النجاح الإخباري - حذر صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حركة "حماس" من توقيع اتفاق مع إسرائيل بشأن غزة، مؤكدًا أن السلطة الفلسطينية ستوقف تمويل القطاع حال جرت "صفقات التقسيم تمهيدًا لتمرير صفقة القرن ".

وقال عريقات في لقاءٍ متلفز عبر قناة الميادين إن "كارثة الشعب الفلسطيني تكمن الآن في أن تنجح إسرائيل بفصل غزة"، مضيفًا : "إذا قامت حماس بذلك، لن تكون لنا مسؤولية ولن نمول (..) هذا قطع للخط الأحمر، وتدمير للمشروع الوطني الفلسطيني".
 
ووجه حديثه لحماس، قائلًا : "يد الرئيس محمود عباس ممدودة للمصالحة"، مشددًا على أن "ثمن المصالحة أقل بكثير من الكلفة التي سنتحملها حال التوقيع مع إسرائيل".

وأشار عريقات إلى أن وفد حركة "فتح" برئاسة عزام الأحمد يتواجد حاليًا في القاهرة، متابعا : "نحن لم نرفض جهود مصر؛ لأنها تصب في الصالح الفلسطيني".

وقال : "لدينا وفد في مصر، ولدينا ورقة عمل تطرح اتفاق 12 أكتوبر 2017 ومسائل بسيطة جدًا (..) نحن لا نستطيع إلغاء أحد أو أحد يلغينا".
 
وفي هذا الإطار، قال عريقات : "نحن مع التهدئة والهدنة والحفاظ على كل نقطة دم فلسطينية"، لافتًا إلى أن الرئيس عباس حذر في كلمته خلال دورة المجلس المركزي من "هدنة بين فصيل فلسطيني وإسرائيل؛ كون خطة ترامب بفصل غزة تكمن هنا". 

وخاطب "حماس" قائلا : "نقول لكم، تنبهوا، أنتم لو فعلتم ووقعتم اتفاق مع إسرائيل يعني أنكم قبلتهم أن يكون لغزة كينوينة خاصة بها"، معتبرًا أن "هذا هو الذي سيقصف ظهر القضية الفلسطينية".

وأضاف موجها حديثه لـ"حماس" : " شكلنا معكم حكومة وفاق وطني، لتمكن في غزة من ممارسة صلاحياتها والنهوض بمسؤولياتها كاملة بكل جوانب الحياة استنادا للقانون الاساسي، ثم نطبق تدريجيا كل ما اتفقنا عليه في 2017، وصولا للعودة إلى إرادة الشعب عبر صناديق الاقتراع"، متسائلا : "أين الخطأ بذلك".

واستدرك عريقات : "لكن هناك من يعتقد أن الحديث المباشر أو غير المباشر من خلال المبعوثين والدول بين حماس وإسرائيل، بإخراج غزة من المعادلة ورفع الشعارات التي لا طائلة منها".

ولفت إلى أن "المطلوب فيما يتعلق بالهدنة، كما حدث في عام 2014، أن يكون وفد من منظمة التحرير بما فيه الجهاد وحماس"، موضحا أن "التهدئة جزء من المصالحة الشاملة".
 
وحذر من أن " الثغرة التي يسعى ترامب الآن من خلالها اختراق الموقف الفلسطيني منها هي (الانقلاب) المستمر في غزة"، مجددًا التأكيد أن "الخط الأحمر الذي يجب الا يتم تجاوزه فلسطينيًا، أن أي صفقة تقوم بها حماس مع نتنياهو تحت اي مسمى تهدئة او هدنة".

وبين أن الاستراتيجية الإسرائيلية تقوم على ثلاث ركائز، تتمثل في، فصل غزة عن الضفة والقدس، وإبقاء السلطة الفلسطينية بدون سلطة بعدما تنكرت إسرائيل لكل الاتفاقيات الموقعة ولم تعد قائمة، وتريد احتلال بدون كلفة.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إن نتنياهو مستعد لنشر 5 فرق عسكرية لحماية واستمرار الانقسام الفلسطيني، مشيراً إلى أن نتنياهو وترامب يسعيان لوضع القدس والأقصى تحت السيادة الإسرائيلية، مؤكداً أن هذا لن يحدث.  

وفي سياق آخر، لفت إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض طلب ترامب العام الماضي بوقف رواتب عوائل الشهداء والجرحى، مشيراً إلى أن عباس يُحارب لأنه يتمسك بحق عودة اللاجئين وبالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين.

ورأى عريقات  أن الجبهات تفتح على الرئيس عباس من كل الجهات بسبب تمسكه بالثوابت كقضية اللاجئين والقدس.

عملية السلام

وفي إطار آخر، ذكر عريقات أن الفلسطينيين لن يتخلوا عن حقهم في المقاومة وفق القانون الدولي لكن الظرف الآن يتطلب المقاومة الشعبية.  

وقال إنه لن يكون هناك سلام إذا لم يتم إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.    
 
ورأى أن الإدارة الأميركية هي التي عزلت نفسها عن القضية الفلسطينية، مشددًا على أن الولايات المتحدة أصبحت "خارج حساباتنا بشأن عملية السلام"، كما اعتقد أن (إسرائيل) أنهت اتفاق أوسلو.       

وأشار إلى أن إدارة ترامب تريد إلغاء كل المرجعيات المرتبطة بالقضية الفلسطينية وتريد فرض مرجعيات جديدة، لافتاً  إلى أن البيت الأبيض بحاجة إلى رجال دولة وليس رجال أعمال.

كما رأى أن إدارة ترامب تريد القدس عاصمة لإسرائيل وإلغاء حق العودة وتشريع الاستيطان وفصل غزة عن الضفة الغربية، موضحاً أن كل الإدارات الأميركية كانت منحازة للاحتلال لكن إدارة ترامب تريد إعطاء القدس (لإسرائيل) وإلغاء حق العودة.

وأكد عريقات أن إدارة ترامب ونتنياهو يعتقدان أن الوقت مناسب لتمرير صفقة القرن في ظل حالة الانقسام العربي، وأن الإدارة الأميركية تمارس سياسة الابتزاز على الشعب الفلسطيني.

وشدد عريقات على أنه يجب قطع العلاقات مع أي دولة تنقل سفارتها إلى القدس، وأن ترامب لا يفهم إلا لغة المصالح.

واعتبر أيضاً أن ترامب يسعى لتقسيم وتمزيق العالم العربي والإسلامي. ولفت إلى أنه لا بدّ من حل المشاكل بين الأطراف الإقليمية عبر الحوار، ومؤكداً نحن لا يمكن أن نكون طرفاً في الصراعات.