عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - يرى محللون سياسون أن خطاب الرئيس الفلسطيني محمد عباس، امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، تضمن العديد من القضايا والملفات الهامة، واصفين الخطاب بالأكثر شمولية وموضوعية، خصوصاً وأنه يشكل وقفة مفصلية أمام العالم.

وأكد المحللون في أحاديث منفصلة لـ"النجاح الاخباري" أن هذا الخطاب أكثر وضوحاً لمواجهة صفقة القرن، مشيرين إلى أن الخطاب حمل رسائل هامة ورئيسية للعديد من الاطراف.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم: إننا سنبقى مؤمنين بالسلام وسنصل لدولتنا المستقلة بالسلام".

وأضاف الرئيس عباس " في مثل هذه الايام من العام الماضي طلبت الحرية والاستقلال لشعبنا الذي يرزح تحت الاحتلال منذ 51 عاماً ولا يزال جاثماً على صدورنا يقوض جهودنا الحثيثة لبناء مؤسسات دولتنا التي اعترفت بها جمعية الامم المتحدة عام 2011".

وقفة مفصلية

المحلل السياسي، هاني حبيب اعتبر بأن خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة يشكل وقفة مفصلية يحمل العالم كل عملية استمرار الاحتلال الإسرائيلي ويحمل المنظومة الدولية للضغط على الجانب الإسرائيلي من أجل تنفيذ كافة القرارات التي اتخذت بشان الاحتلال الإسرائيلي خاصة فيما يتعلق بعملية تهويد القدس والمشروع الاستيطاني الإسرائيلي.

وأكد حبيب في حديثه لـ"النجاح" أن هذا الخطاب كان الأكثر وضوحاً في مواجهة صفقة القرن ودلالتها ومعطياتها، خصوصاً وأنه طالب الرئيس الامريكي التراجع عن هذه القرارات، إذا كان لأمريكا أي دور في عملية التسوية السياسية.

وأضاف " من هنا كان المطلب الفلسطيني من خلال خطاب الرئيس على ضرورة عقد مؤتمر دولي يكون مرجعية لعملية سياسية قادمة"، لافتاً إلى أن الأهم من ذلك تأكيد الرئيس عباس على أن القرارات الإسرائيلية الأخيرة فيما يتعلق بقانون يهودية الدولة يشكل خطرا عنصرياً في مواجهة مع الشعب الفلسطيني، ويسمح لدولة الاحتلال استمرار الاستيطان ومسألة ذات أبعاد قانونية فيما يتعلق بهذا القرار الإسرائيلي.

وعن مرحلة ما بعد الخطاب يرى المحلل حبيب أنه فور عودة الرئيس سيتم انعاد المجلس المركزي، لأن هناك عملية مراجعة لكافة الاتفاقيات التي عقدت مع دولة الاحتلال، لافتاً إلى أن هناك أيضاً رؤية فلسطينية لعملية التخلص من كافة العقبات التي تواجه الشعب الفلسطيني في عملية انهاء حالة الانقسام من خلال تمكين الحكومة في العمل في قطاع غزة تطلع على الدور المصري في هذا الحديث.

وكان الرئيس عباس أكد خلال خطابه على سيتم إعادة النظر بالاتفاقات الموقعة مع الحكومة الاسرائيلية السياسية والاقتصادية والامنية.

وأشار إلى أن "إسرائيل" أقرت قانون القومية العنصري الذي يقود لقيام دولة واحدة عنصرية ويلغي حل الدولتين، مشدداً على أن هذا القانون  يشكل خطراً كبيرا من الناحيتين السياسية والقانونية، مطالباً بادانته واعتباره قانون عنصري وغير شرعي.

أكثر شمولية

المحلل السياسي، رياض العيلة يوافق سابقه الرأي بأن خطاب الرئيس كان أكثر شمولية ووضوحاً وأهمية بالنسبة للفلسطينيين والعالم، مشيراً إلى أن الخطاب حدد قضايا رئيسية وأساسية.

وقال العيلة لـ"النجاح": الخطاب حدد الموقف الفلسطيني من الإدارة الأمريكية التي اعترفت بنقل السفارة الأمريكية وإزاء حل الدولتين إلى جانب قطع المساعدات عن الاونروا وقضية اللاجئين، إلى جانب المستوطنات وغير ذلك".

وأضاف " وهذه قضية حساسة لأنه في حال عدم التزام أمريكا فنحن كفلسطينيين لم نلتزم بهذه الاتفاقيات، وهذه قضية أساسية وجوهرية عملية حل للاتفاقيات السابقة"، لافتاً إلى أن هناك اتفاقيات تم توقعيها مع الاحتلال الإسرائيلي، وأن الرئيس أعلن أنه بصدد التحلل من هذه الاتفاقيات.

وبحسب وجه نظر المحلل العيلة فإن الأمور ستكون أكثر صعوبة خلال الفترة المقبلة، في ظل خطاب الرئيس، لكنه استدرك " ستكون صعبة لأن الرئيس رفض التنازل عن الثوابت الفلسطينية، وخطابه اليوم تعلق بهذا الأمر".

وجدد الرئيس عباس دعوته لترامب لإلغاء قرارته واملاءاته بشأن القدس واللاجئين والاستيطان، مؤكداً أن السلام في منطقتنا لن يتحقق  دون تجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد أن الادارة الامريكية تنكرت لالتزامات امريكية سابقة وقوضت حل الدولتين، معتبراً في الوقت ذاته قرار الكونغرس بشأن منظمة تحرير فلسطين غير قانوني وتعسفي وغير مبرر.

رسائل هامة

أمامالمحلل السياسي أكرم عطا الله، فيرى أن خطاب الرئيس في الأمم المتحدة حمل ثلاث رسائل هامة.

وأوضح عطا الله في تحليله لـ"النجاح" أن الرسالة الأولى كانت للولايات المتحدة الأمريكية، والثانية للاحتلال الإسرائيلية، والرسالة الثالثة كانت لحركة حماس.

وأشار إلى أنه ليس من الضرورة فتح الملف الداخلي في الأمم المتحدة، خصوصاً وأن مصر تقود هذا الملف، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن خطاب الرئيس اتسم بالموضوعية.

وبيّن المحلل السياسي أن الجميع ينتظر المرحلة القادمة، وينتظر تعامل القيادة الفلسطينية مع القرارات التي اتخذها الرئيس والتي لوح بها في خطابه اليوم، من علاقات مع أمريكا وإسرائيل، والتوقيع على الاتفاقيات السابقة.

وألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطاباً هاماً اليوم الخميس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، خصوصاً وأن هذا الخطاب يحمل رسائل هامة للاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية.