إبراهيم دعيبس - النجاح الإخباري - البديل لهدم المنازل

من أسوأ ممارسات الاحتلال أنهم لا يكتفون بالقتل أو الاعتقال وانما يلجأون الى هدم منازل منفذي العمليات المسلحة ومعاقبة الجماعة بسبب الفرد. وتتكرر هذه العمليات باستمرار بالاضافة طبعاً للهدم بحجج مختلفة أبرزها البناء بدون ترخيص بعد تعقيد الحصول على مثل هذا الترخيص.

في الأيام الماضية وبعد هدم منزل لا أرى ضرورة لذكر اسمه، لأنه كباقي الشباب، ارتفعت أصوات تدعو الى إعادة بناء المنزل وتشكلت لجنة وطنية لذلك، وقيل أنه سيتم بناء كل المنازل التي يهدمها الاحتلال وليس هذا المنزل وحده.

ان تشكيل لجنة يعني المماطلة عموماً، وليس المطلوب تشكيل لجان لهذه الحالات وإنما صدور قرار رئاسي رسمي بمنح كل عائلة يتم هدم بيتها، بيتاً آخر جاهزاً في المدينة أو المخيم الذي يتم فيه الهدم أو بالقرب منه.

وإن تحدثنا عن رام الله بصورة خاصة، فإن المباني الجديدة الشاهقة تملأ الجبال والساحات، وعلى أصحاب هذه العقارات ورجال الأعمال. المساهمة السريعة في تعويض كل من يهدم بيته وعدم السماح بتركه ولو ليلة واحدة مشرداً ومتألماً...!!

هل من عودة الى شعار

الدولة الواحدة...؟

اسرائيل تريد ضم الضفة والقدس اليها ومشكلتها الوحيدة في هذا هي الكثافة السكانية الفلسطينية ولهذا فأنهم يدعمون انفراد حماس بالسلطة في غزة ويشجعون ويساعدون في ايصال الأموال اليها وبالتهدئة معها بينما يحاربونها بالضفة ويعتبرونها العدو الأول لهم.

هم يريدون أو يتوهمون بأمكانية ضم سكان الضفة الى «دولة غزة» مستقبلاً والتفرد بالأرض، وهم يقيمون المستوطنات ويصادرون الأرض ويشرعون غير القانوني مع أن كل الاستيطان غير قانوني اساساً.

ونحن نرى الضفة والاستيطان يلتهمها بقوة ونرى القدس والتهويد يسيطر عليها، فماذا علينا ان نفعل ونحن لا نملك القدرة على وقف كل ذلك؟ واتساءل لماذا لا نعود الى المطالبة بالدولة الواحدة؟ ولماذا لا يتم مثلاً في هذا السياق تشكيل حزب فلسطيني واحد موحد يضم فلسطينيين من داخل الخط الأخضر وخارجه والدعوة الواضحة والصريحة بالعودة الى شعار الدولة الواحدة بين النهر والبحر، قد يكون هذا امراً غير ممكن عملياً ولكنه في كل الأحوال يشكل نوعاً من الصحوة تجاه الذي يمارسونه من ضم عملي للضفة.

اجتماعات...اجتماعات

بعد كثرة الإدانات والاستنكارات والرفض...الى آخر إسطوانة الثرثرة الكلامية عديمة الفائدة والتأثير، كثرت بالفترة الأخيرة الاحاديث عن اجتماعات طارئة أو إجتماعات متواصلة للجهات ذات الاختصاص لبحث المستجدات واتخاذ القرارات اللازمة.

ويطلع علينا هذا المسؤول او ذاك ليعدد الممارسات الاسرائيلية والمخططات القادمة للاحتلال ويحذر من النتائج وفي غالب الأحيان دعوة المجتمع الدولي الى التحرك.

