحدة وتنفيذ اتفاقيات المصالحة خصوصاً اتفاق القاهرة 2017، عن طريق قطر ولا غيرها ولا عن طريق العنف والقمع وسياسة تكسير العظام".
يذكر أن القيادي في حركة حماس يحيى موسى، هاجم في وقت سابق شركاءهم من الفصائل الفلسطينية في مسيرات العودة، التي اجتمعت لمناقشة قمع الأجهزة الأمنية التابعة لحماس للحراك الشعبي ضد الغلاء وسوء الاوضاع الاقتصادية، واصفاً بيانهم بالانتهازي وغير الموضوعي.
وتشهد المحافظات الجنوبية منذ يوم الخميس الماضي احتجاجات شعبية مطالبة بظروف معيشية أفضل، والتخفيف عن كاهل المواطنين من العبء الضريبي المفروض عليهم من قبل حكومة حماس في غزة.