رام الله - النجاح الإخباري - فاز الفيلم الوثائقي الفلسطيني "بيت الطير"، ضمن ستة أفلام وثائقية، من خمسة دول، حول مواقع التراث العالمي في مسابقة "حكاية أثر"، بمشاركة 16 دولة عربية، بتنظيم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، احتفاء بالذكرى العاشرة لتأسيسه في البحرين.

وقال مخرج ومصور الفيلم "بيت الطير" مصطفى البدن، إن الفيلم يتحدث عن بلدة بتير غرب بيت لحم، واصفا مواقع أشجار الزيتون وكروم العنب، وجداول المياه وحياة الفلاحين والأغاني الشعبية، والمشهد الثقافي في جنوب القدس المحتلة، مبرزا مصاطب بتير الزراعية، حيث يتضمّن المنظر الطبيعي في البلدة سلسلة أودية زراعية ومدرّجات حجرية عمرها مئات السنوات وقد تم تطويرها بسبب البيئة الجبلية.

وعرض المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي من خلال برنامج "أيام التراث العالمي"، الأفلام الفائزة في مسابقة حكاية أثر، بحضور دبلوماسي بينهم، سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين خالد عارف، وتواجد شخصيات مهتمة بالشأن الثقافي في البحرين.

وهنأ السفير عارف، المخرج البدن على هذا العمل الوثائقي الرائع الذي يصف الحياة الفلسطينية في المواقع التراثية، مؤكدا أن موقع بتير مصنف ضمن المواقع الأثرية العالمية المهددة، لذا اهتمت القيادة الفلسطينية بإدراجه على قائمة التراث لمنع إقامة الجدار الضم والتوسع العنصري على أراضي البلدة، منوها إلى أن البلدة أدرجت على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة - (اليونسكو) قبل أكثر من 8 سنوات.

وجاءت المسابقة ضمن مبادرة المركز "شباب عربي من أجل التراث"، وفازت فيها 6 أفلام من أصل 28 فيلماً وهي: فيلم "بيت الطير" لمصطفى البدن حول موقع "بلد الزيتون والكرمة- منظر ثقافي في جنوب القدس، بتّير، بدولة فلسطين"، وفيلم "بروطة" لهاجر الجزيري حول موقع القيروان بتونس، وفيلم "قنطرة" الذي أنتجته منار علوان حول موقع مدائن صالح من المملكة العربية السعودية. وفيلم "ليبيا: غدامس" لمنتجه ياسين الكيلاني حول موقع مدينة غدامس القديمة. فيلم "كعكة وسكّر" حول موقع مدينة شبام القديمة وسورها في اليمن وأنتجه فريق محمد حسان ويوسف الحسني. وكذلك فاز فيلم "صنعاء القديمة" لفريق بدر يوسف وسمية السماوي ومظهرالصنوي من اليمن.

وقالت مدير المركز الإقليمي هبة عبدالعزيز، إن المسابقة تعد الأولى من نوعها في المنطقة العربية، موضحة أن المركز هدف من خلالها إلى تشجيع الشباب على التفاعل مع مواقع التراث العالمي وتعزيز علاقتهم بها من خلال صنع اتصال شخصي ما بين المشاركين والمواقع وتعريفهم بتأثيرها على حاضرهم ومستقبلهم.

وأشادت عبد العزيز بجهود كافة الأفراد والفرق التي شاركت في المسابقة، معتبرة أن الفوز الحقيقي هو تعريف الجيل الجديد بأهمية وجمال تراثهم العربي العريق، مؤكدة أن "أيام التراث العالمي" ستستمر حتى الـ29 من الشهر الجاري.

وكانت مسابقة حكاية أثر شهدت تقديم 217 طلباً للمشاركة من 16 دولة عربية، وتم قبول 127 منها، حيث خضع الأفراد والفرق من بعد ذلك لتدريبات عبر تقنيات الاتصال المرئي في مهارات الإنتاج وصناعة الأفلام. وسعت المسابقة إلى إلقاء الضوء على العلاقة ما بين التراث المادي وغير المادي والمرتبط بموقع التراث العالمي، إضافة إلى التركيز على التفاعل البشري مع موقع التراث العالمي المختار للفيلم والذاكرة الجمعية التي تحملها المجتمعات المحلية المحيطة به.