نهاد الطويل - النجاح الإخباري - يظهر مؤشر البلوماسية الدولية في منطقة الشرق الأوسط ظهور (ثالوث أمريكي - روسي - فرنسي) يعمل منفصلا، وذلك في محاولة طامحة للتحرك في قلب الشرق الأوسط، أملا في تسديد هدف في مرمى ملف المفاوضات المتعثرة بسبب التعنت الإسرائيلي الرامي لتكريس السيطرة على الأرض وتهويد المقدسات ومواصلة اعتقال الاف الاسرى الفلسطينيين.

عودة الراعي الأمريكي ..

فالجولات المارثونية التي عقدها مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب لعملية السلام، جيسون غرينبلات، يرى فيها البعض عودة جديدة للراعي الأمريكي ومؤشرات "جادة" من قبل ساكن البيت الأبيض الجديد لإطلاق جولة مفاوضات خلال الفترة المقبلة بعد أن عانت موتا سريريا لسنوات.

غرينبلات استكشف المنطقة بعد توقف العملية السلمية بسبب تعنت دولة الاحتلال وعدم التزامها بشروط الرئيس محمود عباس للعودة للمفاوضات واهمها وقف الاستيطان وتحديد جدول زمني للمفاوضات وحل القضايا الجوهرية واطلاق سراح الدفع الرابعة من قدامى الاسرى وعددهم 26 اسيرا، وهذا لم يحدث كشرط اساسي لاستئناف المفاوضات في عهد الإدارة القديمة.

الرئاسة تحسم الجدل ..

في السياق اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب لعملية السلام، غرينبلات لم يقترح افكارا ولم يحمل أي مقترحات بل جاء ليستمع ويعرف ماذا بذهننا لينقل هذا للرئيس ترامب وعندما نلتقي بالرئيس الأميركي ستكون هناك اجوبة على ما سمع منا وهو كافٍ لتكوين صورة واضحة، ولكن عليه بعد ان سمع كل شيء ان يقترح هو الحلول المناسبة".

وردا على سؤال يتعلق فيما اذا كانت الإدارة الأمريكية الجديدة ترغب بمفاوضات من نقطة الصفر قال الرئيس :" إن ترامب سيبدأ معنا من البداية وهو لم يخف ذلك ولا توجد خلفية سياسية لدى الكثير من اركان ادارته."

وأضاف الرئيس في مقابلة مطولة مع صحيفة "الوطن" القطرية: " وأود الاشارة إلى ان مبعوثه غرينبلات يعمل محاميا وكوشنير يعمل محاسبا وكلهم اناس من القطاع الخاص في أميركا وليسوا من القطاع العام، وكانوا يعملون في مؤسسات ترامب، ولكن يوجد معه بعض الشخصيات التي تعلم جيدا بالقضية الفلسطينية مثل رئيس المخابرات الأميركية، ولكن هذا غير كافٍ ليشكل انطباعا عن ما يجري في المنطقة وتحديدا القضية الفلسطينية، وعلى العموم فإن غرينبلات اجتمع مع الاسرائيليين وخمس ساعات مع نتانياهو لوحده، فأكيد حصل على انطباع ومعلومات عن رؤية الاسرائيليين للحل وهو ما سمع منّا لوحدنا."

تقدير موقف ..

بدوره وصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. واصل أبو يوسف الاتصالات الأمريكية واللقاءات التي جرت حتى اللحظة باستكشافية واستمزاج للآراء في كيفية فتح مسار سياسي جديد، في ظل انغلاق الملف بحكم ما تواصله سلطات الاحتلال.

وكشف أبو يوسف لـ"النجاح الإخباري" أن القيادة الفلسطينية وضعت رسالة سياسية في جعبة مبعوث ترمب مفادها، أن أي تطرق سياسي جديد يجب أن يكون بوقف كامل للبناء الاستيطاني، بالإضافة إلى امتثال حكومة الاحتلال إلى الالتزام بالموقف الصادر عن مجلس الأمن الدولي - قرار رقم  2334 - والذي اعتبر الاستيطان غير شرعي أو قانوني.

ورأى أبو يوسف أن أي مسار سياسي يتطلب أن يكون هنالك سقفاً زمنيا لإنهاء الاحتلال، معلقاً أن سياسة أمريكا لا تزال متخبطة ولا يوجد لديها موقف واضح، وهي متحالفة باستراتيجيتها مع الاحتلال.

القائم بأعمال مدير "فضائية النجاح" الاعلامي غازي مرتجى أكد أن اتصال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالرئيس محمود عباس وارساله مبعوثا لرام الله، ودعوته للقيادة إلى واشنطن ،بمثابة ضوء أخضر أمريكي للعودة من جديد لمربع المفاوضات المتوقفة منذ سنوات.

