بشار دراغمة - النجاح الإخباري - في نابلس لا يعرفون الكنافة إلا مع الجبن البلدي، لا يؤمنون بأي إضافات أكثر من "رشة" فستق حلبي تعلو "السدر"، لا يتقبلون أيَّ مذاق آخر لها ونشروا ذلك في فلسطين وخارجها، فأصبح للكنافة شكلها التقليدي غير القابل للتشكيك.
ماذا لو جاء معلم الكنافة وقرَّر إضافة البصل والثوم لها، هل سيتقبل الفلسطيني ذلك؟ وأي نكهة "سيتحفنا" بها بعد أن أساء للكنافة وأثار غضب كل الحلويات على وجه المعمورة.

"خلونا" من موضوع الكنافة، اليوم سألت شيخًا غيَّر لون لحيته إلى الأحمر مستخدمًا الحناء الطبيعي، وحفَّ شاربه، لماذا لا تتطور الدروس الدينية لدى علماء المسلمين عبر الفضائيات ولا تواكب الاحتياجات المجتمعية، فالكثير من الظواهر تطفو على السطح ولا يتم معالجتها، بينما يكرّر عالم الدين في أكثر من حلقة شروحاته عن طريقة الاغتسال والتيمم، وآخر يحدثنا مرارًا عن طريقة ارتداء النعال، بينما هناك قضايا ملحَّة نحتاج إلى سماعها، فنريد تفسيرًا كيف ظهر تنظيم داعش، ونريد شيخًا يخبرنا كيف نحافظ على أبنائنا في ظلِّ كل هذه الثورة التكنولوجية، قاطعني الشيخ – سامحه الله- قائلًا "يا أخي من أكل كنافة ثم شرب ماء كأنَّما لم يأكل شيئا" فلا بد من التكرار، أخبرته بتذوق الكنافة بالبصل والثوم بتأكيد لن يفلح الماء في إزالة الطعم لفترة طويلة، لم يفهم الشيخ مقصدي، لكن لم أرد تأخيره عن صلاة العصر.

ما قصة الكنافة، كلما ننتقل لحديث حتى تأتي سيرتها على كل لسان، فقبل ذلك بأيام سألت شابًا عاطلًا عن العمل، لماذا لا يتنازل عن طموحه بالحصول على وظيفة مكتبية بشهادة المحاسبة ويعمل في أي مهنة، فما كان منه إلا أن دعاني إلى تناول وقية كنافة وقال "كل كنافة واسكت". حمدت الله أنَّها كانت كنافة بالجبن البلدي الطازج ولم يخالطها لا ثوم ولا بصل.