القدس - النجاح الإخباري - أكد وزير شؤون القدس فادي الهدمي أن التطورات الخطيرة في مدينة القدس الشرقية تستدعي تدخلا دوليا فاعلا وفوريا.

جاء ذلك خلال اجتماعه في مقر الوزارة ببلدة الرام شمال القدس المحتلة، اليوم الثلاثاء، ممثل ألمانيا الجديد لدى دولة فلسطين أوليفر أوفتشا، حيث أطلعه على الأوضاع بالمدينة نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة.

وأشار الهدمي إلى التصاعد الخطير في عمليات هدم المنازل الفلسطينية، حيث تم رصد هدم أكثر من 93 مبنى في المدينة منذ بداية العام الجاري.

وقال: "تواجه 100 عائلة فلسطينية مخاطر التهجير القسري بعد قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدم عشرات المنازل في حي البستان في سلوان، توطئة لإقامة حديقة توراتية على أنقاض هذه المنازل".

وأضاف: "كما تواجه 86 عائلة فلسطينية إنذارات بالإخلاء من منازلها في حي بطن الهوى في سلوان بهدف تحويل المنطقة إلى بؤرة استيطانية.. وما زالت العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح تواجه مخاطر عمليات التطهير العرقي من منازلها المقامة منذ العام 1956".

وأشار الهدمي إلى انه بالتزامن، تتسارع وتيرة الاستيطان في منطقة قلنديا، حيث تعتزم سلطات الاحتلال الإسرائيلي إقامة 9000 وحدة استيطانية على أرض مطار القدس الدولي. وذكر إنه بموازاة ذلك شرعت سلطات الاحتلال بإقامة نفق أسفل حاجز قلنديا العسكري لغرض تسهيل حركة المستوطنين الإسرائيليين من وسط الضفة الغربية إلى القدس الغربية. وقال إن "من شأن تنفيذ هذه المخططات فصل القدس الشرقية عن مدينة رام الله".

وأضاف: "كما تتواصل الخطوات الإسرائيلية في تنفيذ المخطط الاستيطاني المسمى "E1" لربط مستعمرة "معاليه ادوميم" مع القدس الغربية، ما يؤدي إلى عزل القدس الشرقية عن محيطها الفلسطيني من الناحية الشرقية وفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها بما يمنع أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية".

وأشار الى مواصلة سلطات الاحتلال دفع مشروع إقامة مستوطنة جفعات هاماتوس على أراضي بيت صفافا لعزل القدس الشرقية عن مدينة بيت لحم".

وحذر من أن "تنفيذ مجمل هذه المخططات يؤدي إلى عزل القدس الشرقية نهائيا عن محيطها الفلسطيني"، لافتا إلى أن سلطات الاحتلال تخطط لعمليات استيلاء واسعة على عقارات وأراض بالمدينة من خلال ما تسمى بدائرة أراضي إسرائيل.

وأضاف: "شرعت سلطات الاحتلال بإقامة حديقة لخدمة المستوطنين على أرض كرم المفتي في الشيخ جراح، بالتزامن مع توسعة 28 وحدة استيطانية مقامة على أرض منزل مفتي القدس الأسبق الحاج أمين الحسيني إلى 58 وحدة استيطانية".

وأشار الهدمي إلى مخاطر مخطط ما يسمى "مركز المدينة" الذي يستهدف مساحات واسعة من الأراضي التي تعود لملكيات متعددة وتبلغ مساحتها الكلية (706.5) دونم.

وذكر أن هذا المخطط يحدد سياسات التنظيم في مركز مدينة القدس الشرقية لسنوات طويلة، ويهدف إلى جعلها تابعة للقدس الغربية، وبالتالي منع إقامة عاصمة للدولة الفلسطينية في المدينة.

كما أشار الهدمي إلى التصاعد الخطير في انتهاكات إسرائيل للوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى من خلال عمليات الاقتحام اليومية وما يرافقها من استفزازات لعقيدة المسلمين حول العالم.

بدوره، وعد ممثل ألمانيا بمواصلة العمل لمتابعة المستجدات في المدينة.