غزة - اياد عبادلة - النجاح الإخباري - أعلن رئيس حكومة الاحتلال في مؤتمر صحافي مساء الأحد أنه سيسند حقيبة الحرب إلى نفسه بعد استقالة أفيغدور ليبرمان، ضاربًا بعرض الحائط مطالبات رئيس حزب "البيت اليهودي" بينيت اسنادها له، رغم تهديده هو "شاكيد" بالانسحاب من حكومته، بذريعة الحفاظ على أمن دول الاحتلال من الشمال والجنوب، الذي ركز عليه في خطابه، الذي اتسم بلغة جسدية وخطابية تتحدث عن تصعيد محتمل على قطاع غزة، وهذا ما أكده مراقبون ومختصون في الشأن الاسرائيلي، من خلال متابعتهم لمؤتمره الصحافي.

وفسَّر المحلل المختص في الشأن الاسرائيلي، د. هشام أبو هاشم، خطاب نتنياهو المختصر، مساء اليوم بأنه اتسم بلغة جسدية وخطابية، تشير إلى تصعيد محتمل على الأرجح أن يكون ضد قطاع غزة، خصوصا في ظل حالة الارباك التي تشهدها المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، منذ اعلان التهدئة بين المقاومة والاحتلال برعاية مصرية بعد التصعيد الأخير الأحد الماضي.

وكانت المقاومة الفلسطينية قد أعلنت أنها تصدت لوحدة خاصة تابعة للاحتلال تسللت إلى شرق خانيونس، مما أسفر عن استشهاد 7 مقاومين، ومقتل واصابة ضابطين من قوات الاحتلال.

وصرَّح النائب العربي في الكنيست أحمد الطيبي بعد خطاب نتنياهو، بأنه لا يستبعد أن يقوم رئيس حكومة الاحتلال باجتياح أو عدوان جديد على غزة لترميم وضعه السياسي.

وحذَّر رئيس أركان قوات الاحتلال الاسبق، بيني غانتس، من تصعيد محتمل، وقال، "على القيادة السياسية في حكومة الاحتلال الالتزام بعدم الدخول في حرب لتحقيق مكاسب سياسية داخلية".

ورأى الخبير في الشأن الاسرائيلي مؤمن مقداد، أن خطاب بمثابة ترهيب بامتياز واللعب على حبل أمن الاحتلال، مشيرا إلى أن نتنياهو يحاول إحراج باقي الأحزاب والوزراء ووضعهم تحت مظلة "حجة الوضع الأمني السيء" لضمان عدم انهيار حكومته، وأضاف، في حال أقدم أحدهم على الانسحاب من الائتلاف أو الاستقالة قد يتوجه لتوتير الوضع مع قطاع غزة من جديد لتحميلهم المسؤولية.

وقال مراسل العاشرة العبرية أورهيلر، إن الانتخابات المقبلة لن تكون من اجل الفساد والصحة والرفاهية، بل ستكون من أجل "الأمن الأمن ,الأمن" القادم من غزة ولبنان وإيران ,وأضاف، "أي شخص سيحاول لعب كرة السلة في ملعب كرة القدم سيخسر كثيرا"، في اشارة منه إلى قراءة سريعة لخطاب نتنياهو مساء اليوم الأحد.

الأمر الذي أشار إليه د. أبو هاشم، موضحا أن شعار الانتخابات المقبلة في دولة الاحتلال اقتصر على "الأمن" المزعوم، وفق خطاب نتنياهو، ولفت إلى أن المرحلة الحالية سوف لا تقتصر الدعاية الانتخابية على الاقتصاد والرفاه الاجتماعي بقد التركيز على الحفاظ على "الأمن" الأمر الذي ركز عليه نتنياهو وكرره مرارا، خصوصا أنه ركز على الجبهة الجنوبية أكثر من الشمالية، مما يشير إلى تصعيد محتمل ضد قطاع غزة وفق جميع القراءات لخطاب نتنياهو الذي تابعها موقع "النجاح الاخباري".

ووصف أبو هاشم إعلان نتنياهو بالاحتفاظ بوزارة الحرب، يمثل تمهيدًا حقيقيًا على أنه ماضٍ في حكومته رغم تهديد بينيت وشاكيد من حزب البيت اليهودي الذي يمتلك 8 مقاعد في كنيست الاحتلال، والتي صفت فيه حكومة نتنياهو على 61 مقعدًا بعد انسحاب ليبرمان من الائتلاف بعد أن كان الائتلاف يضم 67 مقعدًا (7 مقاعد لليبرمان)، مؤكدًا في حال أنه لن يحصل أي تغيير في موقف "بينيت" ستسقط حكومة نتنياهو، اذا ما خرج منها حزب "البيت اليهودي" بزعامة بينيت، لتصفى على 53 مقعدًا من أصل 120 عدد المقاعد الكلية لكنيست الاحتلال.

