أحمد زماعرة - النجاح الإخباري - الفضاء الالكتروني الواسع الذي اتّسع نطاقه ليشمل الجوانب الحياتية كافة، ذلل الكثير من العقبات، وجعل التواصل والحصول على المعلومات والخدمات دون أي تكليف أو عناء، وحمل في ثناياه الإيجابيات الجمّة، ونتيجة لذلك غزت حياتنا العديد من المصطلحات التي أضحت ركيزة أساسية من ركائز المعيشة التي نمارسها ونتداولها.

منصات التواصل الاجتماعي فتحت الأبواب على مصراعيها أمام الإنسان، وشكّلت قفزة كبيرة في التواصل مع الآخرين، وكذلك التعرف على العادات والتقاليد والثقافات الأخرى، ووفرت العديد من الامتيازات والفوائد التي خففت على الإنسان عناء الوقت والجهد.

"التجارة الالكترونية" إحدى المصطلحات التي ظهرت نتيجة للتطور التكنولوجي الهائل الذي نشهده حاليًّا، وأصبحت ضرورة ملحة للترويج للمنتجات والسلع والبضائع وحتى الأفكار، واخترقت الحدود ولم تعد محصورة في مكان معين، وفئة معينة.

الثورة الالكترونية وما رافقها من جوانب مختلفة والتي أبرزها "التجارة الالكتروينة" لم تقتصر على فئة معينة، بل عمّت فوائدها لتشمل فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، التي بحاجة لأي شيء لتحقيق طموحاتها، وإيجاد نوافذ أمل، وفرص عمل تعينهم على صعوبات الحياة ومشقاتها.

ذوو الاحتياجات الخاصة يجدون ضالتهم في التجارة الالكتروينة

وقال مدير مركز التدريب المهني - حلحول عرفات السيد أحمد لـ"النجاح الإخباري": "إَّن التجارة والتسويق الالكتروينة فتح الآفاق أمام الأفراد والعاطلين عن العمل، فكان لزاماً أن يكون لذوي الاحتياجات حصة الأسد، لتحقيق آمالهم، وتفريغ طاقاتهم وأفكارهم، لكي لا تبقى أسيرة الظروف المحيطة بهم".

وأشار سيد أحمد إلى أنَّ الاهتمام بفئة ذوي الاحتياجات مسؤولية تقع على عاتق المؤسسات والأفراد، وكل من يستطيع ذلك، لذا استهدفت "دورة التسويق والتجارة الالكتروني" هذه الفئة، حتى يكون لهم حيز في عالم التكنولوجيا، وخلق فرص توفّر مصدر رزق لهم.

وبيَّن أنَّ ذوي الاحتياجات من حقهم الحصول على تكافؤ الفرص في عالم التكنولوجيا، حيث إنَّهم يملكون أفكارًا إبداعية بحاجة لترجمتها لمشاريع مختلفة، تجعلهم يندمجون في سوق العمل، ويحصلون على المعلومات التي يحتاجونها باستقلالية، والمشاركة بشكل كامل في مناحي الحياة كافة.

اعتلاء منصات التواصل الاجتماعي

وأوضح عزالدين عوض، أحد المشاركين في الدورة لـ"النجاح"، أنَّ الدورة التي شارك بها ساعدته على تطوير وتنمية مهاراته لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي التي اجتاحت المجتمعات، وأدرك كيفية إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لتسخيرها في الترويج والتسويق والغوص في عالم التكنولوجيا.

وبيَّن أنَّه بعد رفده بالمعلومات الكافية التي حصل عليها سيترجمها لمشروع اقتصادي يدر عليه المال، من خلال ربطها بمهنته الأساسية في صيانة الأجهزة الخلوية والتجارة بها، بإنشاء صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لترويج وبيع وشراء الأجهزة الخلوية.

وتابع: "الشبكة العنكبوتية تخطَّت الحواجزكافة، ووفرت العديد من الخدمات والتسهيلات للإنسان، ومن خلال ذلك أحاول تلبية طموحاتي ورغباتي لأكون فاعلًا ومشاركًا، من خلال توسيع آفاق التفكير والاتصال والتواصل، متحديًّا إعاقتي، ومحقّقًا أحلامي التي نسجتها طوالي حياتي إلى مشروع قائم".

وأضاف: "نحن الأفراد من ذوي الاحتياجات نحتاج عمل ذات طابع معيّن، وضمن ظروف تلائم الحالة الصحية لكل فرد، الآن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أصبح من المتاح لي أن أعمل وأطور نفسي".

عجلة الإرادة لا تتوقف

"أصبحت أملك مفتاح باب رزقي من خلال التجارة والتسويق الالكتروني، والتي خلقت لي الأمل بأنَّ المشروع الذي أطمح في الحصول عليه أصبح قاب قوسين أو أدنى"، هكذا وصف باسل الطويل من ذوي الاحتياجات الخاصة في حديثه لـ"النجاح الإخباري"، الرغبة والإرادة التي يتسلّح بها بعد أن أصبح على بُعد خطوات من فتح مشروعه من خلال التجارة الإلكتروينة.

وأشار الطويل إلى أنَّ اتقان إنشاء صفحات التواصل الاجتماعي، وعمليات الترويج للمنتجات، والخبرة الكافية للتعامل مع بطاقات الائتمان في عملية البيع والشراء وفارق العملات الدولية، والاطلاع عن كثب على كيفية إدارة التجارة الدولية، دفع به للتفكير جديًّا في إنشاء مشروع خاص به ومستقل.

وأردف قائلًا: "في الوقت الحاضر أفكر جديًّا في إنشاء محل تجاري مختلف عن المحلات التجارية المتعارف عليها، حيث ستتم عملية بيع وشراء المنتجات في المحل الكترونيًّا فقط، وهذا ربما طريقة جديدة ومبتكرة في عملية التجارة".

وأكّد أنَّه ينوي القيام بفكرة مشروع رائد، من خلال القيام بأعمال الوسيط التجاري عن طريق توفير المنتجات وكل ما يحتاجه الأشخاص من خلال التسوق على أشهر مواقع التجارة الالكتروينة المتعارف عليها، وتأمين وصول متطلبات الأشخاص لهم.