النجاح الإخباري - دخل إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال  يومه العشرين، وسط تصاعد في وتيرة وقفات الإسناد والدعم في معظم أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي الداخل وعدد من العواصم العربية والدولية.

ويواصل الأسرى  معركة الحرية والكرامة، مطالبين بتحقيق عدد من المطالب الأساسية التي تحرمهم إدارة سجون الاحتلال منها، والتي كانوا قد حققوها سابقاً من خلال سلاح الأمعاء الخاوية عبر العديد من الإضرابات عن الطعام على مدار سنوات الأسر.

وأبرز مطالب الأسرى هي إنهاء سياسة الاعتقال الإداري، وإنهاء سياسة العزل الانفرادي، وإنهاء سياسة منع زيارات العائلات وعدم انتظامها، وإنهاء سياسة الإهمال الطبي وغيرها‪.

قراقع: سنلاحق قانونيا أي طبيب يشارك بالتغذية القسرية

قال عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين، اننا سنلاحق قانونيا اي طبيب مهما كانت جنسيته يشارك في التغذية القسرية بحق الاسرى المضربين عن الطعام.

واعتبر قراقع، ان تطبيق ذلك هو ارتكاب جريمة ووضع الاسرى تحت تهديد وخطر الموت، وان مشاركة اي طبيب في التغذية القسرية يخالف القوانين الدولية وأخلاق المهنة الطبية.

 

ودعا كافة الدول الى عدم ارسال اي طبيب الى اسرائيل بغرض استخدامه في تنفيذ التغذية القسرية، وان هناك مسؤوليات دولية وحقوقية تقضي بعدم مخالفة حقوق وكرامة اي اسير مضرب عن الطعام وعدم إجباره على غير ارادته بتناول الطعام او الدواء.

 

وشدّد قراقع على ان حكومة اسرائيل صعدت من إجراءاتها ضد المضربين، وأنها لم تجر اي مفاوضات مع قادة الاضراب حول مطالبهم الانسانية العادلة، ولا زالت تمارس التهديد والترهيب والاجراءات التعسفية بحقهم بهدف كسر وإفشال الاضراب.

 

وقال: إن الاسرى دخلوا مرحلة الخطر الشديد ونخشى من سقوط شهداء في صفوفهم، حيث تردت اوضاعهم الصحية الى درجة صعبة جدا، وعلى العالم والمجتمع الدولي ان يتحرك لمنع اي جريمة قد تحدث في اية لحظة بحق الاسرى المضربين عن الطعام.

 

وأوضح قراقع أن التغذية القسرية هي نوع من التعذيب والمعاملة اللاإنسانية ويخالف قانون التغذية القسرية اخلاقيات المهنة الطبية وميثاق اتحاد الاطباء العالمي الذي يحظر تغذية اي اسير مضرب عن الطعام بالقوة باعتباره نوعا من التعذيب.

.

 

اتساع الاضراب

 هذا وأعلن خمسة أسرى في سجن "عوفر" انضمامهم للإضراب وهم: غالب ورد وأحمد بطاجنة وشادي شلالدة وأشرف الزبن وزكريا كعبية، وكان (21) أسيراً انضموا للإضراب في "عوفر"، بعدما نقلت إدارة السجن يوم أمس خمسة من الهيئة التنظيمية للعزل.

قال عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن انضمام أسرى جدد لإضراب الحرية والكرامة، دليل على فشل إجراءات الاحتلال في كسر ارادة الأسرى وإنهاء الإضراب دون تلبية مطالبهم.

واضاف: ان انضمام اسرى جدد للإضراب بشكل شبه يومي، واتساع حجم المشاركة داخل السجون من قبل الفصائل الفلسطينية، يؤكد على صلابة الموقف وقوة الإرادة لدى الأسرى، واصرارهم على المضي قدما في اضرابهم نحو انتزاع حقوقهم الإنسانية التي تقدمت بها قيادة الإضراب.

