النجاح الإخباري - عقد مركز الإعلام في جامعة النجاح الوطنية اليوم الخميس، مؤتمرًا صحفيًّا للوقوف على حيثيات الزلازل التي ضربت المنطقة وآلية التعامل معها.

وتم المؤتمر بحضور نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د. عبد السلام الخياط، ومدير مرصد الزلازل د. رضوان الكيلاني، ومدير مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث د. جلال الدبيك، وبلدية نابلس، والدفاع المدني، ومدير المركز الوطني لإدارة مخاطر الكوارث حسن العيلة، وجمهور من صحفيي وسائل الإعلام المحلية والعربية.
وقال د.عبد السلام الخياط إنَّ جامعة النجاح باحتضانها مرصد الزلازل منذ سنوات تؤدي دورًا مجتمعيًا مهمًّا، وتحرص على أن تكون سبّاقة في جميع الميادين، لافتًا إلى أنّه سيتم إصدار فيديو للتعليمات حول الزلازل نفسيًّا وصحيًّا، وكيف نتصرف حال وقوع هزات أو ارتدادات، أو حتى كوارث طبيعي أخرى لا قدر الله.


وتحدّث مدير مرصد الزلازل د.رضوان الكيلاني في ثلاث محاور رئيسة تتعلق بسبب الدمار الكبير الذي أحدثه زلزال تركيا وسوريا، والنشاط الزلزالي في المنطقة، واحتمالية حدوث زلزال قوي في حفرة انهدام البحر الميت بما فيها فلسطين.
وأوضح أنَّ سبب الزلزال الكبير الذي حصل في تركيا وسوريا هو طبيعة ونوع الزلازل التي تحصل في تركيا، إذ إنها من الأنواع المدمّرة نظرًا لموقعها فوق صفيحة الأناضول جيولوجيًّا، وبسبب حركة الصفائح التكتونية، وهي أجزاء كبيرة من القشرة الأرضية، وصفيحة الأناضول مضغوطة بين صفيحتين، العربية في الجنوب والأورآسيوية في الشرق، لافتًا إلى أنَّ حركة تصادمية في الصدع الشرقي نتيجة اصطدام الصفيحة العربية، (وهي في حركة مستمرة)،  أزاحت صفحة الأناضول عكس عقارب الساعة محدثةً كسرًا بطول 100كم، نتج عنه زلزال مدمر يعتبر من الأشد عالميًا.

بدوره قال مدير مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث د. جلال الدبيك: "إنَّ هناك تأثيرات غير مباشرة يصعب تحديدها، ويمكن أن نشهدها مستقبلًا، وشرح أهمية الاستعداد المسبق، ومحاولات التصدي للكوارث الطبيعية إذ إن الزلازل لا تقتل إنما المباني قاتلة، على حد تعبيره، معللًا بأنَّ  قوة الزلزال وعمقه لها علاقة بالزلزال نفسه لكن ثبات المباني يعتمد على متانتها وطريقة بنائها بالإضافة إلى عامل تأثر الموقع، والتضخيم الزلزالي، مؤكّدًا أنّ الزلازل والكوارث بشكل عام هي أمر رباني لا يمكن التنبؤ به أو تداركه لأي دولة مهما بلغت قوتها.

وتحّدث الدبيك عن الساعات الأولى لوقوع الزلازل والتي تسمى علميًّا الساعات السوداء، نظرًا لأهميتها وعمق المأساة فيها، مشدّدًا على أنها تحتاج منظومة متكاملة من الاستعدادات  لتدارك موضوع المأساة قدر الإمكان.
وأشار إلى أنّ لفلسطين خصوصية نظرا لكونها دولة تحت احتلال ما يمنع وصول مساعدات دولية لها قبل 72 ساعة على أبسط تقدير، ما يحتم علينا الاستعداد والتدريب، بقوله: "من هذا المنطلق سعينا جاهدين لتعزيز قدراتنا واستعداداتنا خلال شهر ونصف من العمل المضني، وحاليا قليل من الدول المجاورة تمتلك ما تمتلكه فلسطين من إمكانات، من خلال مشاريع أنجزت خلال سنة وشهرين، من خلال المركز الوطني لإدارة مخاطر الكوارث انطلاقا من مقولة الأكثر احتمالا والأكثر حدة، مع التركيز على حدية هذه الكوارث من خلال إيقاف شدة المخاطر المحتملة، وأن نتجه لمعالجة المباني القائمة من فئة المدارس والمستشفيات، ثم إدارة الكوارث المتبقية من خلال تحديد لجان طوارئ تتعامل مع الكوارث وتوفير الإيواء وسيارات الإسعاف، وبناء قدراتنا مجتمعيا من خلال لجان إسناد طوارئ، وتدارك نقاط الضعف، واستغلال نقاط القوة الكامنة".

وتابع: "حيث تم إنتاج خرائط الأخطار المختلفة وما ينتج عنها، وتم تحديد حجم الخسائر المحتملة في كل تجمع فلسطيني، جهد هائل تم بذله لعدة سيناريوهات لزلازل وفيضانات وثلوج، وأمور أخرى، كما تم عمل دليل لتطوير المدن، ورفع قدرتها على الصمود، وتدريب عشرين بلدية كيف تستخدم الدليل وتنشئ خطتها الخاصة، وتم تدريب كوادر المركز الوطني، وكوادر الفريق الفني من جميع المؤسسات والوزارات لتفهم هذه المنظومة الشاملة المتكاملة، وتم عمل دليل لتصميم المنشئآت المهمة والمستشفيات والمدارس، ومعالجة القائم منها، في خطة استراتيجية ممنهجة، ضمن مشروع عن طريق البنك الدولين وصندوق تطوير وإقراض البلديات، لا يمكن تحقيق مخرجاته إلا ضمن إدارة سياسية".

وختم الكيلاني حديثه إنَّ اكثر المناطق المرشحة لحدوث زلزال في فلسطين هي منطقة وادي عربة، إلا أن قوة زلزال تركيا وسوريا يتبعها ردات فعل وهزات متوسطة غالبا.
وتم توجيه رسائل ومطالبات من الحكومة  لتطوير المرصد ودعمه كأولوية وطنية كأحد رموز السيادة في البلد.

وقدّم مدير العلاقات العامة والإعلام في الدفاع المدني في نابلس، محمود مصلح مجموعة من التوصيات والإرشادات التي تضمن أمن وسلامة المواطنين في حال وقوع كوارث طبييعة من ضمنها الزلازل.

ودار نقاش واعٍ وهادف بين الصحفيين والمتخصصين حول موضوع الزلازل، ومدى تأثير الهزات المتتالية على منطقتنا، وأثيرت الكثير من القضايا التي تجيب على تساؤلات الناس وتطمئنهم، بما فيها التعامل مع تدفق المعلومات، وتوخي مصادرها وصحتها، وحول الكود الزلزالي ومدى تطبيقه وتنفيذه بالمنشآت للحد من الزلازل.

وأجمع الحضور على أهمية الدور الإعلامي في التخفيف من صدمات الكوارث قبل وحال وقوعها، وإيصال المعلومات من أصحاب الخبرة والاختصاص، وعمل حملات توعية لجميع شرائح المجتمع من خلال الإعلام إذ إننا نعيش عصر العولمة لكن السيطرة للخبر.