نابلس - رامي مهداوي - النجاح الإخباري - ذهبت الأسبوع الماضي الى محافظة بيت لحم بمهمة عمل لبناء شراكة وخطة عمل تنفيذية مع مؤسسة قادر المجتمعية حول دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل خلال العامين المقبلين، بطريق عودتي مررت الى كنيسة المهد لمشاهدة شجرة عيد الميلاد.
 لا أخفيكم الشعور الذي أصابني عند الوصول الممزوج بالسعادة والحزن، شجرة مبهجة والمكان حزين دون ساكنيه، المحلات التجارية مغلقة، أين السُياح والمواطنون الذين يلتقطون صورهم التذكارية، حاولت الابتسامة أثناء التقاط صورة لي ورحلت بأفكاري المُتضاربة.
شهد العالم وفلسطين بالتحديد العديد من الأحداث المؤلمة والعصبية هذا العام الذي أقبل على الانتهاء، أهمها ما تعرضت له القضية الفلسطينية من ضربات قاسية من الرئيس الأميركي المنصرف دونالد ترامب؛ إلى انتشار فيروس كورونا، كما شهد بعض التحولات السياسية التي أثرت بشكل أو بآخر على الكثيرين.
قبل فترة طويلة من ظهور المسيحية، كان للنباتات والأشجار التي ظلت خضراء طوال العام معنى خاص للناس في الشتاء. مثلما يزين الناس منازلهم اليوم خلال موسم الأعياد بأشجار الصنوبر والتنوب، علقت الشعوب القديمة أغصانًا دائمة الخضرة على أبوابها ونوافذها. كان يعتقد في العديد من البلدان أن الخضرة ستبعد السحرة والأشباح والأرواح الشريرة والمرض.
شجرة الميلاد في بيت لحم كانت حزينة حتى ولو كانت مُبتهجة بزينتها الجميلة للناظرين، ما أحوجنا كشعب يخضع تحت الاحتلال يواجه العديد من المخاطر المختلفة أن تنشر هذه الشجرة ما اعتقد به القدماء من سحر الميلاد وبركاته لحماية أهل هذه البلاد بإعادة استنهاض كنعان الأول وولادة طائر الفينيق من رماد احتراق جسده.
في نصف الكرة الشمالي، يقع أقصر يوم وأطول ليلة في السنة في 21 كانون الأول أو 22 كانون الأول ويسمى الانقلاب الشتوي. اعتقد الكثير من القدماء أن الشمس هي إله وأن الشتاء يأتي كل عام لأن إله الشمس أصبح مريضًا وضعيفًا. لقد احتفلوا بالانقلاب الشمسي لأنه يعني أن إله الشمس سيبدأ أخيرًا في التعافي، ذكّرتهم الأغصان دائمة الخضرة بجميع النباتات الخضراء التي ستنمو مرة أخرى عندما يكون إله الشمس قويًا ويعود بالصيف.
في طريق العودة الى رام الله ودعت مدينة السلام وأنا أشاهد المتناقضات في المجالات المختلفة، الطبيعة الجبلية والمستعمرات الاستعمارية، سيارة إسعاف سريعة وزينة الميلاد، حاجز الكونتينر الاحتلالي السيئ الذي ينغص حياتنا ورجال أمن فلسطينيين منتشرين في عدد من الطرقات يبتسمون لك بكلمات ترحيبية يخشون عليك من الفيروس مودعينك بالسلامة متمنيين عليك أخذ الحيطة والحذر.
يمكننا أن نتفق جميعاً على أننا بحاجة إلى شيء من الإيجابية في نهاية هذا العام. ومع استمرار التساؤل عن قدرة الناس على الاجتماع بأصدقائهم وعوائلهم في يوم عيد الميلاد، علينا جميعاً أن نتطلع إلى الاستمتاع بالأعياد والعام الجديد بأخذ الحيطة والحذر من أجل إبقاء شجرتنا مضيئة... وكل عام وشعبنا الفلسطيني بالف خير.