نابلس - حمادة فراعنة - النجاح الإخباري - بعد نجاح رشيدة طليب عضواً في مجلس النواب الأميركي، أدى عبد المجيد عبد الهادي اليمين القانونية رئيساً لقضاة مدينة باترسون في ولاية نيوجيرسي الأميركية، كأول فلسطيني يصل إلى هذا الموقع، بعد أن شغل عدة سنوات مدعياً عاماً، ثم قاضياً، قبل أن يتولى منصب قاضي القضاة، في مدينة يرأس بلديتها أيضاً الفلسطيني أندريه الصايغ. 

عبد المجيد عبد الهادي من قرية دير دبوان شرق مدينة رام الله، والصايغ من فلسطينيي مناطق 48، ورشيدة طليب من قرية بيت حنينا شرق القدس، تعبير عن حالة فلسطينية نشطة تعمل باتجاه تعزيز مكانتها داخل المجتمع الأميركي الذي يتيح الفرص في التقدم بعيداً عن التعصب والانعزالية، والوصول للموقع الذي يستحقه الإنسان، اعتماداً على قدراته ومهنيته وشخصيته، وهي عوامل وأجواء وفرص استغلها اليهود ووظفوها لتعزيز مكانتهم في مؤسسات صنع القرار وتوظيفها لخدمة مشروعهم التوسعي الإسرائيلي، فباتت السياسة الأميركية مرهونة نحو العالم العربي وخاصة نحو فلسطين بمصالح ورؤية اليهود الداعمين والمؤيدين للسياسات الإسرائيلية، وباتت القرارات الأميركية أسيرة لما يتمتع به اليهود من نفوذ وتفوق وسيطرة. 
الفلسطينيون والعرب والمسلمون بدؤوا ينتبهون لأهمية دورهم، وتعزيز مكانتهم، والوصول إلى مؤسسات صنع القرار في الولايات المتحدة، خدمة أولاً لذواتهم وحياتهم وتحسين مستوى معيشتهم في بلد بات خيارهم، وثانياً خدمة لقضايا أصولهم وهي حيوية تحتاج إما لدعم الولايات المتحدة على المستوى الدولي أو على الأقل عدم وقوف الولايات المتحدة ضد قضايا شعوبهم، وهذا ما يعملونه ويصرون على إبرازه، وما المعارك التي تخوضها النائب رشيدة طليب من الحزب الديمقراطي، سوى انعكاس لهذه السياسة التي استفزت الرئيس ترامب الجمهوري وطالب بمعاقبتها وبفصلها لاتهامه لها باللاسامية لوقوفها مع قضية شعبها الفلسطيني، مؤيدة لحركة B.D.S  التي تدعو لمقاطعة المستعمرة الإسرائيلية أكاديمياً وتجارياً.    
الوعي المجتمعي لدى الفلسطينيين في الولايات المتحدة وأيضاً في أوروبا، فتح لهم بوابات الشراكة السياسية والمؤسسية، إدراكاً منهم أن الانخراط في مؤسسات صنع القرار يوفر لهم فرص التقدم والطمأنينة والتفوق مثلهم مثل كل أبناء القوميات المهاجرة الذي اكتسبوا المواطنة والجنسية، ونالوا نصيبهم من المواقع اعتماداً على التفاني والرغبة في العمل والانخراط في الحقل العام.   
المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي قام على عاملين: أولهما مبادرة الحركة الصهيونية وهي عامل لم يفتقده الشعب الفلسطيني، فقد بادر لبلورة حركته السياسية وقيامها وتقدمها ممثلة بمنظمة التحرير وفصائلها وفعالياتها، وثانيهما اعتماداً على دعم دول وتنظيمات ونفوذ لدى البلدان الكبرى صانعة القرارات، وهو ما افتقده الشعب الفلسطيني رغم حاجتهم إليه، ومن هنا تبرز قيمة ما يفعلونه داخل الولايات المتحدة وأوروبا وأهمية خدمة قضية شعبهم العادلة من داخل هذه البلدان المهمة.