عمران الخطيب - النجاح الإخباري - الصراعات والقضايا الخلافية في دول العربية والعديد من دول العالم تحتل "اسرائيل" المرتبة الأولى في تلك التداعيات، والمدخل الرئيسي لمواجهة تلك  التحديات التي تتعرض لها  العديد من العواصم العربية يكمن بوجود الفيروس الوبائي المتمثل في وجود الاحتلال "الإسرائيلي" الاستيطاني العنصري،  فإن "إسرائيل" التي أسهمت بشكل أساسي في تفكيك المنطقة العربية بشكل خاص والعديد من دول العالم تشكل عائق في الاستقرار الوطني والقومي، لذلك فإن ضمان الأمن القومي العربي يتطلب إعادة النظر في أبجديات  الصراع العربي الإسرائيلي.

منذ اتفاقية "كامب ديفيد" أصبح الصراع العربي "الإسرائيلي" يسمى نزاع وبعد ذلك تسوية الخلافات، إلى أن أصبح تسوية النزاعات  بين الفلسطينيين و"اسرائيل"، تسوية الخلافات بين "اسرائيل " وسوريا والمطالبة انسحاب "اسرائيل" من جنوب لبنان، إلى أن وصل إلى ما يسمى وقف الأعمال العدائية بين الجانبيين حماس واسرائيل خلال العدوان على قطاع غزة 2012 بمباركة من الرئيس الأسبق محمد مرسي وخالد مشعل وامير قطر ورئيس الوزراء التركي آنذاك طيب رجب أردوغان ومستشار نيتنياهو.

وحين نستعرض المفاوضات والاتفاقيات نستذكر خيبة الأمل، وأن المستفيد الوحيد هو الجانب "الإسرائيلي"، من خلال الاستفادة من عامل الوقت، اتفاق كامب ديفيد بعد عشرة سنوات من المفاوضات مع الاحتلال  قامت "إسرائيل" في الانسحاب المشروط من شبه جزيرة سيناء، تمثل تحديد عدد القوات المسلحة المصرية في شبه جزيرة سيناء وأنواع السلاح، واستبدال مكان  الاحتلال "الإسرائيلي".

سلسلة من المجموعات الإرهابية المسلحة التي لا تقل خطر عن وجود الاحتلال "الإسرائيلي" هذه المجموعات الإرهابية المسلحة لم تشكل عائق على "إسرائيل"، بل لم تتعرض الأفواج السياحية "الإسرائيلية" إلى أي من العمليات العسكرية من قبل تلك المجموعات التكفيرية، ولم يتعرض جندي إسرائيلي إلى القتل من تلك المجموعات التكفيرية، في حين تعرضت الأفواج السياحية من مختلف الجنسيات الأوربية بما في ذلك روسيا، إلى الاستهداف المباشر في العديد من المحافظات المصرية، من أجل ضرب الدخل القومي المصري من السياحة، والأهم أن "اسرائيل" لم تعترض على تحركات المجموعات الإرهابية التكفيرية في سيناء، رغم وصول الأسلحة المتطورة وأجهزة الاتصالات الحديثة. والمركبات رباعية دفع.

من  جانب آخر أصبح هناك اعتراف وتبادل دبلوماسي، وهذا الأمر شرعن وجود الاحتلال "الإسرائيلي" في فلسطين والمنطقة العربية، وهذا يتطلب وقف الاعتراف المتبادل.. التصعيد الأثيوبي  حول مياه  النيل  لمواجهة مصر ليس بعيدا عن "إسرائيل"  ودورها الفعال في أثيوبيا بشكل خاص منذ تولي منغستو  هيلا  مريام رئيس في أثيوبيا وتداخل "إسرائيل" في معظم دول افريقيا، وإقامة العلاقات الدبلوماسية وتقديم المساعدات لتلك دول.

والتداخل العسكري في ليبيا من قبل التحالف الدولي السافر "تركيا وقطر" لا يخلو من دعم "اسرائيل" بغض النظر عن كل الأسباب فإن المطلوب استهداف مصر بكل مكوناتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافيا؛ حيث أن الهدف هو تقسيم مصر وإضعاف دورها على الصعيد الداخلي والخارجي خاصة بعد إسقاط نظام الإخوان المسلمين واكتشاف كميات كبيرة من الغاز  والذهب إضافة الى التطورات الأخيرة التي تشهدها مصر على كافة المستويات.

ما  حدث في العديد من الدول العربية بدأ من العراق  تونس  ليبيا صومال اليمن وسوريا، يأتي في سياق الأهداف والمصالح "الإسرائيلية" تفكيك بعض الدول العربية الأساسية وبشكل خاص مصر سوريا والعراق والسودان الذي كان مقدمة التقسيم، دولة جنوب سودان حيث ترتبط بشكل مباشر مع "إسرائيل" على غرار "دويلة لبنان الحر" بقيادات العميل سعد حداد وانطون لحد، حيث أسقط هذا المشروع الصهيوني من خلال المقاومة اللبنانية في جنوب لبنان.

وما حدث في العديد من  دول العربية لا يعني أن الدول العربية الآخر سوف تكون في مأمن عم يحدث ، لن تكتفي "إسرائيل" لمجرد التطبيع وتبادل الدبلوماسي، هذه الدول ستبقى خاضعة بكل إمكانياتها وثرواتها بشكل مباشر إلى "اسرائيل" لذلك فإن ضمان الأمن القومي العربي  يتمثل في إعادة النظر  في أولويات الصراع الاستراتيجي مع العدو "الإسرائيلي"، الذي يشكل التهديد المباشر، لذلك  الخطوة الأولى دعم الموقف الفلسطيني من خلال وقف كل  الدعوات المعلنة وغيرها، في العودة إلى المفاوضات، المطلوب تغير جوهري في ميزان القوى العربية منذ 29عاماً مضت على  مؤتمر مدريد إلى أوسلو وملحقاته واتفاق باريس ومفاوضات طابا ومختلف الامكان، المطلوب إنهاء الاحتلال "الإسرائيلي" وليس محاولات الضغوطات  والعودة إلى المفاوضات، وهذا يتطلب توفير الدعم والأسناد السياسي واللوجيستي والدعم المالي إلى الجانب الفلسطيني حتى يتمكن من مواجهة التحديات والضغوطات، لذلك فإن إعادة مفهوم الأمن القومي العربي يبدأ في مواجهة المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري، الذي يستهدف الأمن والاستقرار للجميع الدول العربية والإسلامية  بدون استثناء.

 

عمران الخطيب

[email protected]