عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - بعد اجتماع مطول للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينيت" ليلة أمس الأحد، لمناقشة المقترحات المصرية والأممية لعقد تسوية واتفاق تهدئة مع حركة حماس بخصوص قطاع غزة، إلا أنه لم يتم الإعلان رسمياً عن مخرجات هذا الاجتماع إلا عبر بعض وسائل الإعلام العبرية.

وبالرغم من التكتيم الإعلامي لما يدور حول التهدئة سواء من حماس أو من الطرف الإسرائيلي، إلا أن صمت "الكابينيت" بالأمس وعدم  إدلاؤه بالمعلومات حول نتائج الاجتماع رغم أهمية الموضوع الذي تم مناقشته يدل على أن هناك عدة رسائل يريد قادة الاحتلال إيصالها لحركة حماس.

وبحسب تحليلات خبراء بالشأن الإسرائيلي لموقع "النجاح الإخباري" فإن "الكابينيت" يحاول أن يقول بأن "إسرائيل" غير مستعجلة على عقد اتفاق تهدئة مع حركة حماس بشان غزة، منوهين في الوقت ذاته إلى أن أن التوجهات الإسرائيلية لا تحمل بوادر حسن نية تجاه الفلسطينيين.

وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينيت" قد اجتمع مساء أمس الأحد، لمناقشة المقترحات المصرية والأممية لعقد تسوية سياسية واتفاق هدنة مع حركة حماس في قطاع غزة.

وأشار موقع "والا" العبري، إلى أنه لا معلومات عن مخرجات الاجتماع حتى الآن.

ليس سهلاً

وبالنسبة لعدم وجود معلومات عن مخرجات الاجتماع، فيرى الخبير بالشأن الإسرائيلي، د. وديع أبو نصار مدير المركز الدولي للاستشارات أن صمت الكابنيت وعدم إدلائه معلومات عن مخرجاته يدل على أمرين، مشيراً إلى أن الأمر الأول يدل على أن قادة الاحتلال يحاولون أن يوجهوا رسالة بأنهم غير مستعجلين في التوصل لاتفاق مع حماس.

أما الأمر الثاني من وجهة نظر أبو نصار، كما قال لـ"النجاح"، فإن التكتيم الإعلامي لهذا الأمر يبقى سيد الموقف، مشدداً على أن حركة حماس أيضاً لم تصرح كثيراً بهذا الشأن.

وقال "ليس بالسهل التوصل لاتفاق بين الاحتلال وحماس، لذلك هدنة لمدة 5 سنوات ليس بالأمر الهين، ويحتاج إلى كثير من الوقت من أجل الاتفاق عليه، فهناك مقترحات وأطراف دخلت من أجل التفاوض لكن الأمر لا يزال معقد".

وأضاف أبو نصار أن هناك أمور تسير من تحت الطاولة بين الطرفين، مستدركاً "لكن التوصل لاتفاق أمر مبكر".

وفي حال عدم التوصل لاتفاق، فاعتبر الخبير بالشأن الإسرائيلي أنه في حال فشلت جهود التهدئة فإن الأمر قد يتطور إلى مواجهة بين الطرفين"، معربا عن اعتقاده أنه " سيتم التوصل إلى اتفاق بن الطرفين في نهاية المطاف.. ولكن لن يكون اتفاق سلام".

وكان مصدر سياسي إسرائيلي رسمي، أنه لن يتم التوصل إلى ترتيبات واسعة في قطاع غزة، دون إعادة المدنيين الإسرائيليين و"جثث" الجنود.

وقال المصدر إن الترتيبات في قطاع غزة لن تتم دون عودة الاسرائيليين أبرا مانغيستو وهشام السيد، الأسيرين في قطاع غزة، و "جثتي" الجنديين أورون شاؤول وهدار غولدين.

وتطرق المصدر إلى الاتصالات الجارية بوساطة مصر والأمم المتحدة، وقال إن "الهدنة الكاملة ستضطر إسرائيل الى إعادة فتح معبر كرم أبو سالم وتجديد التصاريح المتبعة في منطقة الصيد"، مضيفا: "لا يوجد على جدول الأعمال ترتيب واسع دون حل مسألة إعادة مواطنينا وجثث جنودنا المحتجزين في قطاع غزة"، بحسب ما نقله تلفزيون (I24NEWS) الإسرائيلي.

مرحلة متقدمة

في ذات الإطار، قال المختص بالشأن الإسرائيلي، عليان الهندي، إن التوجهات الإسرائيلية لا تحمل أي بوادر حسن نية، وهي تتطلب بشكل دائم إلى أن تقسم القضية الفلسطينية إلى قسمين سياسيين كما هي جغرافيين".

وبحسب تحليل الهندي لـ"النجاح" فإن المفاوضات بين حماس وإسرائيل قد وصلت إلى مرحلة متقدمة تتجاوز كثيراً فيها مرحلة الاقتراحات والاتفاقات، مضيفاً " لهذا السبب سمحت إسرائيل للعاروري وغيره من قيادات حماس الدخول لقطاع غزة من أجل الاتفاق على الشكل وطبيعة هذه الهدنة".

وتابع " هناك تكتيم من قبل الطرفين على الموضوع ولكن من الواضح أن المفاوضات جرت عبر قنوات عديدة ومتنوعة شاركت فيها أكثر من قناة وأكثر من طرف"، مشيراً إلى أن أمريكا تعتقد أن هذه الهدنة هي جزء من صفقة القرن التي تتعلق بإنشاء مشاريع اقتصادية في قطاع غزة.

ويرى الهندي أن هناك بعض العقبات أمام التوصل لحل بين حماس وإسرائيل، من بينها السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس الذي أعلن موقفه الرافض لأي حل بدون التوجه للقيادة الفلسطينية، والذي يرفض بأن يكون قطاع غزة بعيداً عن القضية الفلسطينية، حسب تعبيره.

وكان مصدر في حماس أكد أن قيادة الحركة  تروج لاتفاق "تدريجي" مع الاحتلال الإسرائيلي يبدأ بوقف أعمال الحرائق والمظاهرات على طول حدود غزة مقابل تخفيف القيود على الحدود.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" في لندن عن مصدر في "حماس" أن المرحلة الأولى من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار طويل الأجل الذي توسطت فيه مصر ستتضمن قيام إسرائيل بإعادة فتح معبر كرم أبو سالم بالكامل وزيادة منطقة الصيد قبالة ساحل غزة وفي المقابل قال مسؤول حماس: إن قادة الحركة سيلتزمون بوقف جميع الهجمات ضد إسرائيل.

وقال التقرير أن المرحلة الثانية من الاتفاق ستشمل محادثات بين حماس وإسرائيل لاتفاق لتبادل السجناء وتنفيذ مشاريع إنسانية طال انتظارها في غزة.