غزة - خاص - النجاح الإخباري - في شهر الخير ..يتفنن المواطنون في غزة ..في اطلاق مبادرات متنوعة الهدف منها كسب الأجر ..والتخفيف عن الغير ..فتراهم تارة يطلقون مبادرة اطعام المحتاجين أو المكروبين أو الغارمين ، بالإضافة لتقديم الملابس الفائضة عن حاجة المقتدرين وتوزيعها على الفقراء.

لكن من المبادرات الغريبة والجميلة في آن واحد أن يفكر شاب غزي بمساعدة ربات البيوت ...فما قصته

حسين الزويدي 26عاما ،من بلدة بيت حانون ، شمال القطاع ،يعلم جيدا معاناة الأمهات والسيدات بعد العصر وفي السويعات القليلة قبل الافطار ،فتجدهن منشغلات في المطبخ بإعداد وجبات الافطار لأفراد العائلة الصائمين ، فأطلق الزويدي مبادرة تحت عنوان "لعبهم خلي أمهم تطبخ براحتها " ،فيقوم بجمع أطفال حارته من كافة الأعمار ،واللعب معهم والترفيه عنهم لتتمكن أمهاتهم من العمل بحرية في المطبخ بدون ازعاج من أطفالهن ..

يقول حسين عن هذه المبادرة :" تجميع الأطفال يومياً ":"فكرة المبادرة جاءت بناء على مشروع المواطنة الفاعلة والحفاظ على البيئة، حيث طُلب مني تنفيذ نشاط واحد كل شهر، لكن العمل مع الأطفال لا محددات له، فلماذا أعمل نشاطاً واحداً فقط إذا كان بإمكاني عمل نشاط كل يوم خاصة في مدينتي بيت حانون التي تعاني من عدم وجود أي مساحة آمنة للعب من متنزهات ومرافق عامة".

وأوضح أنه يحب العمل مع الاطفال كثيراً، وحينما تكون ردود الأفعال  ايجابية من قبل الأهالي عن مبادرته يفرح كثيراً، بل ان بعض الأهالي يرافقون أطفالهم إلى الشارع ليروهم وهم يلعبون مع حسين ، بعدة ألعاب تسليهم وتدخل البهجة والسرور على قلوبهم ،وتابع:" حينما علم المواطنون من الحارات الأخرى عن مبادرتي طلبوا مني أن أنتقل إلى حاراتهم ، لأسلي أطفالهم ،وأبعدهم نوعا ما عن أجواء المنزل وعصبية الصائمون .

وأشار حسين إلى أنه سيستمر في هذه المبادرة طيلة شهر رمضان ،وما بعده ، فالأطفال في غزة محرومون من السعادة ويحتاجون الدعم بين أهلهم وفي حاراتهم ،حتى لا يشعروا بغربة أو خوف ،ووجود بعض من اهلهم معهم وقت اللعب يعزز من ثقتهم من أنفسهم ويخفف من حدة العنف والكبت لدى الأطفال.

لافتا إلى أن مخيمات وحارات قطاع غزة تعاني من كثافة سكانية عالية ،فلا توجد مساحة لعب آمنة وكبيرة للأطفال ،لإخراج ابداعاتهم وطاقتهم .

ويأمل أن تقوم الجمعيات والمؤسسات المجتمع المحلي بتنفيذ أنشطة مماثلة لتقديم خدمة إنسانية بأقل الجهود والتكاليف خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها أهل قطاع غزة.

جدير ذكره أن خبرة حسين لم تأتي من فراغ فقد عمل كمنشط أطفال في العديد من الجمعيات في غزة ، بالإضافة لمدرب في الدبكة الشعبية .