النجاح الإخباري - أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، سيطرتها بشكل كامل على تلوث المياه الذي جرى في بلدة بيت فوريك بمحافظة نابلس، وأدى لإصابة العشرات بحالات التوعك والإسهال في البلدة.

وأضافت الوزارة في بيان صحفي، اليوم الأحد، أنه بعد ظهور العديد من حالات التوعك المعوي والإسهال في بلدة بيت فوريك، قامت بجمع عينات مياه من أماكن الضخ الرئيسية للبلدة، وكانت العينات المأخوذة غير مكلورة، وهذه مهمة البلدية، إضافة الى جميع العينات التي تم تجميعها من أماكن مختلفة أظهرت عدم وجود كلور، حيث أن المصدر نفسه لم يكن مكلوراً، اضافة الى الماء الذي كان يباع في البلدة كان من مناطق موبوءة وغير مكلورة أيضاً.

وقالت إنها قامت وعلى إثر ذلك بفتح عيادة الصحة الحكومية طوال الليل وأخذ قرار بفتح العيادة في أيام العطل الرسمية ما دام هناك حاجة لذلك، إضافة إلى تزويد العيادة بالكوادر الطبية من مستشفى رفيديا الحكومي باختصاصي أطفال واختصاصي طوارئ، إضافة الى كوادر مديرية الصحة.

وأشارت الوزارة إلى أنه تمت معاينة ما يزيد عن 600 حالة في البلدة من مختلف الأعمار وتم التعامل مع جميع الحالات في داخل العيادة وفي اي وقت حيث تم تقديم العلاج والتشخيص وكل ما يحتاجه المريض مجانا.

وأوضحت وزارة الصحة أنه تم الاعلان على صفحة البلدية ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال سماعات المساجد عن عدم استخدام المياه وشربها إلا بعد غليها، خاصة أن الاستقصاء الوبائي أفاد بأن العامل المشترك للعدوى هو الماء.

وقامت الكوادر الصحية بأخذ العديد من عينات المياه وتم فحصها في مختبر الصحة العامة المركزي في رام الله، وأثبتت النتائج أن العديد من العينات كانت ملوثة وهذا ما كان متوقعا، إضافة إلى قيام الوزارة بإرسال طواقمها من جميع محافظات الشمال جنين، وطولكرم، ونابلس، وسلفيت، وقلقيلية، وطوباس، وقام ما يزيد عن 60 موظفا من صحة البيئة بعملية مسح ميداني للبيوت من أجل تعقيم جميع الخزانات وجميع الآبار بمادة الكلور التي وزعتها وزارة الصحة للجميع مجانا.

وقالت الوزارة: إنه تم تحويل بضعة حالات الى المستشفى الحكومي، وتم التعامل مع هذه الحالات وجميعها تماثلت للشفاء وخرجت من المستشفى، وجرى علاج جميع هذه الحالات مجاناً، فيما جرى أخذ عينات براز لبعض المرضى حيث تبين بالفحص الزراعي للعينات أن السبب الرئيسي للتلوث هو بكتيريا تسمى "شيجيلا " (Shigella ).

وجرى أخذ عينات يومية من مصادر مختلفة في البلدة من بيوت وجد بها إصابات، ومن مصادر المياه ومن الآبار والخزانات المختلفة للتأكد من نجاعة الكلور والتزام المواطنين بالتعليمات الصادرة عن الوزارة.

وأشارت الوزارة إلى التنسيق والتعاون الدائمين مع محافظة نابلس لاحتواء هذه الأزمة، حيث قامت نائبة المحافظ عنان الاتيري بالتعاون مع الشرطة بإحضار جميع بائعي تنكات المياه وتوقيعهم على تعهد بعدم إحضار الماء من أماكن موبوءة.

وأكدت أنه خلال ثلاثة أيام تمت السيطرة على الوضع، والحالات كانت في فترة حضانة، وبعد ذلك كان هناك هبوط كبير لعدد الحالات التي تحضر إلى العيادة، وهي التي تكون عادة نتيجة لعدوى ثانوية من شخص الى آخر، والآن يمكن القول أنه تم السيطرة على التلوث نهائيا.

وأضافت أنه تم في مساء يوم أمس إعلام أهالي البلدة من خلال سماعات المساجد للإبلاغ اي منزل لم يتم تعقيم آباره أو خزاناته بمادة الكلور الحضور إلى عيادة وزارة الصحة للحصول عليه، إضافة الى من قام بشراء ماء بعد كلورة خزاناته وآباره.

وقدمت وزارة الصحة شكرها لجميع طواقمها الذين عملوا ليل نهار في الميدان وفي المختبرات واستطاعت حصر تلوث المياه والسيطرة عليه بفترة قياسية.