نابلس - النجاح الإخباري - تنظر المحكمة العليا الإسرائيلية، اليوم الإثنين، في التماس مراكز حقوقية حول مقتل أربعة أطفال من عائلة بكر من قطاع غزة بنيران الاحتلال الإسرائيلي خلال الهجوم الحربي واسع النطاق على غزة بالعام 2014، حيث قضى الأطفال نحبهم بصواريخ الاحتلال خلال لعبهم ولهوهم عل شاطئ الصيادين غربي غزة.

وقدم مركز عدالة ومركز الميزان والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، باسم عائلات الأطفال الشهداء، الذين قتلوا بسلاح الجو الإسرائيلي خلال العدوان على غزة عام 2014، وهذا في أعقاب قرار المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية إغلاق ملف التحقيق بشأن مقتلهم

يطالب الالتماس بإلغاء قرار إغلاق ملف التحقيق، وفتح تحقيق جنائي يحاسب المجرمين المسؤولين عن مقتل الأطفال، وقدم الالتماس بواسطة المحاميان حسن جبارين والمحامية منى حداد من مركز عدالة، في أعقاب قرار المستشار القضائي للحكومة رفض الاستئنافات التي قدمت حول إغلاق النائب العسكري الإسرائيلي لملف التحقيق.

جاء قرار المستشار القضائي في التاسع من أيلول/سبتمبر 2019،  بعد مرور أربعة سنوات من تقديم الاستئنافات، وذلك بناء على استنتاجات جيش الاحتلال ونتائج التحقيق بالكامل.

وأردف الملتمسون في الاستئنافات والمرافعات القضائية، إلى أن مواد التحقيق، تظهر أن جيش الاحتلال أطلق النار صوب الأطفال، مما يدل عن انتهاك خطير لقوانين الحرب والقانون الجنائي الدولي، حيث تعرض الأطفال للإعدام المباشر دون تحديد هوية ودون اتخاذ الاحتياطات اللازمة التي يجب ان تتحقق من الهدف.

يسلط الالتماس الضوء على قرار المستشار القضائي للحكومة وهو قرار غير منطقي بتاتا، كون القرار لم يمنح اخفاقات وحدة التحقيق مع الجيش "ميتساح" الاهتمام الكافي.

قام الطاقم القانوني في مركز عدالة بفحص مواد التحقيق التي سمح الجيش بمراجعتها فيما بينهم الصور ومقاطع الفيديو المصورة من قبل الوحدة الاسرائيلية العسكرية، والتي لا تتلاءم مع رواية الجيش.

ويضيف الملتمسون، أن تبني المستشار القضائي ادعاءات المدعي العسكري لا يمكن تفسيره الا كازدواجية في المعايير، كونه مخول لمنح استشارة وفحص مواد التحقيق والبيانات قبل إقرار فتح تحقيق من عدمه.

يرفض المستشار القضائي والنائب العسكري حتى اليوم، إجراء أي تحقيق جنائي قد يؤدي إلى توجيه لائحة اتهام في قضايا قتل فيها مدنيون أبرياء في قطاع غزة، وفق ما يقتضيه القانون الإسرائيلي والقانون الدولي.

ويردف الالتماس أن آلية التحقيق الإسرائيلية في هذه القضية تشير إلى اتجاه واضح ومباشر هدفه منح حصانة للجنود الإسرائيليين من الملاحقة القضائية.

يشار إلى أن إعدام أطفال عائلة بكر، الجريمة التي حظيت باهتمام شعبي واعلامي واسع، هي مجرد حالة واحدة من مئات الحالات التي قتل فيها أبرياء مدنيين خلال الهجوم الحربي واسع النطاق على غزة عام 2014، والتي أطلق عليها اسم "العصف المأكول".

ووفقا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، استشهد 2251 فلسطينيا في غزة خلال العملية التي استمرت 51 يوما، بينهم 299 امرأة و551 طفلا.

وتوصلت لجنة الأمم المتحدة في تقريرها النهائي المنشور في 22 حزيران/يونيو 2015 إلى نتيجة واضحة مفادها أن الجيش الإسرائيلي خالف مبادئ القانون الإنساني الدولي في هذه القضية، وأنه لا يريد القيام بالإجراءات المتعلقة بالمسئولية الجنائية بشكل صحيح ولا محاسبة المتورطين في هذا الحادث.

وينوه مركز عدالة أن مسار التحقيق الإسرائيلي بالجريمة وقرار إغلاق الملف يستند إلى الافادات غير الموضوعية للجنود الذين شاركوا في قتل الأطفال، وليس إلى فحوصات قانونية. وموافقة النائب العام إغلاق الملف على أساس المشاعر والافتراضات فقط. تظهر هذه الممارسة طبيعة آليات التحقيق الإسرائيلية التي لم تؤد حتى الآن إلى توجيه لائحة اتهام واحدة لقتل الأبرياء في غزة".

ويضيف مركز الميزان لحقوق الانسان "مع استمرار الإفلات من العقاب على الهجمات الحربية التي تستهدف المدنيين، بمن فيهم الأطفال، ستظل هذه السياسة الواضحة سمة رئيسية لسلوك إسرائيل ضد السكان الفلسطينيين في قطاع غزة.

في الواقع، يضيف مركز الميزان "تم توثيق استئناف هذه الممارسة غير القانونية بوضوح في هجوم إسرائيل في أيار/مايو 2021 عندما تم استهداف العشرات من المدنيين في غزة بشكل مباشر، وقتل 60 طفلا. عائلة بكر تستحق العدالة على الاعتداء المميت الذي تعرض له أطفالهم قبل سبع سنوات. كما يجب تحقيق المساءلة بشكل كامل من أجل ردع سياسة الدولة المستمرة لاستهداف المدنيين".

من جانبه، قال المركز الفلسطيني لحقوق الانسان "لا يجوز المدعي العام العسكري أن يكون هو الخصم والحكم، فمن يعطي الأذن القانوني بمشروعية الأهداف لا يمكن أن يكون هو ذات الجهة التي تحقق فيها. المدعي العام العسكري هو الذي أعطى الأذن لبنك الأهداف الإسرائيلي في قطاع غزة، بمن فيهم قصف أطفال عائلة بكر.

وأضاف "ما يحدث في القضاء الإسرائيلي هو منح الغطاء القانوني مما يمارس من جرائم منهجية منظمة من قبل جيش الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين، وأطفال عائلة بكر هم النموذج الوقح في هذا الأمر. ما يمارسه الجهاز القضائي الإسرائيلي هو غسل لجرائم تمارس ضد المدنيين الفلسطينيين، لهذا المكان الطبيعي للمحاسبة والمساءلة لأمثال هؤلاء هي المحكمة الجنائية الدولية".