رمزي عودة - النجاح الإخباري - تعرض قطاع التعليم في فلسطين للعديد من الانتهاكات الاسرائيلية خلال العام الجاري، حيث قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي باستهداف المدراس والجامعات في غزة في عدوانها الأخير على القطاع في مايو/ أيار الماضي، فدمرت نحو 40 مدرسة، وتشرد نحو 300 ألف طالب لم يستطيعوا الجلوس على مقاعد الدراسة بسبب لجوء أكثر من 48 ألف فلسطيني إلى مدارس القطاع بسبب استمرار أعمال القصف.

هذه الأعمال العدوانية لم تقتصر على المدارس فقط، وإنما طالت الجامعات ومراكز الفكر تماما كما حدث في قصف الجامعة الاسلامية وجامعة القدس المفتوحة. واستمر استهداف قطاع التعليم من قبل قوات الاحتلال في الضفة الغربية، حيث تُهدد أكثر من 53 مدرسة بأوامر الهدم الاسرائيلية، وتحاصر المدارس الفلسطينية الموجودة في مناطق "ج" بحواجر التفتيش العسكرية، وتقوم جماعات المستوطنين الارهابية بهجمات شبه يومية على طلبتنا في هذه المناطق. وتعتقل قوات الاحتلال الاسرائيلي أكثر من 77 طالبا جامعيا في سجونها، ومنهم من يخضع للاعتقال الاداري. ويعاني هؤلاء الطلبة المعتقلون سوء المعاملة وظروف اعتقال سيئة تخالف قواعد اتفاقيات جنيف.

وفي موضوع القدس، تقوم حكومة الاحتلال بمحاولات حثيثة وممنهجة لتهويد قطاع التعليم، حيث حولت المناهج التعليمية في المدراس العربية من المناهج الفلسطينية والأردنية التي كانت سائدة قبل احتلال المدينة عام 1967، وأخضعتها لمناهج تدار من قبل "إدارة المعارف الاسرائيلية"، وتقوم قوات الاحتلال في المدينة المقدسة بهدم بيوت الطلبة بشكل مستمر وطردهم من بيوتهم كما يحدث في الشيخ جراح وسلوان وغيرهما، كما تنفذ هذه القوات إجراءات الحبس المنزلي للعديد من الطلبة الأطفال في منطقة القدس بحجة منعهم من التظاهر ضد الاحتلال، وكل هذه الاعتداءات تؤثر سلبا على الحالة النفسية لطلبتنا في القدس المحتلة، وتمنعهم من مواصلة تعليمهم.

ومن أجل حماية قطاع التعليم في "مناطق النزاع"، خصصت الأمم المتحدة يوم التاسع من أيلول من كل عام لإحياء اليوم العالمي لحماية التعليم من الهجوم في "مناطق النزاع"، ومن أجل تفعيل واستغلال هذا اليوم لفضح انتهاكات الاحتلال المستمرة على قطاع التعليم في فلسطين، أطلقت كل من الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والضم وجامعة القدس المفتوحة سلسلة من الفعاليات الوطنية في كل فروع جامعة القدس المفتوحة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وشملت هذه الفعاليات تصدير بيانات تنديد، ونشر أوراق حقائق عن انتهاكات الاحتلال، ووقفات تضامنية من قبل الطلبة والكوادر التعليمية وغيرها من الفعاليات التي عبرت عن أهمية إنقاذ قطاع التعليم الفلسطيني من جرائم الاحتلال. وشاركت العديد من الجامعات الفلسطينية في وقفات تضامنية مماثلة مثل جامعة خضوري وجامعة الأزهر وجامعة فلسطين وغيرها، كما شاركت العديد من منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة بهذه الفعاليات.

في المحصلة، طالبت جميع هذه الفعاليات، بضرورة قيام المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حماية التعليم في فلسطين، كما دعت "الجنائية الدولية" لمحاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين الذين تورطوا مباشرة بالعدوان على المدارس والطلبة الفلسطينيين.

من جانب آخر، ناشدت فعاليات التضامن الرئيس أبو مازن الراعي الأول للتعليم في فلسطين بضرورة تشكيل لجنة وطنية ممثلة من كافة قطاعات المجتمع ذات العلاقة يكون هدف هذه اللجنة رصد انتهاكات الاحتلال بقطاع التعليم والتي تصل الى مرتبة جرائم الحرب، كما تعمد هذه اللجنة إلى تقديم تقارير دورية الى منظمة اليونسكو ومنظمة اليونسيف عن جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق التعليم تمهيدا لرفعها الى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.