عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - "أنا مصاب منذ خمسة أشهر برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركتي في مسيرات العودة، ولم ينظر لي أحد من المسؤولين في غزة، لذلك أعرض كليتي للبيع مقابل علاجي..!"، بهذه الكلمات دوّن الشاب الجريح بدر نبيل صبح ( 23 عاماً) عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، مناشداً كل المسؤولين وأصحاب الضمائر الحية الوقوف بجانبه لعلاجه.

يشار إلى أن مسيرات العودة التي تشرف عليها حركة حماس أسبوعياً وتحشد الدعم بكل الوسائل لمشاركة الجماهير فيها.

الشاب بدر صبح يعيش في بلدة خزاعة شرق مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، كغيره من الشباب الغزي يجلس بدون أي عمل، لذلك قرر أن يلبي النداء ويشارك في مسيرات العودة على الحدود الشرقية لغزة، والتي بدأت يوم الجمعة في الثلاثين من أذار/ مارس الماضي.

وفي لقاء خاص مع مراسل "النجاح الاخباري"، أوضح الشاب "بدر"، أنه أصيب يوم الجمعة الموافق (6/4/2018) برصاصة إسرائيلية متفجرة في القدم اليسرى، وكادت أن تبتر قدمه بعد قرار الأطباء في غزة، إلا أن قدر الله أن يكون وفداً ألمانياً في القطاع وأجرى له العملية دون بتر، لكنه بحاجة لمزيد من العمليات الجراحية نظراً لفقدانه المفصل.

وعودات فارغة

بعد أن تعافى خرج الجريح "صبح" من المستشفى لكن دون أن يقدر على الحركة ودون أن يمشي ويتحرك ويجري كما السابق، خرج على كرسي متحرك وبجانبه عكازين يساعدنه على المشي والحركة، ليشير إلى أن الإصابة تؤلمه ألما شديداً إذا ما حرك قدمه المصابة.

مرت أشهر على إصابة "صبح" وزاد الألم وزادت تكاليف علاجه، ليطرق هذا الباب وذاك الباب لعل وعسى أحداً من المسؤولين في قطاع غزة يساعدونه على السفر لإجراء عملية أو يتبرعون له بتكاليف الأدوية، ليؤكد صبح أن كثيرا من المسؤولين وعدوه بالمساعدة لكن تبقى وعودات فارغة.

وتابع قائلا: "اتصلت أكثر من مرة على المسؤولين على مخيمات العودة وكسر الحصار، وكانوا يوعدونني أنهم سيساعدوني، وكل مرة أتصل أسمع نفس الحديث دون أي فائدة"، لافتاً إلى أن بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية توفر له القليل من الأدوية التي تلزمه.

بعد أن فشلت محاولات الشاب صبح بطرقه للأبواب، وضرورة إجرائه لعملية كي تساعده على الحركة ولو قليلاً وتخفف عنه آلاماً يعانيها ليل من نهار من قدمه، قرر أن يبيع كليته كي يعالج نفسه بنفسه، خصوصاً وأنه قد رُفض أمنياً من قبل الاحتلال الإسرائيلي للخروج إلى مستشفى المقاصد بالقدس للعلاج.

تجارة دم

وقال صبح لـ"النجاح": بعد إصابتي وصلتني تحويلة للعلاج لمستشفى المقاصد لكن الرفض الإسرائيلي كان بالمرصاد، ولا يوجد أحد في غزة يقبل بمساعدتي للعلاج خارج قطاع غزة لإجراء عملية جراحية لقدمي، لذلك عرضت كليتي للبيع بعد أن ضاقت بي السبل.

وأضاف " ما في الي حل غير اني أبيع كليتي، وأتمنى أن يشتريها أي أحد محتاج لها، كي أقوم بتوفير أموال لإجراء عملية لي"، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن مسيرات العودة باتت الآن تجارة دم "يتاجرون في الشباب"، حسب قوله.

ليختم صبح حديثه "كانوا يدعوننا ليل نهار بأن نشارك في مسيرات العودة ولكن حينما أصبنا وأصبحنا معاقين تخلوا عنا، حسبي الله ونعم والوكيل".

الشاب بدر ليس الأول ولا الأخير الذي يعاني من الإصابة في قدمه فهناك الآلاف من الشباب الغزي الذي بترت أقدامهم وتقطعت شرايينهم من خلال المشاركة في مسيرة العودة، وهم الآن عاجزين عن الحركة فمنهم من سافر خارج البلاد للعلاج ومنهم من مُنع السفر عبر معبر بيت حانون، ومنهم ما يزال ينتظر فرج الله عليه.

ويتوجه آلاف الشبان كل يوم جمعة على الحدود الشرقية لقطاع غزة للمشاركة في مسيرات العودة التي تدعو لها الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، ومسؤولة عن كل الترتيبات.

يشار إلى أن عدد المصابين خلال مسيرات العودة قد وصل لأكثر من 20472 إصابة بجراح مختلفة، فيما استشهد حوالي 184 شهيد.