أسامة الكحلوت - النجاح الإخباري - وشك الأربعيني عبدالله مسمح "أبو صالح" على الوصول لدرجة اليأس من الحياة، بعدما تعثرت ظروفه وفقد عمله كسائق أجرة ليعيل أسرته، رغم أن من حقه تقاضي راتب أسير محرر أسوة برفاق دربه، كفيل لو تقاضاه أن ينقل حياته للأفضل.

فورقة صغيرة عجز عن الحصول عليها كلفته الكثير، وحرمته من حقوق لا حصر لها، ورغم نضاله وسعيه لتحصيلها إلا أن كل مساعيه باءت بالفشل، واستسلم للوضع الراهن، بعد أن افقده الوجع عمله.

حكاية أبو صالح بدأت عندما سُجن في السجون الإسرائيلية في أواخر الثمانيات بعد إلقائه قنابل يدوية الصنع على قائد المنطقة في قطاع غزة، حينما كان يتجول في مدينة دير البلح أواخر الثمانينات، وحكم عليه بالسجن لما يقارب ثلاث سنوات.

وعاد أبو صالح لحياته كعامل ومن ثم كسائق أجرة على سيارات لمواطنين في المنطقة، وتنقل من منزل لأخر، إلى أن وصل لمنزل من الاسبست وألواح الصفيح، ليأوي أسرته المكونة من 11 طفلاً.

يعيش أبو صالح حياته بلا مصدر رزق، سوى شيك الشؤون الذي يحصل عليه مرة كل ثلاثة أشهر، ولا يكفى لسد حاجة أطفاله، وطلبات أسرته.

شعر أبو صالح بالفرج عندما أصدرت السلطة الفلسطينية قراراً بمنح الأسرى راتباً يصل إلى 2300 شيكل شهرياً لمن سُجن أكثر من عامين ونصف.

تقدم أبو صالح برفقة الكثير من أصدقائه الذين سجنوا مثله للحصول على الراتب من هيئة شؤون الأسرى في قطاع غزة، وقام بتجهيز كافة الأوراق المطلوبة، ولم يتبقى سوى ورقة واحدة بددت حلمه.

حينما طلبت الهيئة منه ورقة من الاحتلال تثبت سجنه امنياً داخل سجونها، تقدم أبو صالح برفقة أصدقائه لطلب هذه الورقة من إسرائيل، وحصل عليها جميع أصدقائه إلا هو ما زال ينتظر الورقة وترفض إسرائيل منحه هذه الورقة.

ورفضت إدارة الهيئة في غزة إدراج اسمه إلا بعد موافاتهم بالورقة المطلوبة، رغم حصوله على ورقة قديمة منذ العام 1991 من الصليب الأحمر بحبسه ثلاث سنوات على تهم أمنية.

وناشد أبو صالح الرئيس محمود عباس ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع بمساعدته لتحسين حياته وإدراج اسمه على سلم رواتب الأسرى المحررين، واعتماد ورقة السجن التي بحوزته والتي تثبت سجنه ثلاث سنوات امنياً.