نابلس - هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - تدخل المصالحة الوطنية مرحلة حاسمة في ظل عودة الحديث عن التحركات السياسية، مع الزيارة المرتقبة لوفد من المخابرات المصرية إلى القطاع ،رغم تضارب المعلومات حول توقيتها.

عودة مصرية

ووصل ظهر اليوم الاثنين، وفد أمني مصري برئاسة مسؤول الملف الفلسطيني بالمخابرات العامة المصرية اللواء احمد عبد الخالق الى قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون "ايرز".

ويأتي ذلك من أجل استكمال الجهود المصرية الهادفة إلى تهدئة الأوضاع بما يسهم في إنجاز المصالحة الفلسطينية، وتوفير المناخ الملائم للمجتمع الدولي لتنفيذ تعهداتها في في إتجاه تحسين الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة.

غطاس: لا إشارة من حماس

وبدوره قال عضو البرلمان المصري، سمير غطاس إلى أن حماس لم تصدر أي إشارة بأنها ستطبّق اتفاق 2017 كما وقعت عليه.

وتابع "في مكتب عباس كامل تم توقيع اتفاق في 12/10/2017 ولكن هذا الاتفاق لم يُحترم".

 وطالب غطاس حماس أن تثبت أنها سوف تلتزم باتفاق 2017 على ضوء التحركات المصرية الاخيرة.

وأشار إلى أن حماس لم تصدر أي إشارة بأنها ستطبّق اتفاق 2017 كما وقعت عليه "ولا أحد يطلب من حماس غير الالتزام بما وقعت عليه في 2017".

وبخصوص التهدئة في قطاع غزة، أوضح غطاس لـ"النجاح الإخباري" الاثنين أن ما حصل هو إعادة التزام الطرفين بما تم التوقيع عليه في 2014 دون أي توقيع لأي اتفاقات جديدة، لافتاً إلى أن هذه التهدئة لن تتضمن أي تسهيلات غير فتح المعابر وإدخال المواد.

قال غطاس "لا يوجد هناك توقيع اتفاق جديد بين حماس وإسرائيل، لأن السلطة الفلسطينية ولا حتى مصر تقبلان بهذا الامر، لأنه إذا كان هناك اتفاق يعقد بين الحكومة الفلسطينية ومنظمة التحرير وإسرائيل وليس من جانب فصيل أي كان".

مدلولات كثيرة

ومن المتوقع أن يكون رئيس المخابرات العامة، اللواء عباس كامل، على رأس الوفد الزائر لغزة، ومع حضوره الشخصي هذه المرة فإنّ للزيارة مدلولات كثيرة.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن إصرار الجانب المصري على المتابعة بين غزة والضفة الغربية مرورا بإسرائيل، هدفها استكمال جهود إيجاد الحلول لملفي التهدئة والمصالحة.

لافتا الى أن التحركات هذه المرة جدية وواعدة بشكل أكبر.

وأوضح عوكل في تعليق خاص لـ"النجاح الإخباري" الاثنين أن هناك ما يدعو الطرف المصري إلى المجيء لغزة والإنتقال للضفة مرارا، نتيجة حدوث تطورات شبه ناضجة في ملفي المصالحة والتهدئة.

ونوه إلى أن ملف التهدئة يأخذ طابع تبريد الأوضاع، خاصة وأن الإتفاق على التهدئة مرتبط في المصالحة.

 ويرى عوكل أن هذه الفرصة قد تكون شبه أخيرة.

وأضاف أن كثافة الزيارات تشير إلى أن الفلسطينيين اقتربوا من تنفيذ المصالحة.

قائلا "في حال لم يتم الإتفاق قد تفلت الأمور من بين الأيادي، وندخل بمرحلة تجاوز السلطة وتنفيذ المصالحة"

ورأى عوكل أن الأبعاد السياسية لهذه الزيارة والحاجة لها تفتح المجال أمام المصالحة لتعزيز وضع الفلسطينيين في مواجهة صفقة القرن.

وأكد عوكل أن انعكاسات هذه الزيارة مرهونة بالنتائج على ضوء الهدوء الذي اتستمت به الجمعة الثلاثين لمسيرات العودة.

حلول مؤقته

بدوره حذر الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب من ما وصفه بالحلول المؤقتة قد ينتج عنها تهدئة للظروف الحالية فقط.

 لافتا إلى أن المشكلة الأساسية غياب اتفاق دائم في ملفي المصالحة والتهدئة.

وأكد حرب في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري" الاثنين أن إسرائيل ما زالت تصر على مطالبها في ملف التهدئة، وتطبيق معادلة الغذاء مقابل الأمن في تخفيف الحصار.

وشدد حرب على أن مصر ترى ضرورة إنهاء الانقسام من أجل الانخراط في عملية سياسية جدية تتعلق بإنهاء الاحتلال.

"مصر تنظر لقطاع غزة باعتباره جزء من الأمن القومي المصري والمجال الحيوي لها.

ومن هذا المنطلق تحرص على إنهاء الأزمات المتراكمة في غزة" تابع حرب لـ"النجاح الإخباري".

وربط حرب بين تحسن الوضع في قطاع غزة وبين انجاز ملف المصالحة.

بدورها قالت حركة حماس، إن مصر تسعى من خلال وفودها الأمنية إلى إنجاز المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، قبل إبرام اتفاق تهدئة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي .

وأضاف عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، أن الجانب المصري يريد إنجاز اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس أولًا ثم التهدئة.

وتبحث الفصائل الوطنية، منذ نحو شهرين مع القاهرة إمكانية إعادة تفعيل اتفاق المصالحة من جهة والتهدئة مع إسرائيل مع اسرائيل من جهة إلا أنه لم يعلن عن نتائج ملموسة في كلا الملفين حتى هذه اللحظة.