عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - يحاول الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ حكم الإعدام لجميع الأسرى سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فهناك العديد من الأسرى لقى مصرعهم داخل سجون الاحتلال بسبب الإهمال الطبي أو المماطلة في تقديم العلاج لهم.

مختصون بشؤون الأسرى، أكدوا أن الاحتلال الإسرائيلي متعمد في سياسة المماطلة في تقديم العلاج للأسرى المرضى، معتبرين هذه السياسة إعدام غير مباشر للأسرى المرضى داخل سجون الاحتلال.

وأشار المختصون خلال أحاديثهم لـ"النجاح" إلى أن الطبيب الذي يقدم العلاج للأسرى المرضى في مستشفى سجن الرملة عبارة عن سجان ولديه رتبة عسكرية، منوهين إلى أنه يتعامل مع الأسرى على أنهم "مجرمين وقتلى وأيديهم ملطخة بدماء الإسرائيليين".

وتنتهج مصلحة إدارة السجون سياسة "خبيثة" تجاه الأسرى والمعتقلين، من بينها الإهمال الطبي وإعطائهم أدوية تضاعف خطورة حالاتهم الصحية أكثر، وهي سياسة اعتمدتها مؤخراً بشكل كبير، وأدت إلى مقتل العديد من الأسرى.

المماطلة في العلاج

اللواء قدري أبو بكر، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أكد أن هناك أكثر من 1500  أسير مريض داخل سجون الاحتلال، مشيراً إلى أن هناك حالات مرضية مزمنة كأمراض القلب والسكري والضغط والسرطان، تقدر من 100-150 أسير.

وقال أبو بكر خلال حديثه لـ"النجاح": منذ عام 1967 ولم تقدم إدارة مصلحة السجون العلاج المناسب للأسرى المرضى، فالممرض داخل العيادة هو الطبيب وعلاجه دائماً حبة أسبرين أو أكمول، وهي الوصفة السحرية لجميع الحالات المرضية".

وأضاف "هنالك أسير مصاب بسرطان الكبد والرئة وهو الأسير رجائي عبد القادر، حيث تواصلت لجنة المحامين في الهيئة مع المحكمة أن يتم الإفراج عنه لتقديم العلاج المناسب له، إلا أنها رفضت بحجة أن حالته الصحية جيدة، لكن حالته تسوء بشكل كبير"، موضحاً أن الأسير رجائي محكوم بمدة 44 شهراً، ولم يتبق له سوى ثمانية أشهر.

وأشار أبو بكر إلى أن مستشفى الرملة هي المستشفى التي يتم من خلالها تشخيص الأسرى المرضى، معتبراً إياها بأنها قسم من أقسام السجن وليست مستشفى متخصصة.

وذكر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين أنه منذ عام 1967 استشهد 217 أسير داخل السجون، لافتاً إلى أن 90 أسير  مريض استشهد داخل السجن بسبب الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاج المناسب له.

وأوضح أن الهيئة تتواصل باستمرار مع لجنة الصليب الاحمر من أجل تقديم الدعم والدواء للأسرى المرضى " وهناك طبيبة من الصليب تزور باستمرار حالات مرضية استثنائية ولكن لم يسمح لها زيارة جميع الحالات المرضية".

وتابع أبو بكر"نحاول من خلال لجنة المحامين لدينا والتي تتكون من 60 محامي أن يتم تقديم أطباء لدينا لتقديم علاج أسرى مرضى وعلى حسابنا الخاص"، مستدركاً " لكن الاحتلال يشترط أن يكون الدكتور حاصل على شهادة أو إفادة إسرائيلية بمعى أن يكون من عرب الـ48"، مؤكداً أن ما يقوم به الاحتلال عبارة عن تنفيذ إعدام بحق الأسرى بطريقة غير مباشرة.

وكان تقرير من مركز متخصص بشؤون الأسرى قد ذكر في بيان له أن هناك عدداً من الأسرى المرضى القابعين في سجون الاحتلال، يعانون من أوضاع صحية سيئة للغاية، وذلك جراء السياسة المتعمدة التي تنتهجها إدارة المعتقلات بحقهم بتجاهل أمراضهم وعدم التعامل معها بشكل جدي.

استشهاد داخل السجون

من جهته، قال مدير مركز الأسرى للدراسات، د.رأفت حمدونة إنه لا يوجد ثقة على الإطلاق من قبل الأسير المريض تجاه الطبيب الذي يكون سجان وبرتبه عسكرية، ويتعامل مع الأسرى " أنهم قتلى ومخربين وأيديهم ملطخة بالدماء".

وأضاف حمدونة لـ"النجاح": هناك حالات ممكن أن تستشهد داخل السجون ومن الأسرى المحررين استشهد ما بعد التحرر بفترة قصيرة، بسبب عدم تقديم العلاج للأسرى المرضى، لافتاً إلى أن مصلحة السجون اعتمدت أيضاً سياسة تجريب الأدوية للأسرى داخل السجون.

وأشار إلى أن هناك أسرى تحدثوا أنهم كانوا داخل السجن يتناولون عدد من هذه الأدوية، وبعد الإفراج عنهم تأكدوا أنه كل ما كان يتناوله من هذه الادوية ليس لها داعي، لافتاً إلى أن الوصفة السحرية لجميع الحالات المرضية والتي تقدم للأسرى المرضى "حبة الأكمول".

وبيّن حمدونة أن هناك أسرى خصص لهم عمليات جراحية، وتم تأجيل هذه العمليات لفترات طويلة، ومنهم من مكث لسنوات حتى أتيح له الدور لإجراء هذه العملية، مشدداً على أن تأخير العمليات يؤثر بشكل كبير على هؤلاء الأسرى المرضى.

وتابع " هناك من أقيم له عملية جراحية في مستشفى مدني متخصص، ولكن لم يمكث في هذه المستشفى لفترة لاستكمال العلاج ونقل إلى مستشفى سجن الرملة"، منوهاً إلى أن هناك عدد من الأسرى استشهد داخل السجون نتيجة سياسة الاستهتار من قبل مصلحة السجون.

يذكر أن عدد المعتقلين في سجون الاحتلال بلغ  أسير6500، بينهم 350 طفلًا، و62 معتقلة و6 نواب بالمجلس التشريعي (البرلمان) و500 معتقل إداري (بلا تهمة) و1800 مريض.