هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - تحطمت طائرة استطلاع للاحتلال أمس فوق الأراضي اللبنانية، ووفقا للصحافة العبرية فإن الطائرة من نوع (هرمز 450)، شاركت في استهداف قائد الذراع العسكري لحركة حماس أحمد الجعبري خلال الحرب الثانية على غزة 2012.

 الخلل الفني الذي أصاب الطائرة دفع الاحتلال لقصفها مباشرة خوفا من تسرب معلومات حسبما اعترف، الاحتلال وفي كل عام تقريباً في فصل الربيع تبدأ الأحاديث عن أن حرباً في الصيف ستندلع بين إسرائيل وحزب الله.

ولا يختلف هذا العام عن المعتاد، وأن التوترات والتحضيرات والتحذيرات في أعلى مستوياتها، فهل كان يسعى الاحتلال لاغتيال قيادات بارزة في لبنان؟ وهل يستطيع الاحتلال فتح جبهة أخرى ضده في ظل التوتر الذي يحدث في قطاع غزة؟، وما مدى احتمالية انفجار الأوضاع وذهابها لحرب؟، إلى أي مدى هذا الخيار متعلق بأمور تكتيكية داخلية في اسرائيل؟
 

الحرب غير محصورة بجغرافية المكان 


بهذا الخصوص توقع الباحث والمختص في شؤون الشرق الأوسط حسن عبدو أن الاحتلال استخدم هذه الطائرة كأداة للتحضير لاغتيالات قادمة، قائلا "الاحتلال رفع من مستوى تهديده في استخدام هذا النمط من القتل في فلسطين ولبنان، خاصة بالتهديد في استهداف الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله".
واستدرك عبدو، خلال مقابلة له مع "النجاح الإخباري" أنه في حال كان يهدف الاحتلال للاغتيالات فإنه بذلك يشعل الجبهة الشمالية والجنوبية ضده، في الوقت الذي لا يريد أن يصعد من الأمور، نظرا لقدرة حزب الله العسكرية.
وأضاف، أن المواجهة لن تكون محصورة بالحدود الجغرافية للبنان فقط، بل ستشمل سوريا وقطاع غزة.
ولدى حزب الله اليوم وفرة من الأسلحة المتطورة من إيران وسوريا والصين وروسيا. وكما هو واضح في وسائل الإعلام، فإن الحزب لديه صواريخ أكثر من جميع دول الناتو تقريباً. وعند فهم قيمة الدعاية، فإن أي صراع مستقبلي سيشهد محاولة حزب الله للمرة الأولى السيطرة على بلدة أو قرية إسرائيلية، حتى ولو بشكل مؤقت. وسيحاول استهداف مواقع إسرائيلية استراتيجية مثل مطار بن غوريون (والطائرات المتوجهة إلى إسرائيل)، ومنصات النفط والغاز في البر والبحر، ومحطات الكهرباء والمياه، والمقر العسكري للاحتلال الإسرائيلي في قلب تل أبيب، والمصانع الكيماوية في حيفا، والموقع النووي الرئيسي لإسرائيل في ديمونا، ناهيك بالمواقع الإسرائيلية واليهودية في الخارج كما هدد سابقا.
ونوه إلى أن الاحتلال قد يلجأ لحرب في حال استنفذ كل وسائله ولم يبق أمامه إلا خيار الحرب، أو في حال وجد هذا الخيار إجماع شعبي داخلي في إسرائيل حيث لن يذهب إلى ذلك إلا في حالة الضرورة تتعلق بأهداف تكتيكية كانتخابات أو قضايا داخلية.
وأوضح أن إسرائيل في حال لجأت للحرب ستدفع ثمن ذلك، كون حزب الله قادر على إلحاق الخسائر داخل إسرائيل.
 
 وقالت الصحيفة العبرية، إن الطائرة كبيرة نسبياً تستخدم للهجوم وجمع المعلومات، وبمقدورها أن تحمل أربعة صواريخ، وهي من أقدم طائرات الاستطلاع لدى سلاح الجو للاحتلال.
وكان قد صرح الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله في مقابلة مع رويترز يوم 15 مارس آذار إن حزب الله لا تتوقع أن تشن إسرائيل حربا في لبنان حاليا لكن حزب الله مستعد لذلك.
 