وتابع: يبدو أن سلطات الاحتلال لم تستفد من الإضرابات الكثيرة التي خاضها الأسرى من قبل في تعاملها مع المضربين، ولا تريد أن تتعلم من تلك التجارب، وتُصر على عنصريتها في التعامل مع المضربين.

وأكد فروانة أن الإجراءات القمعية التي لجأت إليها ادارة السجون مبكرا لإفشال الإضراب، قد باءت بالفشل، وأن كافة التصريحات المتطرفة التي صدرت عن وزراء الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لم تؤثر على معنويات الأسرى ولن تفلح في كسر ارادتهم. وأن لا خيار أمام ادارة السجون سوى التخلي عن عنجهيتها واجراءاتها القمعية، والبدء في مفاوضات جدية مع قيادة الإضراب وتلبية مطالب الأسرى، إذا ما أرادت لهذا الإضراب أن ينتهي.

ودعا فروانة الى توسيع حجم المشاركة الجماهيرية لدعم الأسرى وتفعيل كافة أشكال الدعم والإسناد لاضرابهم المفتوح عن الطعام على كافة الصعد والمستويات بما يضمن مزيد من الضغط على سلطات الاحتلال ودفعها نحو البدء في مفاوضات مع المضربين وتلبية مطالبهم الإنسانية التي كفلها لهم القانون الدولي الإنساني.

 

تدهور حالة مروان الصحية

حذرت فدوى البرغوثي، زوجة الأسير القائد مروان البرغوثي من خطورة الحالة الصحية للأسرى المضربين عن الطعام لليوم العشرين على التوالي.

وبينت خلال حديث لـ"النجاح الإخباري" انه مر الآن 19 يوما على اضراب الكرامة والحرية، وبالتالي فان المرحلة المقبلة خطرة.

وقالت: "دخلنا مرحلة الخطر، وقد نبدأ بسماع اخبار عن نقل عشرات الأسرى المضربين إلى المستشفيات، كونهم يضربون عن الطعام طوال هذه المدة دون اي مدعمات".

وشددت البرغوثي على ان دولة الاحتلال تخفي الاسير القائد مروان البرغوثي في زنزانة داخل سجن الجلمة منذ بداية إضراب الكرامة والحرية، مؤكدة أن هذا الأمر غير مسبوق. 

وقالت "ام القسام": "لا احد تمكن من الوصول إلى مروان، لا الصليب الاحمر ولا حتى اي من المحامين، وهذا شيء خطير".

وتسألت فدوى: "ماذا تخفي إسرائيل من خلال حجب القائد؟".

وأضافت: "نحن نريد أن نعرف لماذا هذا الإخفاء لمروان، لماذا لا يتم السماح للصليب الأحمر على الأقل بزيارته؟".

وبينت انها التقت زوجها الاسير ضمن زيارات العائلات الاعتيادية، قبل 10 ايام من دخوله إلى الاضراب.

وقالت إن القائد مروان البرغوثي يراهن على الشعب الفلسطيني الذي يقابل الوفاء بالوفاء.

مشيرة إلى أن معلومات وصفتها بغير الرسمية تتحدث عن وضعي صحي صعب يعانيه زوجها، لكنها تدرك ان معنوياته عالية ولا يمكن ان تنكسر.

وقالت زوجة الأسير مروان البرغوثي: "الاسرى يهددون باتخاذ خطوات اخرى. والوضع يزداد صعوبة".

وقالت المحامية: "علينا ان نستقبل ابطالنا منتصرين، وليس جثثاً".

يشار إلى أن القائد مروان البرغوثي ولد في قرية كوبر قضاء رام الله عام 1958، يعد من قادة الانتفاضتين، واعتقل عدة مرات، وتعرض لمحاولتي اغتيال، واعتقلته قوات الاحتلال عام 2002 وحكم بالسجن 5 مؤبدات.