د. صبري صيدم - النجاح الإخباري - وزير التربية والتعليم العالي

بعد أن هدأت أصوات "المفرقعات والألعاب الناريّة"، دارت عجلة الاستعدادات في وطننا، معلنة بدء احتفالات طلبتنا وذويهم ومجتمعهم بالإنجاز؛ ليدون أوائل الفروع المختلفة من معظم مديريات التربية والتعليم والعالي في المحافظات الشمالية والجنوبية أسماءهم درراً في سفر العطاء رغم كل التحديات الماثلة في الطريق.

بعد كل هذه المعطيات، حان الوقت لنقول "شكراً"،،،

بداية نقول: شكراً للشعب المصر على العلم، ولكل من أعلى راية البناء والعطاء، وحرص على أن يكون جهده جزءاً لا يتجزأ من إنجاح امتحان الثانوية العامة " الإنجاز" هذا العام.

للقدس الحاضرة التي لا تغيب؛ نقول لأهلها شكراً، فهي المتمسكة بخيار العلم رغم استهداف الاحتلال لنظامنا التعليمي هناك؛ وهذه المرة جاء الرد إبداعيّ الطابع، تعليميّ الوقائع، بحضور لافت للطالبة لما داودي الأولى على الفرع العلمي؛ وأربعة معها من طلبة القدس على لائحة الأوائل على مستوى الوطن، وهي رسالة وللحديث بقية في الوقت الذي لمّا يزل فيه طلبة القدس ومعلموها وأهلها يكتبون فصلاً جديدا ًمن فصول الحكاية.

وللصامدين في مضاربنا البدوية... في الخان الأحمر وأبو النوّار والمسافر وغيرها من التجمعات، وفي البلدة القديمة في الخليل نقول: شكراً، شكراً لصمودكم الأسطوري والبقاء شوكة في حلق الاحتلال رغم كل المحاولات الرامية إلى اقتلاعكم وتشريدكم.

هناك في غزة الحبيبة، فرحة كبيرة لكنها لم تكتمل؛ ففي زوايا الروح حزن لا يُفارق على رحيل من فارقوا من طلبة الإنجاز في مسيرات العودة في غزة، وإذ نترحّم عليهم لنقول لهم أيضاً: شكراً لأنكم علمتم الدنيا كيف يكون الوطن أول البدايات وأول الخيارات؛ فطوبى لكم وقد رحلتم بعد أن تسيدتم قمّة المشهد.

وللقابعين خلف القضبان، ومن بينهم الأسيرة الطالبة عهد التميمي والتي تتأهب لتقديم امتحان الإنجاز هي والمئات من زملائها وزميلاتها داخل معتقلات الاحتلال نقول: شكراً على قوة العزيمة وقهر الجلاد.

للذين واصلوا العطاء في مدارس الإصرار التي أنشأتها الوزارة في المشافي لخدمة الطلبة الذين يخضعون للعلاج لفترات طويلة، لهم كل الشكر على روح الإرادة، وهنا نستذكر الطالبة وجدان غياظة التي غيبها الموت ولم يمهلها قليلاً؛ لتحتفي بنجاحها في الإنجاز، وللطالبة ندى يوسف قشقيش إحدى طالبات مدارس الإصرار نقول: أيضاً شكراً على قهرها للمرض الذي لم يمنعها من التفوق والتميز.

ولا ننسى الذين ناهزت أعمارهم الخمسين عاما لكن السنوات لم تفتّ في عضد عزيمتهم، وما زالوا يسعون إلى تحقيق حلمهم بنيل شهادة الثانوية العامة كما هي حال الأسيرة المحررّة السبعينية خديجة أبو عرقوب، لها ولكل الدراسين الطامحين في نهل العلم والمعرفة نقول شكراً.

ولطلبتنا الأوائل من المحافظات جميعها من جنين حتى رفح؛ إذ رسموا لوحة زاهية من الفرح، نقول لكم شكراً.

ولزملائي أعضاء لجنة الامتحانات العامة الذين بذلوا كل جهد مستطاع لإبراز التميز في امتحان "الإنجاز" وفي غيره من محطات التطوير التربوي، لهم جميعاً نقول شكراً.

شكراً لطواقم الوزارة من معلمين ومديري مدارس ومديري التربية والتعليم العالي وإداريين ومشرفين ومرشدين الذين جسدوّا أسمى معاني التفاني بتميز واقتدار سواء في عمليات المراقبة أو التصحيح وغيرها من العمليات الإدارية المرافقة للامتحان في مراحله كافة.

شكراً لكل المحافظين ومؤسساتنا وأجهزتنا الأمنية وفصائل العمل الوطني وشركتي الاتصالات وبلدياتنا ومجالسنا القرويّة ومجالس أولياء الأمور وأهالي الطلبة كافة، ولكل إعلاميينا ولمنظمة اليونيسف وشركائنا الوطنيين في القطاع الخاص والمجتمع المدني، وكل من أسهم من المؤسسات الدولية والوطنية والأفراد، فلولا التفافكم وجهودكم وعطاؤكم لما كان لهذا الجهد الكبير أن يلامس النجاح الباهر.

وشكراً لسفرائنا وطواقم سفاراتنا والإداريين والمعلمين وجميع العاملين في مدارسنا في كل من دول قطر ورومانيا وبلغاريا التي تواصل ولا تزال تتبنى في مدارسنا الثلاث كل الخطوات التطويرية التي نقوم بها ومنها امتحان الإنجاز.

وختاماً نقول: شكراً للقيادة الفلسطينية والحكومة بجميع أركانها التي أولت هذا الامتحان وكل جهود وزارة التربية والتعليم العالي جلّ عنايتها، لتكون جهود التطوير التربوي موضع اهتمامها الدائم.

شكراً لكم، والشكر يطول لكنه لا ينتهي.... لأنه لامس فضاء الروح مؤكداً أنْ لا سقف لطموح متى ما اقترن بالإصرار على الإنجاز، فلا مكان لليأس لدى من لم يحالفهم النجاح المنشود في هذه الدورة؛ فمساحة الأمل قادمة في الرابع من آب عبر الدورة الثانية من امتحان الإنجاز.

عن القدس