ومن المعروف أن مفعول كل هذه «المواقف» قد انتهى ولم تعد ذات قيمة منذ زمن ولا شيء مطلوب غير الرد الميداني أو العملي وعدم خداع النفس بالاستنكار والقعود في المناصب بانتظار الممارسات الجديدة لتكرار الكلام نفسه. لقد حاصروا رام الله واقتحموا كل الأحياء واعتقلوا أو قتلوا وهدموا وغابت كل الوجوده والقوى في هذه الحالة وهناك الاسوأ في هذا السياق ولا استطيع التعبير عنه لأكثر من سبب.

لقد ابتلعوا الضفة ويستمرون في تهويد القدس بالاستيطان والتهجير وشراء المنازل والانفاق والحصار.. ونحن نتفرج او نصدر البيانات المكررة والأحاديث عن المواقف الثابتة والحقوق المشروعة..

يجب الخروج من هذه الدائرة المغلقة والمنغلقة وهذه مسؤولية القيادات اولاً واخيراً... وأول باب للخروج هو تحقيق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية.

الى وزير التربية والتعليم

كتبت وكتب غيري عن أهمية تشكيل هيئة او تنظيم او اي اسم آخر، للمتفوقين الفلسطينيين لتطوير التفوق والاستفادة المحلية والعربية والدولية منه، حيث لا يكاد يمر شهر الا ونسمع عن متفوق فلسطيني في المجالات المختلفة، ولن أكرر الاسماء حتى لا انسى احداً منهم ولأن التفوق بات قصة فلسطينية معروفة وواضحة، وحتى لا يكون الكلام عاماً ولا يحس احد بالواجب او المسؤولية فأني أوجه هذا النداء الى وزير التربية والتعليم تحديداً الدكتور صبري صيدم الشاب المتحمس والمتطلع الى التقدم والتطوير دائماً، وكلي أمل في ان يستجيب لمثل هذا النداء ويبادر فوراً الى العمل في هذا الاتجاه الهام واللازم.

أسواقنا...ومنتجاتهم

قرر وزير الزراعة الاسرائيلي وقف إستيراد الفواكه والخضراوات الفلسطينية كنوع من العقاب بعد ما قيل أن السلطة أوقفت إستيراد الخراف من اسرائيل.

أن المنتجات الاسرائيلية بكل أشكالها الزراعية والصناعية تملأ أسواقنا حتى أننا لم نعد نرى، مثلاً، الموز الريحاوي في معظم الأماكن وتم اغلاق بضع المصانع المحلية نتيجة ذلك.

وتقدر الصادرات الاسرائيلية إلينا بمليارات الدولارات بالإضافة طبعاً للسيطرة على المعابر والداخل والصادر، وقد أدى اتفاق باريس الاقتصادي الى المزيد من التعقيدات والصعوبات أمام تحركنا التجاري، ولم يعد أمامنا الا الأردن ومن خلاله الى العالم.

إن من حقنا ومسؤوليتنا العمل على ضبط هذه العلاقات الاقتصادية مع اسرائيل، وان منعوا استيراد شيء فلا بد من الرد بالمثل بقدر الامكانات والفرص وعدم السكوت عما يجري، وضرورة التحرك للبحث عن بدائل مناسبة وممكنة...!!

كل عام والجميع بخير

فلسطين لا مثيل لها بالعالم، فهي مهد المسيحية وكنيسة المهد والقيامة ولا يمكن لأية جهة او سلطة تجاهل او انكار ذلك، ونحن الفلسطينيين نفتخر بذلك ونعتز به وبعد أيام يحتفل المسيحيون بعيد الميلاد المجيد ويتذكرون ميلاد المسيح في هذه البلاد انطلاقاً من الناصرة الى بيت لحم الى القدس القديمة..

ولقد مرت أيام وسلطات احتلال مختلفة لم تتمكن كلها من اقتلاع المسيحيين من هذه الأرض التي هي ارضهم اساساً رغم تناقض اعدادهم نسبياً.. وسيظلون هنا رغم كل التحديات.

وبهذه المناسبة أقول لكل المحتفلين بعيد الميلاد المجيد في بلادنا اولاً وفي كل انحاء العالم ثانياً كل عام وانتم بخير، وكما انتصر المسيح على الموت سينتصر شعبنا على الاحتلال.

عن القدس الفلسطينية