النجاح الإخباري -  بمناسبة الذكرى الخمسين لإحراق المسجد الاقصى المبارك، قال المطران عطا الله حنا " إن بعض وسائل الاعلام تناولت مسألة هوية مَن أقدم على هذا الفعل الاجرامي، وقد وصفت بعض وسائل الاعلام هذا الارهابي بأنه ينتمي إلى ما يسمى " بالمسيحية الصهيونية"

واشار إلى أن كنائس المشرق كافة لا تعترف بما يسمى "المسيحية الصهيونية" فهذا مصطلح "ليس موجودا في مفرداتنا الكنسية واللاهوتية ولا يوجد هنالك شيء اسمه، مسيحية صهيونية، ومن اوجد هذا التيار المتصهين في أمريكا وفي غيرها من الاماكن إنما هدفه هو الاساءة للديانة المسيحية وتفسير الكتاب المقدس بشكل مغلوط وفق اجنداتهم وبرامجهم وأهدافهم السياسية.

وقال ان "هذا التيار موجود في أمريكا، يتمثل في الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونائبه، وهنالك نفوذ كبير لهذا التيار المتصهين في أمريكا وفي غيرها من الاماكن بسبب نفوذهم المالي وما يملكونه من مئات المليارات من الدولارات كما انهم في تحالف مع الماسونية الشريرة المعادية للقيم الانسانية والاخلاقية النبيلة".

وأضاف "لقد أعلنا مرارا وتكرارا، ونؤكد هذا الموقف مجددا بأن المسيحية هي ديانة المحبة والرحمة والتي تستند على تعاليم السيد المسيح وانجيله المقدسة ، أما الصهيونية فهي حركة سياسية عنصرية كانت سببا في النكبات والنكسات التي حلت بشعبنا الفلسطيني وما زالت الصهيونية تمارس عنصريتها بحق شعبنا الفلسطيني ،وبحق مدينة القدس واوقافها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية" ،موضحا ان "هؤلاء لا يميزون بين وعد الله ووعد بلفور، ويظنون بأن النكبة والتشريد التي حلت بشعبنا الفلسطيني هي بوعد من الله، في حين انها تمت بوعد من بلفور، ذلك لان الله لا يحلل الظلم والقهر والاستبداد والعنف والتطاول على الكرامة الانسانية".

وأردف "هؤلاء عندما يأتون الى فلسطين لا يزورون كنيسة المهد وكنيسة القيامة ولا يهتمون اطلاقا بمسألة الحضور المسيحي في فلسطين وفي المشرق العربي، بل هؤلاء هم جزء من المشروع التدميري الذي استهدف مشرقنا وشرد الكثيرين من المسيحيين، كما أنهم جزء من المؤامرة التي تستهدف مدينة القدس والقضية الفلسطينية وشعبنا الفلسطيني المظلوم" مشيرا الى ان "هذه الظاهرة تعتبر خطيرة على المسيحية لأنها تسيء اليها، ولذلك فإنني اكرر ندائي إلى الكنائس المسيحية في مشرقنا وفي عالمنا ،وفي امريكا بنوع خاص بضرورة الاعلان عن موقفها بصراحة تجاه هذه المجموعات المتصهينة التي تدعي الانتماء للمسيحية زورا وبهتانا".

وتابع "هؤلاء المتصهينون يتفاخرون بأنهم مع اسرائيل ومع بناء الهيكل المزعوم ومع كل السياسات الاحتلالية الغاشمة القمعية بحق شعبنا الفلسطيني ونحن كمسيحيين مشرقيين نقول بأننا سنبقى مع فلسطين وقضيتها العادلة وسنبقى ندافع عن القدس ومقدساتها واوقافها كما ان انحيازنا سيبقى لهذا المشرق وهويته الحضارية والروحية والانسانية".