باسم برهوم - النجاح الإخباري - تحريض المسؤولين الإسرائيليين على النواب العرب الفلسطينيين في الكنيست، أعضاء القائمة العربية المشتركة، هو دون شك تحريض عنصري وإرهاب دولة، ما تريده الصهيونية، ومن ثم اسرائيل، ان يذبح الفلسطيني ومن غير المسموح له أن يئن أو يصرخ ويعبر عن وجعه وألمه، وتريد ان تقول للشعب الفلسطيني استسلموا للقدر الصهيوني الذي اجتاحكم واجتاح بلادكم، موجة التحريض الأخيرة واتهام اعضاء المشتركة "بالخيانة" جاءت على خلفية ما تسرب من أنباء ان هؤلاء ينوون التوجه الى الأمم المتحدة لاستصدار قرار يدين "قانون القومية" العنصري الذي سلبهم حقوهم الأساسية.
هناك اعتقاد عند غلاة الصهاينة أنهم يملكون اللحظة التاريخية لتصفية الشعب الفلسطيني سياسياً. هذا الاعتقاد نابع من وجود رئيس أميركي وادارة أميركية في البيت الابيض صهيونية أكثر من الصهاينة أنفسهم، فهي تسابقهم وتسارع في الخطوات لتصفية العناصر الرئيسية للقضية الفلسطينية. المشكلة في هؤلاء الصهاينة من هم هنا أو من هم في البيت الابيض، إنهم لا يتعلمون من دروس التاريخ، بأن تصفية الشعوب هي أمر مستحيل ان يحصل.
 أعضاء القائمة العربية المشتركة، ليسوا رأس حربة الشعب الفلسطيني في مواجهة قانون عنصري أو في المعركة حول تقرير المصير، إنهم ببساطة فلسطينيون عرب يدافعون عن حقوقهم الأساسية، وحقوق من انتخبهم. فإذا كانت اسرائيل دولة ديمقراطية كما تدعي، فلماذا كل هذا التحريض على نواب يدافعون بطريقة ديمقراطية وسلمية عن حقوق من يمثلونهم؟
اذا كان دفاع اعضاء القائمة العربية المشتركة عن حقوق اساسية كفلها القانون الدولي الانساني وكفلها ميثاق الامم المتحدة، هو بمفهوم اليمين الصهيوني "خيانة"، فإن هذه الخيانة هي الأكثر إنسانية وحضارية في هذا العالم الذي يدوس بأقدامه منظومة قوانين وضعتها الانسانية بعد حربين عالميتين مدمرتين بهدف تحقيق قدر أكبر من العدالة ومنع قدر الإمكان نشوب الحروب.
على أية حال، قد يكون الزمن، هذا الزمن، لغير صالح الفلسطينيين، ولكن ما يميز الزمن أنه لا يتوقف. فالمهم وجود الشعب الفلسطيني في الزمان والمكان، فهذه هي الحقيقة الأصلية، فما هو أكيد ان هذا الزمن السيئ سيمضي، ونحن الشعب الفلسطيني نواجه بصبر الجمال في الصحراء القاحلة الجافة، صامدين متمسكين بأرضنا ووطننا، وعندما يمر هذا الزمن الصعب سنسن قانون القومية الخاص بنا، ولكن لن يكون كالنسخة الصهيونية العنصرية العمياء.

عن الحياة الجديدة