احمد الشنباري - النجاح الإخباري - "منى" في عمر البراءة كانت حين اخبرها والدها بانها ستتزوج لم تكن تفهم معنى هذه الكلمة ، ضحكت كثيراً واكملت اللعب تقفز بين مربعات حجلتها المرسومة على الأرض ، لكن صوت أمها في اليوم التالي كان إلى جانب زوجها ، ضغطت على ابنتها فوافقت دون أن تفقه شيئا عن الزواج ، لتصبح لعبتها "دار ودور" حقيقة تجسد فيها حياة زوجية بثت الروح إلى عروستها الجامدة بين يديها .

هذا حال السيدة التي تبلغ اليوم(25) عاماً وهي أم لإحد عشر ابناً تقول لمراسل "النجاح الإخباري":  "تزوجت في الحادية عشرة من عمري وقتلت طفولتي التي كنت أُمارسها، وحيث إنيلم أكن أعرف من أمور الحياة الزوجية شيئاً فكانت والدتي تداوم المجيء عندي تفعل ما لا افعله تنصحني وتملي علي ما وجب قوله وفعله، " وتضيف " لم يكن زوجي يمانع ذلك بدافع حبه لي". 

في مدينة جباليا شمال قطاع غزة، ما زال الزواج المبكر يأبى الإندثار وكأن جذوره ممتدة في عقولهم مستنيرة وغير مستنيرة ، فقد يصعقك حديث أمهات وفتيات يتحدثن عن زواجهن قديما وزواج بناتهن اليوم ، الإختلاف الوحيد أن الصورة تلونت وأصبحت ذات جودة عالية .

ولا علاقة للتعليم او الفقر في مثل هذه الظاهرة ،  فمستوى الدخل في مدينة جباليا مرتفع بشكل خاص عن بقية المدن ، هي قضية تربية وتفكر ما يجعلك تسمع دائماً " خدها صغيرة بتربيها ع ايديك وبتنفعك بكبرك "

تقول إحداهن: " إخترت عروس لإبني عمرها 15 سنة أنتظر تخرجه من الجامعة ليتم الزواج" ، وإجابة على سؤال لماذا لم تختاري له فتاة متعلمة ؟ قالت لا داعي لذلك يكفي أن يكون هو متعلم  ويعلمها طباعه".

واحتجت أخرى بقولها: " البنت آخرتها لبيت زوجها والطبخ، الكثير من المتعلمات فشلن في زواجهن"، وأضافت " الشب بده بنت تهنيه وما تكون مفتحه"

 

ومن جهته تفاجئ المحامي احمد مطر  ليقول لمراسلنا " من المفاجئ أن ظاهرة الزواج المبكر ما زالت متفشية بهذه الصورة في شمال قطاع غزة ، فأغلب النساء تتباهى بخطبة الفتاة صغيرة السن متفاخرة بعمرها الصغير أمام ابنها ، ويشير مطر إلى أن ثقافة المنطقة في جباليا هي المؤثر الحقيقي في زواج الفتيات المبكر مضيفاً أن أغلب الشباب المتعلمون بدرجات جامعية ويتزوجون فتيات في الرابعة عشر والخامسة" .

ونوّه المحامي مطرإلى ضرورة الإنتباه من خطر الزواج المبكر وما يسببه من مشاكل اجتماعية تؤثر على عش الزوجية.

ويذكر أن العيادة القانونية السادسة في شمال القطاع تقوم بحملة توعية ضمن مشروع العون القانوني في الكثير من المواضيع كالطلاق والزواج المبكر والعنف الأسري.