النجاح الإخباري - توصلت دراسة جديدة أجراها باحثو جامعة أوتاغو في نيوزيلندا إلى أن جودة النوم قد تكون العامل الأكثر أهمية للتنبؤ بصحة عقلية جيدة، أكثر من ساعات النوم والنشاط البدني والنظام الغذائي.
ورُبط النوم المتقطع بالصحة العقلية السيئة من قبل، بما في ذلك الاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى. وثبت أيضا أن اتباع نظام غذائي جيد يساعد في منع الاكتئاب، وحتى فترات قصيرة من التمارين يمكن أن تعزز صحتك العقلية والبدنية.

ولكن النوم والنظام الغذائي والتمارين الرياضية هي مجموعة معقدة من السلوكيات التي لا يمكن فصلها في الحياة الواقعية.

وعلى الرغم من أننا رأينا العديد من الدراسات قبل ذلك تبحث في العوامل التي تؤثر على صحتنا العقلية، فإن هذه الدراسة الجديدة تأخذ بعين الاعتبار ثلاثة عوامل لنمط الحياة - النوم والنظام الغذائي والتمارين الرياضية - في تحليل واحد في محاولة لفهم أيها لديه أكبر تأثير على الصحة النفسية بين الشباب.

وقال كبير الباحثين شاي روبي ويكهام، من كلية الطب في أوتاغو: "يمكن اعتبار النوم والنشاط البدني والنظام الغذائي الصحي على أنها ثلاث ركائز للصحة، والتي يمكن أن تساهم في تعزيز الرفاهية المثلى بين الشباب".

وأوضح الفريق في ورقتهم البحثية: "في حين أظهرت الأبحاث المكثفة فوائد النوم والنشاط البدني والنظام الغذائي على الصحة العقلية والرفاهية كمتنبئات فردية، فإن البحث الذي يدرس جميع السلوكيات الثلاثة معا محدود".

وأضافوا: "إن معرفة أهمية كل من سلوكيات نمط الحياة هذه، بشكل منفرد أو مع بعضها البعض، والترتيب الهرمي للأهمية، سيوجه تدخلات الصحة العقلية على مستوى السكان والأفراد".

وتشير بعض الأبحاث السابقة إلى أن السلوكيات الصحية مثل الأكل الصحي أو ممارسة الرياضة، في كثير من الأحيان، يمكن أن يكون لها تأثير تآزري على الرفاهية، حيث يؤدي أكثر من شيء واحد جيد إلى تغيير إيجابي. 

كما أن تناول حصص معتدلة من الفاكهة والخضار النيئة كل يوم يرتبط أيضا بصحة أفضل.

وبينما كان النشاط البدني ثاني أوضح مؤشر على الرفاهية، كانت جودة النوم هي التي تفوقت عليها جميعا باعتبارها أقوى مؤشر على الصحة العقلية الجيدة.

وقال ويكهام: "هذا مفاجئ لأن توصيات النوم تركز في الغالب على الكمية بدلا من الجودة".

ونظرا لأن الدراسة لم تُجرِ أي تغييرات على نوم الأشخاص أو نشاطهم أو نظامهم الغذائي، يمكننا فقط ربط الروابط بين السلوكيات والنتائج، ولا يمكننا تحديد الأسباب.

ويقترح الباحثون في ورقتهم البحثية أنه يجب على الشباب إعطاء الأولوية للحصول على نوم جيد، لكنهم يشددون أيضا على أهمية تناول الطعام بشكل جيد وممارسة الرياضة في كثير من الأحيان لأن "النشاط البدني والنظام الغذائي عاملان ثانويان لكنهما ما يزالان مهمين".

وكتب الباحثون "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن تدخلات نمط الحياة المستقبلية التي تستهدف جودة النوم، قد تكون مفيدة للغاية في تحسين الصحة العقلية والرفاهية. ومع ذلك، لا ينبغي تجاهل النشاط البدني والنظام الغذائي".