موفق مطر - النجاح الإخباري - لا تتفاجأوا.. لأن فرعهم في فلسطين المسمى (حماس)  لم يشذ يوما عن القاعدة، فالاغتيال الثقافي والسياسي والجسدي أركان رئيسة في عقيدة الاخوان المسلمين.
 لا يهمنا نفي اسماعيل هنية أمام الصحفيين المصريين في القاهرة قبل أيام، لعلاقة حماس بالاخوان، لأن سلوك أمراء ومشايخ حماس الاجرامي يؤكد التبعية العمياء والصلة العضوية التي يمكن وصفها (بالوراثية) لدى الجماعة!!
لم تكن محاولة اغتيال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أحمد حلس أبو ماهر في قطاع غزة الذي يسيطر عليه عسكر حماس منذ انقلابهم في العام 2007 إلا تعبيرا واقعيا عن تأصل هذه الأركان لدى الاخوان المسلمين أيا كانت مسميات مشتقاتهم.
لا يلجأ الاخوان وفرعهم في فلسطين حماس إلى الاغتيال الجسدي اضطرارا، وإنما يعتبرونه فرضا، وواجبا، يقنعون به (اتباعهم المُضَلَّلين) إنه سبيل من سبل الجهاد يقربهم إلى الله، ويفتح دروبهم إلى الجنة!!
قد لا يتسع المقال لسرد جرائم الاخوان المسلمين عموما وفرعهم في فلسطين (حماس) خصوصا، ولعل محرك البحث غوغل سيكون المرجع الأعظم لوضع اليد على سجلهم الاجرامي الذي ابتدأ منذ اللحظة الأولى لتشكيل الجماعة، حتى وإن ابتدأوا في مسار الاغتيال الثقافي قبل تمكنهم والانتقال فيما بعد إلى مسار الاغتيال السياسي والجسدي.
ما زالت صور جرائم عسكر ومشايخ وأمراء حماس بكامل وضوحها لدى الفلسطينيين لأنها بالنسبة لجرائم  جماعة الاخوان في أقطار عربية وتحديدا مصر العربية  وسوريا  تعتبر حديثة العهد حتى يمكننا القول إن الفارق بين جرائم الجماعة في مصر مثلا وفلسطين أكثر من ستين عاما، فالاخوان اتخذوا الاغتيال لمنع تجسيد الدولة الوطنية، ومناهضة الفكر القومي، وحاربوا الأفكار والنظريات التحررية التقدمية في الدول والمجتمعات العربية، قبل أن تأتيهم الأوامر بتوجيه كابينة الاغتيال بأنواعها وتركيزها في فلسطين، لوأد المشروع الوطني الفلسطيني، وتكسير ملامح الهوية الوطنية الفلسطينية التي بلورتها حركة التحرر الوطنية خلال عقود من الكفاح والنضال بعد انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة في عام 1965، اثر استشعار المحتل الاستعماري الاستيطاني العنصري الاسرائيلي بوادر لدى المجتمع الدولي واتجاهه نحو حل سياسي للقضية الفلسطينية وانطلاق مرحلة جديدة مع انعقاد مؤتمر مدريد في العام 1991.. بعد ثلاث سنوات على الانتفاضة الشعبية الكبرى الأولى في العام 1987 التي استغلها الاخوان المسلمون لإعلان انطلاق فرعهم في فلسطين (حماس) ، وابتداء العمل على حرف بوصلة العمل الوطني الفلسطيني بعد قرار قيادة حركة التحرر الوطنية اعادة مركز ثقله الرئيس الى موضعه الطبيعي على أرض الوطن في فلسطين المحتلة.
لماذا الآن محاولة اغتيال عضو مركزية فتح؟! رغم أن حماس مارست الاغتيالات والتصفيات الجسدية وغطتها بالفتاوى من مشايخها حتى أنهم قد هيأوا لمنتسبيهم المضللين مكانة سامية ورفيعة في "الجنة" بمستوى رتبة الضابط في الأمن الوطني الفلسطيني أو قيادات حركة فتح الذي يتم اغتياله!.
محاولة اغتيال أبو ماهر حلس حسب قراءتنا لمنهج الاخوان كانت لإعادة جماهير الحركة الوطنية الفلسطينية عموما وجماهير حركة فتح خصوصا في غزة إلى مربع الرعب والخوف، فالجماهير في قطاع غزة كسرت الحواجز النفسية وحتى المادية الملموسة التي وضعتها حماس وخرجت في مسيرات مؤيدة للرئيس ولمنظمة التحرير الفلسطينية وأزالت كل يافطات "ارحل" التي رفعتها حماس كشكل من أشكال التشكيك بشرعية الرئيس أبو مازن، وشرعية المنظمة كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني.
محاولة اغتيال القائد في حركة فتح  أبو ماهر حلس جاءت كهجوم مستبق– وإن لم يكن مباغت– من العقل المدبر للانقلابيين الانفصاليين الاخوان المسلمين فرع فلسطين حماس، هجوم على شخص أبو ماهر لكن المستهدف هو الجماهير الوطنية على تنوع انتماءاتها السياسية، وربما أدرك أخوتنا في فصائل منظمة التحرير أنهم مستهدفون أيضا، خاصة بعد المواقف الصريحة والواضحة الايجابية من قادة الفصائل فيما خص التمثيل الشرعي والوحيد للمنظمة، وشرعية الرئيس أبو مازن.
قد تكون مهمة معرفة (الأدوات البشرية) التي استخدمتها حماس في الجريمة، لكن الأهم أن يعرف المواطن الفلسطيني أن الانقلابيين الدمويين الذين سيطروا على قطاع غزة بالارهاب والقتل والجريمة لن يتورعوا عن إعادة المشهد إلى الشارع الفلسطيني لمجرد شعورهم أن الجماهير بدات تعي حقيقة حماس باعتبارها نموذجا (لمستخدمي الدين) ومزوري العقيدة لصالح اجنداتهم السياسية السلطوية الدنيوية، ولعلنا في هذا المقام نذكر بتهديدات مسؤولين حمساويين كبار والجهر باستعدادهم لتسييل دماء قادة ومناضلي حركة فتح إن أصروا على تنظيم مهرجان بمناسبة دخول الثورة الفلسطينية عامها الرابع والخمسين في مطلع شهر كانون الثاني/ يناير الماضي.
 تعَلَّم مشايخ حماس من منهج وسياسة دولة الاحتلال استراتيجية (الضربة الاستباقية) كلما استشعرت نهوضا في الحالة الوطنية الفلسطينية على أمل اضعاف ارادة الجماهير الفلسطينية عبر ردعها بالعنف والدم، واختيار أهداف حساسة تحقق الغرض من الضربة (الجريمة) فمارسوا الاغتيال والقتل في غزة وفي كل مكان استطاعوا.. لكن مشايخ  وأمراء حماس يعرفون أن اخلاقيات فتح الوطنية تمنعها عن سفك الدم الفلسطيني، فهذا  بالنسبة لنا خط أحمر، وكذلك الاغتيال فإنه خارج منهجنا اطلاقا ولا مكان له في تفكيرنا لحسم الخلافات في الصف الفلسطيني، أما في ميدان الصراع مع الاحتلال فإنهم يعلمون ويعرفون جيدا أن حركة فتح لم يعجزها الرد ابداً، وما عليهم إلا قراءة حيثيات عمليتي (فندق سافوي)  و(كمال عدوان) اللتين كانتا ردا قاسيا جدا– قتلى وجرحى بالعشرات- على الاحتلال اثر اغتياله القادة كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار.

عن الحياة