وقرر الوزيران في حكومة الاحتلال، نفتالي بينيت، وايليت شاكيد، اعلان استقالتهما من حكومة نتنياهو غدًا ، حسبما أفادت قناة "حدشوت"، ويأتي هذا التقرير بعد أن قال الاثنان انهما سيلقيان بيانا للصحافة غدًا من كنيست الاحتلال الساعة العاشرة والنصف صباحًا، بتوقيت القدس المحتلة، وطالب بينيت بتعيينه وزيرًا للحرب كشرط للبقاء في الائتلاف بعد استقالة ليبرمان من منصبه الأسبوع الماضي، وجاء قرار بينيت بعد اعلان 
 نتنياهو انه سيحتفظ برئاسة وزارة الحرب في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم.

وصرحت شاكيد، اليوم الأحد، أن المبرر الوحيد لاستمرار وجود حكومة الاحتلال الإسرائيلية حتى نوفمبر 2019 هو تقلّد نفتالي بينيت منصب وزير الحرب، وزعمت في تصريحات لها، أن تقلد بينيت لهذا المنصب سيحدث ثورة في الأمن، ويعيد إلى دولة الاحتلال الردع الذي ضاع تحت قيادة ليبرمان في العامين الماضيين. 

 والتقى رئيس وزراء حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وما يعرف بوزير المالية موشيه كاحلون، مساء اليوم (الأحد) في مقر وزارة الحرب في تل أبيب ليقررا ما إذا كان سيذهب إلى الانتخابات أم لا، وأشار موقع "0404" العبري إلى أن الاجتماع انتهى دون نتائج وقرار واضح. وأشار إلى أن الاثنين سوف يجتمعان مرة أخرى في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وقال نتنياهو إن "الاجتماع بين ما يعرف بوزير المالية ورئيس وزراء حكومة الاحتلال انتهى دون نتائج ، ووافق الطرفان على الاجتماع في وقت لاحق من الأسبوع".

وأعلن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي مساء اليوم الاحد، الاحتفاظ بوزارة الحرب لنفسه، وأشار إلى أن هناك قرارات صعبة اتخذتها مؤخرا بالنسبة لأمن دولة الاحتلال، واصفا بعضها بالصعب جدا.

وزعم في مؤتمر صحافي متلفز، ترجمته "النجاح" أنه يكرس كل حياته من أجل أمن دولة الاحتلال، مضيفًا، "خاطرت بحياتي مرارا وتكرارا لأضمن حياتنا هنا، لقد أمرت بتنفيذ عمليات لا تحصى في الحروب لضمان أمن المستوطنين، وقال، "نحن لا زلنا في خضم عملية كبيرة وواسعة النطاق من أجل أمن الاحتلال وخاصةً في الجنوب، مضيفًا، "في الأمن لا يوجد اعتبارات سياسية أو شخصية هناك أمن مستوطنين وبلد احتلالي كبير"، وأشار إلى أن حملة قوات الاحتلال في الجنوب المحتل لا تتوقف، وأن القوات تعيش ذروة الحملة الامنية، وأضاف، "نجحت في تغيير الاتفاق النووي مع إيران"، وتابع، "أقوم بكل جهد لمنع الانتخابات المبكرة، لقد حان الوقت لتحمل المسؤولية"، وختم مؤتمره، "قلت لوزراء الائتلاف لا تجعلوا حكومة الاحتلال تسقط  خاصةً في هذه اللحظة الأمنية الحساسة".

ورفض قادة الاحتجاجات في مستوطنات "غلاف غزة" الجلوس مع قادة الاحتلا الذين يرغبون في تهدئتهم وإقناعهم بالعودة إلى منازلهم، وقالت قناة "كان" العبرية: إن المتظاهرين يرفضون الجلوس للحوار، ويرغبون في توسيع دائرة الإحتجاجات إلى مدن أخرى في دولة الاحتلال، ودعا المحتجون المستوطنون إلى توسيع المشاركة في هذه المظاهرات.وبرروا ذلك، بأن "الصواريخ تبدأ بالسقوط على مستوطنات الغلاف؛ وغداً ستصل إلى تل أبيب وجميع المدن المحتلة.

وقال مسؤول كبير في حزب “شاس” الحريدي، الذي يملك حاليا سبعة مقاعد في الإئتلاف، إن الحزب لا يعارض إجراء الإنتخابات ولكن “إذا كان رئيس حكومة الاحتلال يرغب في الاستمرار مع الإئتلاف الحالي، فإن شاس سيدعم ذلك”.

ودعا رئيس حزب “المعسكر الصهيوني”، آفي غباي، أمس السبت إلى إجراء إنتخابات جديدة “بأسرع وقت ممكن”.

ومنذ إعلان وقف إطلاق النار بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منتصف الاسبوع المنصرم؛ اشتعلت مستوطنات غلاف غزة غضباً، وقرروا تصعيد الإحتجاجات ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلية.

وتوسطت مصر في تهدئة بين فصائل المقاومة والاحتلال. وعلى الرغم من تجنب الطرفين دخول حرب، لكن التهدئة أثار انتقادات حادة من اليمين الاسرائيلي ومن اليسار على قرار نتنياهو الموافقة على بنود الاتفاق بعد إطلاق وابل غير مسبوق من الصواريخ باتجاه المستوطنات والبلدات المحتلة، وقدم ليبرمان على اثرها استقالته احتجاجا يوم الأربعاء الماضي، تاركا الإئتلاف الحاكم مع 61 مقعدا في كنيست الاحتلال مقابل 59 في المعارضة.