رامي مهداوي - النجاح الإخباري - «إحنا بنينا دول... إحنا بمنعطف تاريخي... العالم بنظر إلنا.. والتحدي بنقدر نبني الدولة الفلسطينية... نعم نعم.. نعم.. ويا جبل ما يهزك ريح» هذه إحدى جمل خطاب الشهيد الأب ياسر عرفات في أول زيارة له أمام أهل محافظة طولكرم يوم أعلنها مدينة فلسطينية محررة تحديداً بتاريخ 31-12-1995.

تأتي ذكرى رحيل الأب الراحل ومحافظة طولكرم تشتعل داخلياً بسبب حالة الإهمال التي تعانيها من مختلف الاحتياجات التنموية البسيطة، وعدم الاكتراث من قبل كافة الشخصيات والقيادات أينما تواجدوا في النظام السياسي الفلسطيني والمؤسسات المكونة له.

مدينة طولكرم وضواحيها والقرى والمخيمات التابعة لها أصبحت تفتقر لمقومات الحياة الطبيعية، لا كهرباء تتلاءم مع خصوصيتها، قطاع الصحة أصبح أضحوكة فيما يخص مستشفى عتيل حيث تم افتتاحه أكثر من مرة وهو الآن بحاجة الى مستشفى من أجل أن يشفى من كمية السخرية والإهمال التي يعاني منها، وخاصة ان المشفى الحكومي في المدينة أصبح لا يلبي حاجة المحافظة!!

 بنية تحتية ونفايات لا أعرف كيف أصف ذلك؟! لكن أدعوكم لخوض التجربة بزيارة مدينة طولكرم وضواحيها ومخيماتها وخصوصاً من القيادات التي تتعفف حتى هذه اللحظة عن زيارتها!! إقامة الكسارات في المنطقة والتي تهدد البيئة والصحة وتدمر المشاريع الزراعية والتطويرية في منطقة «الكفريات» وقريتي رامين وسفارين. والكثير من القضايا في القطاعات التنموية المهمة المهملة.

يجب أن أقول كلمة حق بأن هناك العديد من المحاولات التي تمت مع مختلف صانعي القرار من قبل لجنة إقليم فتح وعدد من الشخصيات الاعتبارية ومؤسسات المدينة وعلى رأسهم الإعلامية في المحافظة، شاركت وساهمت بعقد أغلبها، أو من خلال المخاطبات لأجل توفير الحد الأدنى من استحقاقات أبناء محافظة طولكرم بالخدمات وصون مقدراتها، وحق أبنائها في مطالبهم وللأسف وجدنا أن الاستهتار وعدم الفعل هو المشترك لدى الأغلبية.

ذلك كله جعل حركة فتح /إقليم طولكرم وعدد من الحريصين بالتحرك الفوري بالميدان بعد أن أصدر بيانا بتاريخ 9-11-2022 الفقرة الأخيرة منه كانت «وان حركة فتح ستكون كما كانت دائماً وابداً صمام الأمان للحقوق الوطنية وستلتزم التزاماً كاملاً مع حقوق المواطن الفلسطيني وستقف جنبا الى جنب معه لتحقيق العدالة الاجتماعية لكافة المواطنين ولن نقف من اليوم وصاعداً موقف المتفرج على ضياع الحقوق المكتسبة لهذه المحافظة وكادرها التي قدمت خيرة أبنائها وقادتها على مذبح الحرية والاستقلال».

طولكرم التي سماها الأب ياسر عرفات مدينة الأوائل بسبب ما كانت تحصده من أوائل الطلبة في الثانوية العامة» التوجيهي» أصبحت الآن مدينة الأواخر في شتى مناحي الحياة للأسف، هي بحاجة الى فعل الفعل، وتنتظر من سيقدم لها ما تستحقه وينصفها أسوةً بباقي المدن قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة وتتدحرج الى أماكن لا نريدها!!