غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - في الذكرى الأولى لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن مدينة القدس المحتلة التي عدها عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، الذي يصادف اليوم الخميس السادس من ديسمبر، وصف وزير شؤون القدس، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عدنان الحسيني، إعلان ترامب بالأسود في تاريخ فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس، لما له من انعكاسات سلبية على عملية السلام ومدينة القدس.

وأكد الحسيني في حوار خاص لموقع "النجاح الاخباري" بعد مرور عام على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أنه لا يمكن بعد اليوم الثقة بموقف واشنطن في عملية السلام بعد هذا القرار المشؤوم، لافتاً إلى أن قرار ترامب ينم على عدم وجود خبرة لديه.

وقال: إن "القضية لم تكن فقط وعد ولم تكن إعلان بل هناك العديد من الإجراءات الظالمة بحق الشعب الفلسطيني، وكأنه لا تكفي قضية الضم ونقل السفارة"، مشيراً إلى أن الخطوة الأمريكية شككت في وجود شرعية دولية ومجتمع دولي وعدالة وحقوق إنسان.

وأضاف الحسيني أن "ترامب غيّر كل هذه الملامح، ودمّر كل الموازين التي كانت تسير عليها الأمور قبل هذا القرار"، مشدداً على أن ما جاء من ترامب صفعة العصر وليس صفقة.

وتابع "كنا نتوقع أن يقوم الرئيس الأمريكي بصفقة العصر وأن تجد حلاً لمعاناة الفلسطينيين، وتوقعنا أنه سيجد الحل فعلاً"، مستدركاً "لكنها لم تكن صفقة وإنما صفعة قوية".

وأشار الحسيني إلى أنه تم قطع العلاقة مع أمريكا بشكل كامل، موضحاً أنها كانت تقدم دعماً كبيراً، حوالي 840 مليون دولار سنويا، للفلسطينيين والآن لا تقدم شيئا ولا أحد حزين على ذلك، لأنه لا يمكن مقايضة حقوقنا ومبادئنا وثوابتنا بالمال.

تأثير القرار على المدينة

ورأى الوزير الحسيني أن اعلان ترامب بشأن القدس أثر بشأن كبير على مدينة القدس والمقدسات وأهلها، من خلال زيادة بلطجة سلطات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءات المستوطنين على المدينة ومقدساتها.

وأوضح أن الاعتداءات الإسرائيلية لم تطل المقدسات والأماكن الدينية فحسب، بل زادت من الهجمة الشرسة ضد المقدسيين والاعتقالات للكوادر والمسؤولين المقدسيين فيها، مشدداً على أن المقدسيين لن يستسلموا لكل هذه الإجراءات وأنهم ثابتين في هذه الأرض إلى أن يندحر المحتل، على حد قوله.

وأردف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير " بدأت اسرائيل بمحاولة التدخل بعمق في المكان وبدأت بوضع قوانين من طرفها لصالح المستوطنين.. وأصبحت تطالب بالحق بالصلاة، والبعض الآخر يقول إن المكان لهم وانه ليس للمسلمين، وبالتالي فان اللهجة تغيرت وهذا ينم عن أن هناك سياسة جديدة، لأن من يقول هذا الكلام ليس رجل الشارع اليهودي وانما المسؤولين والوزراء ".

وبيّن أن الوضع خطير وهناك استهداف للمسجد واستهدافات لمواقع جغرافية محددة وخاصة المنطقة الشرقية للمسجد الاقصى، لافتاً إلى أن الامور واضحة، وهناك استهداف المسجد الأقصى ويحاولون الوصول لهدفهم دون أن تكون هناك ردة فعل قوية ".

إعادة العلاقة مع إسرائيل

وعن قرار إلغاء الاحتلال التنسيق الأمني مع الجانب الفلسطيني، أكد الحسيني أن "إسرائيل" ألغت كل شيء ولا تذكر الدولة الفلسطينية على الإطلاق ولا تشير نهائيا إلى قضية الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن "هناك تغييرات وأمور كثيرة أوصلتنا كفلسطينيين إلى قرار بأنه من أجل الحفاظ على ثوابتنا، علينا ان نعيد النظر في علاقتنا مع اسرائيل كما أعدناها مع أمريكا، وأن نقوم أيضا بتقوية أوضاعنا سواء في الداخل أو الخارج، من أجل ان نقاوم هذه السياسات الجائرة حتى نتمكن من الحفاظ على وجودنا واعتقد ان لدينا القدرة في مواجهة كل هذه الامور".

وأكد وزير القدس أن الموقف الفلسطيني واضح وهو دولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، "واذا لم يحصل ذلك فنرى أننا نسير باتجاه ما هو سيئ للجميع بما في ذلك الاسرائيليين، ولن يخرج أحد من هذا الوضع الذي سيكون معقدا جدا"، حسب قوله.

وشدد على أن القيادة الفلسطينية وبرئاسة الرئيس محمود عباس على رأس المواجهة ضد كل القرارات الأمريكية والاعتداءات الإسرائيلية بحق القدس والمقدسات ومدينة فلسطين.