نهاد الطويل - النجاح الإخباري - خاص: "القنبلة الصحفية" التي حاول  الكثيرون تفجيرها أمس عبر إعادة نشر مقالة "عاهرة رام الله" المنشورة أصلا قبل ست سنوات تعيدنا مجددًا إلى حمى الفوضى وهوس البعض في إرباك الساحة المحلية عبر "النكش" في قضايا ميتة ثبت بطلانها أو لم يستطع من أثارها التحقق من صحتها على الأقل من جهة البحث عن الحقيقة والتقصي.

تلعثم على "الفيس" 

وبنظرة سريعة على واقع "الفيس بوك" نجد أن البعض تلعثم في إعادة نشر الخبر وذهب لأبعد من هذا حيث نشر "عنوانًا مانشيتيًّا" على مواقعه وصفحاته دون الإنتباه إلى قصة أن الخبر يفرح بالحقيقة وأن الخبر بدون حقيقة يولد ميتا.

ولم تعد مثل هذه الأخبار المغلوطة تطال الأفراد والمؤسسات أو الشخصيات العامة فقط، بل تعدى ذلك بروز ظاهرة الأخبار الكاذبة المتعمدة، وساحاتها المنصات الإخبارية، ومواقع التواصل الاجتماعي.

التوقيت؟

الملاحظة التالية التي دارت في أذهان الكثيرين تتعلق بتوقيت إعادة نشر الخبر (وإن بعض الظن إثم) ..فلماذا يذاع الخبر الآن بعد ست سنوات من إشاعته ونشره؟

غياب الإعلام الرسمي ..

ورغم تحذيرات الحكومة المستمرة، إلا أنه يؤخذ على الإعلام الحكومي عدم التدخل في الوقت المناسب لإخماد نار الشائعات من خلال تصريح قاطع يغلق الطريق ويجنب المجتمع من كلفة النشر غير المسؤول، أو لجم عناصر التأزيم.

وكان المتحدث باسم الحكومة "يوسف المحمود"، حذر في وقت سابق مما وصفها  بالبيانات أو الأخبار المزورة التي يتم الترويج لها أو  إعادة نشرها .

سقوط مدو ..

المقالة التي انتشرت أمس على مواقع التواصل الإجتماعي كالنار في الهشيم أسقطت أيضا في شباكها مواقع محلية و"كبار المحللين" الذين انهالوا عليها متجاهلين خطورة إعادة نشرها، بما يحمل من تداعيات وارباك الساحة المحلية بغض النظر عن دقة المعلومات التي قدمتها صاحبة المقالة قبل سنوات.

في الأثناء سارعت مواقع لحذف الخبر مباشرة في محاولة لتفادي  "أزمة الثقة" المهنية التي غابت وتغيب.

مدونة السلوك ..

ويُعيد إنتاج المقالة التأكيد على المطالب المشروعة التي تقضي بضرورة الإسراع في إصدار قانون ينظم عمل وسائل التواصل الإجتماعي بهدف تحقيق منظومة الاستخدام المسؤول والجاد وتحقيق الأمن المجتمعي والإسهام بالحد من الفوضى والإشاعات بشكل مبالغ فيه واغتيال الشخصية.

مواقع التواصل الاجتماعي حيث باتت اليوم واحدة من المنصات التي "يتغذى" عليها المواطن عبر التعرض لآلاف الرسائل الأخبارية اليومية، الأمر الذي يشير إلى ضرورة ضبط النشر في هذه الوسائل نظرًا لخطورة الكلمة.

الشائعات تتمدد ..

ولوحظ في الآونة الأخيرة  "تمدد" غير مفهوم للشائعات في الشارع ما يظهر خطورة الواقع ويتطلب درجة كبيرة من الوعي وتحمل الجهات المعنية مسؤولياتها عبر القيام بحملات توعية للمواطنين.

ويرى علماء النفس والاجتماع، أن مصدر الشائعات يأتي من عدة أبواب منها ما تكون عادة عند البعض لتفريغ طاقته وحقده نتيجة لكبت أو حاجة معينة.

وقد نشرت الدكتورة شريفة سوار استشاري علاج السلوك النفسي قبل أيام رأيا يتعلق بسيكلوجية المروجين للشائعات حيث قالت: إنّ المروج للشائعة يعتمد على بساطة تفكير المجتمع الطيب عن طريق حجب المعلومات الصحيحة والترويج لما هو في مصلحته الشخصية، وزعزعة ثقة الناس في الشخص المراد تحطيمه لتجريده من حب الناس والتفاف المجتمع حوله كشخصية بارزة، وشغل الرأي العام بمواضيع تافهة وإغراقهم بما لا يفيدهم بعيدًا عن موضوعات مهمة".