نابلس - النجاح الإخباري - تلعب السينما دورا في تشكيل الوعي العالمي باعتبارها أحد أكثر أنواع الفن شعبية. فبفضل الأفلام نطوّر أفكارًا معينة حول المشاهير والبلدان ومختلف الحقب الزمنية، ولكن ليس جميع ما تنقله صحيحا.

وفي تقرير نشره موقع "برايت سايد" (brightside) الأميركي، تطرق إلى الأساطير والصور النمطية عن مصر القديمة التي يصدقها الكثيرون بفعل الأفلام. فما هي الحقيقة؟

الهيروغليفية رمز سري

استخدم المصريون القدماء 3 أنظمة في الكتابة: الهيروغليفية، والهيراطيقية، والديموطيقية. وكانت الكتابة الهيروغليفية "أجملها وأكثرها تعقيدًا"، إذ كانت تُستخدم لزخرفة المعالم الأثرية، ويكون النص المكتوب على الصخر أو الخشب "مقدسًا" أو مجرد قصص. وهذا يعني أنه لو أراد المصريون القدماء تشفير معلومات سرية لما استخدموا الحروف الهيروغليفية التي يمكن للعديد من الناس قراءتها.

لسنوات عديدة، لم يكن أحد يعرف كيفية قراءة الهيروغليفية، لكن هذا الأمر تغيّر مع العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون الذي فكّ شفرة هذه الكتابة عام 1822.

يفهم علماء الآثار لغة المصريين القدماء

كل فيلم تقريبًا عن مصر القديمة فيه مشهد تعثرت فيه الشخصية الرئيسية (عادة ما يكون عالم آثار مغامرا) بلفافة قديمة ليبدأ في قراءة النص الموجود عليها.

لكن لا يوجد في الحقيقة ما تسمى اللغة المصرية القديمة، ذلك أن المصريين كانوا يتحدثون لهجات مختلفة. لذلك مهما كان العالم مطلعا، فلن يكون قادرا على معرفة كل اللهجات. وليست هذه هي المشكلة الوحيدة في هذا السياق، حيث لا نملك أيضا أدنى فكرة عن صوتيات هذه اللغة.

الفراعنة لم يرتدوا القبعات وكليوباترا ارتدت الشعر المستعار

كانت القبعات والشعر المستعار من أهم إكسسوارات الرجال والنساء في مصر القديمة وفي مختلف مراحلها التاريخية. كانت القبعات تحمي الناس من الشمس والقمل، وكانت أيضًا ترمز إلى المكانة والقوة.

وعلى سبيل المثال، لم يظهر رمسيس الثاني على الملأ دون قبعة. وحتى في غرفته، كان يرتدي دائمًا إحدى قبعاته. ومع ذلك، نلاحظ في فيلم "الخروج: آلهة وملوك" (Exodus: Gods and Kings) أن جويل إدغيرتون، الذي لعب دور فرعون، لم يكن يضع شيئا على رأسه طوال الفيلم.

لقد كان للعصر الهلستني تأثير ثقافي كبير شمل جميع جوانب حياة المصريين القدماء بما في ذلك الموضة، حيث توقفت النساء عن وضع الشعر المستعار وكن يتشبهن بالنساء اليونانيات. ولعل أبرز دليل على ذلك لوحات كليوباترا ودبابيس الشعر التي وجدت في شعر النساء المحنطات والتي تعود لتلك الفترة.

كان توت عنخ آمون ملكا قويا

تم إصدار سلسلة تلفزيونية مصغرة عام 2015 تحت عنوان "توت"، تروي قصة الفرعون المصري توت عنخ آمون، لعب فيها أفان جوجيا الدور الرئيسي.

وبالنظر إلى سمات الممثل، قد يخيل للمشاهد أن توت عنخ آمون كان رجلا قويا ووسيمًا، ولكن يؤكد العلماء أنه لم يكن كذلك. بسبب الأمراض، كان توت عنخ آمون ضعيف البنية ولم يكن يستطيع المشي دون الاتكاء على عصا.

كتاب الموتى مليء بالسحر القديم والتعاويذ

لدينا فكرة خاطئة عن كتاب الموتى، فمعظم الأفلام تُظهره على أنه كتاب قديم قادر على إيقاظ الأرواح الشريرة. ومع أن هذا الكتاب موجود فعلا، إلا أنّ المصريين القدماء آمنوا بقدرته بعد الموت.

وقبل الموت، كان الأثرياء يطلبون قائمة من التعاويذ من النساخين، حيث من المفترض لها أن تساعدهم على التمتع بحياة أبدية بعد الموت. وكان هذا الكتاب يوضع في التابوت مع صاحبه، وكان لكل شخص كتابه الخاص دون أن تكون له نسخ أخرى، حيث يكون للزبون قرار اختيار أقسامه وتعاويذه

إمحوتب وعنخ إسن آمون عاشقان

تمتد مصر القديمة تاريخيًا إلى حوالي 30 قرنا، تداول على حكمها الكثير من الملوك، وتعددت فيها الآلهة. لكن هذا لم يمنع منتجي هوليود من الجمع بين شخصيات تاريخية عاشت في فترات زمنية مختلفة في الأفلام نفسها. فعلى سبيل المثال، يعتمد الجزء الأول من فيلم "المومياء" (The Mummy) على قصة حب مأساوية بين إمحوتب وعنخ إسن آمون.

لكن المضحك في الأمر أن هذين الشخصين لم يلتقيا في الحياة الواقعية لأنهما عاشا في فترتين زمنيتين مختلفتين يفصل بينهما أكثر من ألف عام. فقد وُلد إمحوتب في القرن الـ27 قبل الميلاد، في حين وُلدت عنخ إسن آمون في عام 1348 قبل الميلاد، وكانت زوجة توت عنخ آمون.