نابلس - نهاد الطويل - النجاح الإخباري - يذكرنا إعلان برنامج الأغذية العالمي خفض المساعدات الغذائية لنحو 190 ألف فلسطيني في غزة والضفة الغربية بسبب نقص حاد في التمويل، يذكرنا بأزمة نقص تمويل "الأونروا" المفتعلة ويعيدنا الى الخلف للحديث عن ورقة الضغوطات الدولية من بوابة" الاقتصاد".

ردات سياسية - اقتصادية

وفي هذا الصدد اكدت الكاتبة لميس أندوني أن تقليص برنامج الأغذية العالمي مساعداتها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة يحمل ردات اقتصادية وتداعيات كبيرة على حياة العائلات المستفيدة من البرنامج.

ولم تعزل أندوني  في تعليق لـ"النجاح الإخباري" الاثنين القرار بالضغوط الاقتصادية الى جانب السياسية التي تمارس على الفلسطينيين كونها تأتي في إطار الممارسات الأمريكية والاسرائيلية على القيادة الفلسطينية للقبول بتسوية سياسية على المقاس الأمريكي.

مؤكدة أن الخطوة بمثابة "عقاب" غير معلن وابتزاز مستمر خصوصا على ضوء المواقف الرافضة لـ"صفقة القرن".

وردا على سؤال يتعلق باستجابة السلطة للضغوطات،رأت أندوني  أن التجارب السابقة أثبتت فشل كل الضغوطات على الفلسطينيين لقبول "تسوية سياسية" تنتقص حقوقهم الوطنية.

ورجحت أندوني أن تتحرك الدوبلوماسية الفلسطينية للتعامل مع إعلان برنامج الأغذاية العالمي على غرار تحركها لجهة مواجة تقليصات خدمات "الأونروا" وحشد العالم والدول المانحة لسد النقص.

وحذرت أندوني من أن ‘إعلان برنامج الغذاء العالمي سيلقي بظلاله على الأسر الفقيرة في الضفة وقطاع غزة.

وتوقعت أن تأخذ القيادة الفلسطينية قرارا بتعويض هذا النقص وتمويله وذلك في إطار خطة يمكن أن تتبناها لمواجهة هذه التحديات التي تعصف بـ 165 ألف فلسطيني، بينهم 110 آلاف في قطاع غزة في الوقت الذي تكبر فيه الخدمات الحكومية الأخرى كالرعاية الصحية.

 وأعلن مسؤول في برنامج الأغذية العالمي الأحد أن المنظّمة الإنسانية قلّصت مساعداتها  في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بسبب نقص التمويل ليصلح التلقيص الى ما نسبته 20%.

شبكة أمان

بدورها تقترح رئيسة مركز تمكين لتعزيز مفهوم الحماية الاجتماعية للفئات المستضعفة وضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في الأردن ليندا الكلش العمل على بناء شبكات الأمان العربية التي أقرت في اكثر من مناسبة لمواجهة أي ضغوطات دولية تعصف بالفلسطينيين.

وقالت كلش في تصريح لـ"النجاح الإخباري" الاثنين إن من شأن هذه الخطوة اعادة الاعتبار للفلسطينيين وتجنيبهم الردات السلبية التي قد تنعكس على الواقع المعيشي للعائلات والناجمة عن الاجراءات "الاميركية - الاسرائيلية".

واشارت كلش في اتصال هاتفي من العاصمة الأردنية عمان الى أهمية وضرورة تفعيل الشبكة في هذا التوقيت والبحث عن اليات تعاون مع الاتحاد الأوروبي لحثهم على  زيادة الدعم وانقاذ الموقف والمساهمة في تخطي الفلسطينيين للأزمات بأقل كلفة اقتصادية.

ويأتي قرار تقليص المساعدات بسبب “تراجع تدريجي” في مساهمات الدول المانحة خلال السنوات الأربع الأخيرة، ولا سيما خفض مساهمة الولايات المتحدة التي تعّد أكبر المساهمين في البرنامج.

وأعلنت المنظّمة أنها قدّمت في 2018 مساعدات إلى 250 ألف شخص في غزة و110 آلاف في الضفة الغربية.

ووجه برنامج الغذاء العالمي في 19 كانون الأول/ديسمبر 2018 نداء للمانحين لسد عجز بلغ 57 مليون دولار، وهو يبحث حاليا عن مانحين جدد لتغطية هذا العجز.

وفي قطاع غزة يعتمد 80 بالمئة من السكان البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، على المساعدة الدولية.

وبرنامج الأغذية العالمي هو أكبر منظمة للإغاثة الإنسانية تُعنى بمكافحة الجوع في جميع أنحاء العالم.وذلك بحسب ما نشره البرنامج في سياق تعريفه لنفسه على موقعه الرسمي.