فيما هدد قائد القوات البرية في قوات الاحتلال، بتصفية الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني في حال اندلعت حرب على الجبهة الشمالية.
وقال الميجر جنرال كوبي باراك، وفق ما نقلت عنه ما يسمى بهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إنه "في حال اندلعت حرب على الجبهة الشمالية، فإن أحد أهدافها سيكون تصفية الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله".
وأضاف باراك، خلال جولة نظمها الاحتلال لمراسلي الشؤون العسكرية في الصحف الإسرائيلية، أن "خطر اندلاع حرب ازداد هذا العام، رغم أن كافة الأطراف غير معنية بذلك، كما كان الوضع عشية اندلاع حرب لبنان الثانية عام 2006". على حد قوله.
 
وقالت القناة 20 العبرية قبل أسبوع إن رئيس الاستخبارات العسكرية في قوات الاحتلال "أمان" هرتسي هليفي أرسل رسالة.
ونقلت القناة عن هليفي قوله "في هذه الأيام من التوتر في الضفة الغربية وغزة وبديناميكية عالية في الساحة الشمالية انا اقترح على كل من يعتقد انه يستطيع ان يتحدانا خاصة مع اقتراب الأعياد القادمة أن يوزن تصرفاته بشكل جيد".

استهداف مباشر لنصرالله

ورجح المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي د. هشام أبو هاشم بأن الاحتلال استخدم طائرة هرمز 450 بأنها لو وجدت صيدا ثمينا لكانت استهدفته مباشرة، قائلا "حتى لو كان الهدف استطلاع وتجسس الا أن الاحتلال لن يتوانى عن أي هدف يقع أمامه".
وأوضح أبو هاشم لـ"النجاح الاخباري" أن الطائرة دقيقة الإصابة، ولكن الخلل الفني الذي أصابها دفع الاحتلال لإسقاطها خوفا من تسرب معلومات واستفادة المقاومة اللبنانية منها.
وأشار إلى أن الاحتلال يهدف بشكل مباشر إلى استهداف  الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.
ونوه إلى أن وزير قوات الاحتلال أكد في تصريحات سابقة أنهم على أتم الاستعداد لخوض حرب على عدة جبهات بلبنان وقطاع غزة، وتابع أبو هاشم أن قطاع غزة يعتبر الحلقة الاضعف للاحتلال.
وأكد أبو هاشم أن الاحتلال يسعى لإسقاط المزيد من الخسائر، ولكن هناك تخوف لديه من ضرب الجبهة الداخلية بالصواريخ عن طريق حزب الله.

وبحسب صحيفة يديعوت أحرنوت، فالطائرة كانت من دون طيار تقوم بمهمة جمع معلومات إستخباراتية في لبنان، وسقطت بسبب خلل فني بين بلدتي برعشيت وبيت ياحون في قضاء بنت جبيل جنوب لبنان. .
وأشارت الصحيفة العبرية، الى أن سلاح الجو لدى الاحتلال قام بقصف الطائرة بعد سقوطها في الأراضي اللبنانية، خوفا من تسرب معلومات منها،  في خراج بلدة برعشيت، ما أدى إلى تدميرها بشكل كامل.
كما سقط منها صاروخان لم ينفجرا. وعملت قوى من الجيش اللبناني على تفجيرهما، وطوقت المكان قوة من القوى الأمنية واليونيفيل.
من جانبها، أكدت قوات الاحتلال أن طائرة التجسس سقطت بسبب عطل فني، مشيرة إلى أنه لا خطر لتسرب معلومات منها، ما قد يعني إفلاحه في إتلافها إلكترونيا.
 
وكانت إسرائيل قد أسقطت طائرة مسيرة إيرانية بعد ان اخترفت مجالها الجوي في شباط/فبراير الماضي.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، أسقطت إسرائيل طائرة مراقبة مسيرة تابعة لحزب الله اللبناني اقتربت من الحدود الإسرائيلية السورية. وقال الاحتلال حينها إن الطائرة من صنع إيراني انطلقت من مطار دمشق قبل أن يستهدفها في الجولان.

وترى يديعوت أحرونوت أنه يجب على إسرائيل أن تتجنب خلق أهداف غير واقعية لا يمكن أن تضمنها. لذلك، عليها أن تخفف من التصريحات عن اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وغيره من القادة والتوجه إلى الفعل. فمن الأفضل أن تظل القيادة الإسرائيلية هادئة وأن تنال الثناء عندما يتحقق شيئاً ملموساً فحسب وفقا للصحيفة.