النجاح الإخباري - شهدت مدينة القدس يومًا أسودًا،  تملؤه العنصرية والكراهية والاستفزازات كما وصفه أهالي المدينة، في الذكرى الخمسين لاحتلال الشق الشرقي من المدينة، وأطلق عليه إسرائيليًا "اليوبيل الذهبي لتحرير القدس"، وقد بدأ باقتحامات مكثفة بأعداد غير مسبوقة للمسجد الأقصى المبارك، وانتهى اليوم بمسيرة "الإعلام" التي اخترقت شوارع القدس الغربية والشرقية، وتخللها إغلاق للطرق وتضييق على الحواجز، وعرقلة حياة السكان.
 

اقتحامات الأقصى.

اقتحم المسجد الأقصى (968) مستوطنًا خلال فترة الاقتحامات الصباحية وبعد ظهر يوم أمس، حيث أكَّدت هيئات إسلامية على أنَّ هذا العدد يعتبر سابقة خطيرة جدًا لم يسبق لها مثيل منذ عام (1967)، واعتدت قوات الاحتلال على حراس المسجد الأقصى خلال أدائهم عملهم في المسجد، خلال فترة الاقتحامات الصباحية وبعد الظهر، وأُصيب أربعة من الحراس بجروح ورضوض، واعتقل ثلاثة منهم ومدد توقيفهم لصباح اليوم الخميس.

وحمّل مجلس الأوقاف والهيئة الإسلامية العليا ودائرة الإفتاء الفلسطينية ودائرة الأوقاف والمقدسات الإسلامية حكومة الاحتلال التي تقوم بتوفير الحماية للمتطرفين، المسؤولية الكاملة عمَّا جري ويجري من خلال إصراراها على استكمال برنامجها التهويدي في الأقصى والتي تريد من خلاله تحقيق حلمها التوراتي الخرافي في إقامة الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى.



وأكَّدت الهيئات في بيان لها على أنَّ الاعتداء على الحراس والمصلين وإبعادهم واعتقالهم كان الهدف منه تجفيف الوجود الإسلامي في الأقصى، وناشدت العالم العربي والإسلامي والعالم الحر للتدخل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ومحاكمة المسؤولين عن الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الأقصى.
 

ولم تخلُ القدس القديمة وأبواب المسجد الأقصى طوال ساعات الأربعاء من المسيرات والجولات الاستفزازية، ناهيك عن الصلوات التي أقيمت على أبواب المسجد من الجهات الخارجية إضافة إلى شروحات عن الهيكل المزعوم.

وقام مجموعة من نشطاء السلام بتشكيل سلسلة أمام باب العمود تزامنًا مع بدء توافد المستوطنين إلى المكان، إلا أنَّ قوات الاحتلال اعتدت عليهم بالضرب وأبعدتهم عن المكان بالقوة.