غزة - خاص - النجاح الإخباري - في ظل استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في قطر، تباينت آراء الموطنين في قطاع غزة، الذين عانوا ويلات حرب الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيداً، والمئات من الإصابات، ما بين التفاؤل والتشاؤم من قرب التوصل إلى اتفاق تهدئة.

وأعلنت مصادر طبية، اليوم الأحد، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,805 شهداء، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

كانت هناك موجة من النشاط الدبلوماسي المكثف في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث سعت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى إعادة تنشيط المفاوضات. كما أعرب بعض الوزراء الإسرائيليين عن تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى اتفاق. لكن يبدو أن الزخم الأولي للمفاوضات قد هدأ.

خبر عادي

الحاج أبو العبد مطر يقول، إن الحديث عن تهدئة ووقف إطلاق النار، بات خبراً عادياً لا يعنينا كثيراً، فالحرب بات لها أكثر من سنة ونصف، ونحن لا زلنا على هذه الحال".

ويضيف في حديثه لـ"النجاح"، أن عائلته التي نزحت من شمال القطاع  إلى جنوبه، تأقلمت نوعاً ما على حياة الخيمة في ظل قصف الاحتلال لمنزلهم"، مشيراً إلى أن الحياة باتت صعبة جداً في ظل استمرار الحرب.

الشاب محمد أبو حربي حاله كحال سابقه، والذي أبدى تشاؤماً كبيراً من التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشدداً على أن العالم كله تخلى عن غزة، "وهذا الأمر الذي جعل إسرائيل ونتنياهو يتمادوا في جرائمهم ضد الغزيين".

وتابع أبو حربي في حديثه لـ"النجاح"، "لا أعلم لماذا لم تقم حماس بالضغط لإنجاز صفقة، لأننا نحن من نعاني من ويلات الحرب، لذلك لا بد عليها أن تتحرك أكثر على هذا الصعيد"ـ لافتاً إلى أن الحرب ستستمر أكثر من ذلك، حسب توقعه.

في ذات السياق، يرى المواطن أبو خالد من مخيم جباليا شمال القطاع، أنه متفائل هذه المرة من التوقيع على وقف إطلاق النار.

وأشار في حديثه لـ"النجاح"، إلى أن جميع الأطراف معنية في انجاز صفقة، مضيفا "مهما طالت الحرب فإنها ستتوقف يوماً ما".

وأعلنت حركة حماس، أنه تم استئناف المفاوضات غير المباشرة في الدوحة للتركيز على "اتفاق يؤدي إلى وقف كامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى ديارهم التي طُردوا منها في جميع مناطق القطاع".

وأكدت حماس في بيان رسمي جديتها في السعي لتحقيق اتفاق يضمن وقف العدوان وحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي.

وجاءت هذه التصريحات بعد أن وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على إرسال وفد إلى الدوحة لاستئناف المحادثات.

خطة اليوم التالي

أتت هذه التطورات بعدما أعلنت الإدارة الأميركية عن خطة اليوم التالي في القطاع، إذ أكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، أن بلاده عملت على خطة "اليوم التالي" لحرب غزة مع عدد من الشركاء.

وأضاف بلينكن، أن واشنطن أمضت أشهرا في العمل على خطة ما بعد الحرب مع العديد من دول المنطقة، خاصة الشركاء العرب، مضيفاً "إذا لم تتح لنا الفرصة للبدء في محاولة تنفيذه من خلال اتفاق وقف إطلاق النار في الأسبوعين المقبلين، فسنسلمه إلى إدارة دونالد ترامب القادمة، ويمكنها أن تقرر ما إذا كانت ستمضي قدمًا في هذا الاتفاق أم لا".

إلى ذلك، توقع الوزير الأميركي انتهاء الحرب في قطاع غزة وفقا للشروط التي وضعت في اتفاقية وقف إطلاق النار التي طرحها الرئيس جو بايدن في أواخر مايو 2024، ومكونة من 3 مراحل مقترنة بإطلاق سراح المحتجزين في غزة بـ"وقف إطلاق نار كامل وشامل".

ونقلت سي ان ان عن مسؤول إسرائيلي مطلع رفض الكشف عن اسمه، أن هناك تقدم بطيء في المحادثات. وبالمثل، قال مسؤول مصري إنهم لا يلاحظون تقدما في المفاوضات.

وكانت العديد من السيناريوهات طرحت في الأروقة الدولية حول مرحلة ما بعد الحرب، من بينها عودة السلطة الفلسطينية إلى حكم القطاع، مع تعديلات عليها أو تسليم الحكم لحكومة تكنوقراط، أو حتى إشراف مصري مع قوة سلام دولية لحفظ الأمن على الأرض، إلا أن أياً منها لم ينل نصيبه من التوافق الدولي والإقليمي بعد.