واستدرك مرتجي في تصريح لـ"النجاح الإخباري: بالقول: "لن نعول كثيرا على الموقف الأمريكي لأنه مساند لإسرائيل، ولن يكون يوما مساندا للفلسطينيين ضد إسرائيل، ولكن عندما نقرأ على الصحف الإسرائيلية بان المبعوث الأمريكي عرض تجميد الاستيطان مقابل العودة للتفاوض، هذا الأمر لم يطرح أيام تولي أوباما الرئاسة".

وكان ترامب سجَّل الشهر الماضي مفارقة جديدة في سياسة من خلفه في البيت الأبيض حيال الشرق الأوسط، إذ أكد خلال لقائه نتنياهو في واشنطن أن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، لافتاً إلى أنه منفتح على خيارات بديلة إذا كانت تؤدي إلى السلام.

مؤتمر اقليمي ..

بدورها كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بأن ترامب يعد لمؤتمر إقليمي تشارك فيه إسرائيل ودول عربية والسلطة الفلسطينية في مايو/أيار المقبل على ما يبدو.

وأشارت إلى أن زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي جيسون غرينبلات للمنطقة تندرج في إطار جهود الرئيس الأمريكي من أجل الترتيب لمؤتمر دولي للشرق الأوسط يلتئم في العاصمة الأردنية عمان بمشاركة إسرائيلية وفلسطينية ورعاية الملك الأردني عبد الله الثاني.

وعود أردنية

العاهل الأردني الداعم الرئيس للقضية الفلسطينية، وعد خلال اجتماع عقده أمس مع جيسون غرينبلات بإنه "سيبذل كل جهد ممكن" للمساعدة في إرساء السلام على أساس حل الدولتين. وفقا لبيان صدر عن السفارة الأميركية في المملكة.

ويعتبر الملك عبدالله الثاني، الوسيط الأقوى في مفاوضات السلام السابقة، التي قادتها الولايات المتحدة حول إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

دور سعودي مرتقب ..

وتبحث واشنطن في هذه الأثناء، عن دور سعودي في اللعبة حيث أبلغ الرئيس ترمب وزيرَ الدفاع السعودي ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بجديّته حول التوصل لصفقة سلام إقليمي في المنطقة، بشكل كامل وطلب المساعدة منه في تحقيق ذلك.

وقال ترامب خلال لقائه وزير الدفاع السعودي في البيت الأبيض "إنّ لديه رغبة قوية في تحقيق تسوية شاملة وعادلة ودائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني."

الشارع يشكك ..

وأظهر استطلاع للرأي الفلسطيني أن الغالبية العظمى في الشارع الفلسطيني يعتقدون أن سياسات الرئيس ترامب لن تؤدي إلى السلام، وإنما ستقود إلى مزيد من التوترات أو الركود بين إسرائيل والفلسطينيين.

وخلص الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية إلى أن 9% فقط من الفلسطينيين يعتقدون أن ترامب سيكون قادرا على إعادة إطلاق المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

وجهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل الرؤية الأميركية، في نيسان/أبريل 2014.

روسيا وفرنسا تزاحمان ..

ورغم "الصحوة" الأمريكية لا زالت موسكو وباريس تحشدان دبلوماسيتها وتزاحمان واشنطن في المنطقة من خلال لقاءات واتصالات ومبادرات ومؤتمرات دولية بهدف جسر الفجوة بشأن قضايا الوضع النهائي التي تشمل الحدود والأمن والقدس واللاجئين والمستوطنات والمياه على أعلى مستوى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وكان السفير الفلسطيني لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل أكد قبل أيام إن الرئيس محمود عباس سيزور موسكو خلال مايو/ أيار المقبل.

 وأضاف نوفل لوكالة "سبوتنيك" الروسية" أن الرئيس سيزور موسكو في النصف الأول من مايو المقبل".

وذكر أن الهدف الأساسي للزيارة مناقشة نتائج القمة العربية المرتقبة في الأردن والتنسيق بخصوص محاولات "إسرائيل" عدم الالتزام بحل الدولتين، ومناقشة الموقف الأمريكي من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ودخلت مجددا باريس المشهد، حيث كشف سفير فلسطين سلمان الهرفي، عن نية فرنسا والدول التي شاركت في أعمال مؤتمر السلام في كانون ثاني الماضي لعقد مؤتمر دولي ثانٍ للسلام قبل نهاية العام، لمتابعة ما جاء في المؤتمر الأول.